تعتقد أنك تحمي بطارية هاتفك؟ الحقيقة أنك تدمرها دون أن تدري!

لطالما كان شحن الهواتف المحمولة حتى 100% عادة يومية لكثير من الأشخاص، خاصة عند شحنها طوال الليل لضمان بداية يوم جديد ببطارية مشحونة بالكامل. لكن هل تساءلت يومًا عن تأثير هذه العادة على عمر بطارية هاتفك؟ الحقيقة قد تكون مفاجئة للبعض.

وفقًا لتشاويانغ وانغ، مدير مركز المحركات الكهروكيميائية في جامعة ولاية بنسلفانيا، فإن شحن البطارية بشكل متكرر حتى 100% يساهم في تدهور أدائها بشكل أسرع مقارنة بشحنها حتى مستوى أقل مثل 90%. يقول وانغ:

وهذه النسبة تصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت.

تخيل أن بطارية هاتفك مثل عضلة تعمل بكفاءة عندما تستخدمها بحذر، لكن الإفراط في تحميلها يسرّع من عملية الشيخوخة. عندما تشحن الهاتف حتى 100% وتتركه موصولًا بالشاحن، تبقى البطارية في حالة جهد كهربائي مرتفع لفترة طويلة. هذه الحالة تُسرّع من ما يُعرف بـ"الشيخوخة الكيميائية" للبطارية، حسب ديباكار داتا، أستاذ الهندسة الميكانيكية والصناعية في معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا.

ومع ذلك، لا يعني هذا أنه يجب تجنب شحن الهاتف بالكامل في جميع الحالات. في أيام السفر الطويلة أو عند الحاجة لاستخدام الهاتف لفترات طويلة دون إمكانية شحنه، سيكون من العملي شحنه بالكامل لضمان استمرارية الاستخدام.

ينصح الخبراء بالحفاظ على مستوى شحن البطارية بين 20% و80% لتحقيق أداء مثالي وإطالة عمر البطارية. تخيل الأمر وكأنك تدير ميزانية طاقة: إبقاء البطارية في هذا النطاق يقلل من التوتر الكيميائي داخلها. في المقابل، السماح للبطارية بالنفاد حتى 0% بشكل متكرر يمكن أن يقلل من قدرتها على الاحتفاظ بالشحن مع مرور الوقت.

ليس الشحن فقط هو ما يؤثر على صحة البطارية، بل أيضًا درجة الحرارة. يوضح وانغ أن البطارية أكثر عرضة للتلف عند التعرض لدرجات حرارة شديدة البرودة أو السخونة مقارنة بشحنها حتى 100% في ظروف مناخية معتدلة. ربما لاحظت ظهور إشعار على هاتفك يُحذّرك من درجة حرارة مرتفعة للغاية، وهذه آلية حماية لمنع تلف البطارية.

أما بالنسبة للشواحن السريعة، فهي رغم توفيرها للوقت، إلا أنها تولد حرارة زائدة داخل البطارية، مما يؤدي إلى تدهور أدائها بمرور الوقت. ينصح باستخدام الشواحن البطيئة كلما كان ذلك ممكنًا للحفاظ على البطارية.

معظم الهواتف الذكية الحديثة تتيح لك التحقق من حالة البطارية عبر إعدادات الهاتف. إذا لاحظت انخفاض صحة البطارية إلى أقل من 80%، قد يكون الوقت مناسبًا للتفكير في استبدالها. تذكر أن أداء البطارية الجيد لا يعني فقط مدة استخدامها، بل أيضًا كفاءتها في توفير طاقة مستقرة.

في النهاية، الحفاظ على صحة بطارية هاتفك لا يتطلب جهدًا كبيرًا. فقط بعض التغييرات البسيطة في عاداتك اليومية قد تُحدث فرقًا كبيرًا وتطيل عمر بطارية جهازك لسنوات إضافية.