تحديث نوعي: آبل تضيف ميزة الصوت الخالي من الفقدان وزمن التأخير المنخفض لسماعات AirPods Max

في إعلان بارز صدر عن شركة آبل يوم 24 مارس 2025، كشفت الشركة عن تحديث مرتقب لسماعات AirPods Max من شأنه أن يعيد تعريف تجربة الاستماع والمزج الصوتي، لا سيما للموسيقيين والمبدعين. فاعتباراً من شهر أبريل، ستدعم السماعات خاصيتين طال انتظارهما: الصوت الخالي من الفقدان (Lossless Audio) والصوت فائق الانخفاض في زمن التأخير (Ultra-Low Latency Audio)، مما سيجعل من AirPods Max أول سماعات في العالم تتيح للمستخدمين إنشاء ومزج الصوت المكاني المُشخص (Personalised Spatial Audio) مع تتبّع حركة الرأس.

بفضل التحديث الجديد، ستتمكن AirPods Max من تشغيل الصوت بجودة 24-بت ومعدل 48 كيلوهرتز، ما يعني الحفاظ الكامل على تفاصيل التسجيلات الأصلية كما صُمّمت داخل الاستوديوهات. ويستفيد مشتركو Apple Music من هذه الميزة بشكل مباشر، إذ أصبح بإمكانهم الوصول إلى أكثر من 100 مليون أغنية بصيغة الصوت الخالي من الفقدان، ما يعزز من جودة الاستماع بشكل لم يسبق له مثيل.

تأثير هذا التحديث لا يقتصر على المستمعين فحسب، بل يمتد إلى صناع الموسيقى. فالمبدعون الذين يعتمدون على تطبيقات مثل Logic Pro سيتمكنون من استخدام AirPods Max في جميع مراحل الإنتاج — من تأليف الألحان وصناعة الإيقاعات، إلى المزج النهائي — دون التضحية بجودة الصوت أو المعاناة من تأخير مزعج في الإشارة الصوتية.

والأهم من ذلك، أن AirPods Max ستصبح السماعة الوحيدة القادرة على توفير تجربة المزج في الصوت المكاني المُشخص، مع دعم تتبع حركة الرأس، من خلال التوصيل بكابل USB-C. هذه الميزة تضيف بعداً جديداً لعملية المزج، حيث يُمكن للفنان أن يتنقّل داخل المشهد الصوتي وكأنه داخل غرفة حقيقية ثلاثية الأبعاد.

لا تقتصر الفوائد على الموسيقيين فقط. إذ سيتمكن عشاق الألعاب ومقدمو البث المباشر من التمتع بصوت فائق الانخفاض في التأخير، بما يضاهي تجربة الصوت الناتج من مكبرات الصوت الأصلية على أجهزة Mac وiPad وiPhone. وهذا يعني تفاعلاً فورياً مع المؤثرات الصوتية، ما يرفع من جودة اللعب والبث بشكل عام.

من المقرر طرح هذه الميزات في تحديث مجاني عبر البرامج الثابتة المصاحبة لإصدارات iOS 18.4، وiPadOS 18.4، وmacOS Sequoia 15.4، ابتداءً من شهر أبريل، شرط استخدام الإصدار الجديد من سماعات AirPods Max المزوّدة بمنفذ USB-C.

السماعات نفسها متوفرة حالياً عبر متجر آبل بسعر 499 جنيهًا إسترلينيًا، وتأتي بخمسة ألوان جذابة: الأسود الليلي، الأبيض الساطع، الأزرق، البنفسجي، والبرتقالي.

أما بالنسبة للكابل الجديد USB-C إلى 3.5 مم، فيتوفر بدءًا من اليوم بسعر 39 جنيهًا إسترلينيًا، وهو يتيح للمستخدمين توصيل AirPods Max بمصادر صوتية تقليدية كمنفذ الصوت في الطائرات أو السيارات أو أجهزة ستيريو قديمة.

جدير بالذكر أن إنشاء ملف شخصي مخصص للصوت المكاني يتطلب جهاز iPhone مزوّد بكاميرا TrueDepth، لتفعيل خاصية تتبع حركة الرأس، ويتم مزامنة هذا الملف مع جميع أجهزة آبل الأخرى المدعومة.

مع هذا التحديث، تعزز آبل موقعها كلاعب رئيسي في سوق الصوتيات الاحترافية، إذ تسعى إلى سد الفجوة بين تجربة الاستهلاك العادي وجودة الاستوديوهات المحترفة. دخول تقنيات مثل الصوت المكاني المُشخص وزمن التأخير المنخفض إلى أجهزة الاستماع الاستهلاكية، لا يعكس فقط تطوراً تكنولوجياً، بل يشير أيضاً إلى رؤية طموحة من آبل لتحويل المستخدم العادي إلى مستمع محترف، ومن الموسيقي الهاوي إلى منتج متكامل داخل بيئة رقمية متقدمة.

من الواضح أن آبل لم تكتفِ بمجرد تحسين جودة الاستماع، بل حرصت على تمكين المستخدمين من التفاعل مع الصوت على نحو ثلاثي الأبعاد وواقعي، في وقت يتزايد فيه الطلب على المحتوى الصوتي الغني سواء في الموسيقى أو الألعاب أو البث المباشر.