تحالف العمالقة: جوجل تدفع مبالغ هائلة لسامسونج لفرض Gemini على أجهزتها مسبقًا

3 د
تدفع جوجل لسامسونج مبالغ ضخمة للتثبيت الافتراضي لـ"جيميني" على هواتف جالاكسي S25.
بدأ الاتفاق في يناير الماضي ويتضمن تقسيم الإيرادات بين الشركتين.
يأتي هذا وسط اتهامات جوجل بالاحتكار وانتهاجها ممارسات سوقية غير قانونية.
تزداد المخاوف بشأن هيمنة جوجل واستمرار تأثيرها على صناعة الهواتف الذكية.
شهادة مثيرة للجدل شهدتها جلسة المحكمة هذا الأسبوع ضمن المحاكمات الجارية ضد شركة جوجل والمتعلقة بقوانين مكافحة الاحتكار. فقد أفادت تقارير صحفية نُشرت مؤخرًا بأن شركة جوجل تقوم بدفع مبالغ مالية ضخمة لسامسونج من أجل تثبيت تطبيق الذكاء الاصطناعي "جيميني" على الهواتف الجديدة للشركة الكورية، وخاصة سلسلة جالاكسي S25 المطروحة في الأسواق بداية هذا العام.
وخلال الجلسة، أكد بيتر فيتزجيرالد، نائب رئيس جوجل لشؤون المنصات والشراكات مع الأجهزة، أن الاتفاقية التي تم توقيعها مع سامسونج دخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي تزامناً مع إطلاق سامسونج لسلسلة جالاكسي S25. كما أوضح أنه، وفقًا لهذه الصفقة، تتلقى سامسونج مبلغاً شهرياً ثابتاً كبيراً، والذي وصفه محامي وزارة العدل الأمريكية ديفيد دالكويست بـ "المبلغ الهائل".
علاوة على ذلك، كشفت تفاصيل إضافية عن الاتفاق أن سامسونج لن تحصل فقط على مبلغ مالي منتظم من جوجل، بل إنها ستتقاسم أيضاً جزءاً من إيرادات الاشتراكات التي تحققها جوجل من مستخدمي تطبيق "جيميني".
تداعيات قانونية ومخاوف احتكارية
هذه المعلومات تأتي في وقت حساس بالنسبة لجوجل، خاصة وأنها تواجه اتهامات رسمية بالاحتكار بعد قرار القاضي أميت ميهتا بأن آلية عمل محرك بحث جوجل تمثل ممارسات احتكارية غير قانونية. وبالتالي، أصبح على الشركة الآن مواجهة نقاش كبير مع وزارة العدل الأمريكية حول نوعية العقوبات التي من المحتمل أن تُفرض عليها، وهو ما قد يغير بشكل جذري طبيعة الاتفاقيات التي تبرمها جوجل مع الشركات الكبرى لتثبيت تطبيقاتها ومنتجاتها افتراضياً.
وفي إطار المحاكمة الجارية، أشار محامي وزارة العدل إلى وجود اتصالات عرض بها منافسون آخرون مثل مايكروسوفت وبيربليكسيتي على سامسونج للحصول على اتفاقيات مشابهة لتثبيت مساعداتهم الذكية على أجهزتها، لكن سامسونج فضلت عرض جوجل، الذي تضمن مبالغ مالية تفوق بكثير العروض المنافسة.
وثائق داخلية تكشف توجهات جوجل
الأمر الأكثر إثارةً للاهتمام من هذه القضية جاء مع الكشف عن وثائق داخلية لجوجل عُرضت خلال الجلسة، بينت مدى إصرار الشركة على إبقاء سيطرتها على السوق من خلال خططها لربط اتفاقيات أكثر تقييداً مع الشركاء، بحيث تشمل الاتفاقيات تثبيت تطبيقات مثل "جيميني" بجانب تطبيقات جوجل الشهيرة الأخرى، كبحث جوجل ومتصفح كروم، الأمر الذي يزيد من قلق الجهات القانونية في الحكومة الأمريكية.
تحركات جديدة لجوجل قبيل المحاكمة
كما أوضحت شهادة فيتزجيرالد في المحكمة أن جوجل أرسلت مؤخراً فقط عدداً من الرسائل إلى مصنعين للهواتف الذكية، بينها سامسونج، لتعديل الاتفاقيات القائمة، وكانت تلك الرسائل قد أرسلت قبل وقت قصير جداً من بدء المحاكمة، وهو ما فسره المحامون عن وزارة العدل بأنه محاولة لتجنب الاتهامات بالاحتكار.
اختلاف في الآراء حول الحلول المفروضة
حتى الآن، تُطالب وزارة العدل الأمريكية بفرض عقوبات مشددة ضد جوجل، أهمها منع كافة الاتفاقيات التي تجبر الشركات على تثبيت تطبيقات جوجل افتراضياً، وكذلك فصل متصفح كروم تماماً عن الشركة، وإلزام جوجل بإتاحة بيانات محرك بحثها المهمة لمنافسين آخرين. في المقابل، تؤكد جوجل أنها على استعداد فقط للاستغناء عن اتفاقيات التثبيت الافتراضي لتطبيقاتها، وترى أن تحقيق مزيد من الإجراءات ليس ضروريًا.
وفي ظل هذه التوترات، تتجه عيون المراقبين لمعرفة المسار الذي ستحسمه المحكمة الأمريكية في هذه القضية الحساسة، إذ قد تؤدي النتائج إلى تغييرات عميقة على السوق التكنولوجي العالمي، ومسألة هيمنة الشركات الكبرى على قطاع التقنية.