ترامب أرادها أميركية… ونفيديا تبدأ تصنيع الذكاء الاصطناعي على أرض الوطن

3 د
أعلنت نفيديا عن توسيع صناعة رقاقات الذكاء الاصطناعي في ولايتي أريزونا وتكساس.
تبدأ التعاون مع TSMC و فوكسكون و ويسترون لتطوير حواسيب فائقة القدرة.
تأمل نفيديا في استثمار نصف تريليون دولار ببنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي.
تواجه الصناعة تحديات التجارة بين أمريكا والصين ونقص العمالة الماهرة.
رغم التحديات، يمكن للمشروع خلق آلاف الوظائف وعوائد اقتصادية ضخمة.
أعلنت عملاقة تصنيع الرقاقات الإلكترونية "نفيديا"، يوم الاثنين، أنها بدأت بالفعل تخصيص وتمويل مساحات صناعية واسعة، تزيد عن مليون قدم مربع، لصناعة واختبار رقاقات ذكاء اصطناعي متقدمة داخل الولايات المتحدة، وتحديدا في ولايتي أريزونا وتكساس.
تفاصيل تعاون نفيديا مع شركائها في أمريكا
وبحسب البيان الرسمي لنفيديا، فإن عمليات تصنيع رقاقات "بلاكويل" Blackwell قد ابتدأت بالفعل بالتعاون مع شركة "TSMC" بمصانع بشرق مدينة فينيكس في أريزونا. كذلك تعمل الشركة حاليا على إنشاء مصانع متخصصة ببناء حواسيب فائقة القدرات "سوبر كمبيوتر" في ولاية تكساس، وتحديدا مع شريكها "فوكسكون" في مدينة هيوستن، ومع شركة "ويسترون" في دالاس.
وكجزء من العمليات المكملة للإنتاج في أريزونا، تتعاون نفيديا مع شركة "أمكور" وشركة "إس بي آي إل" في عمليات تغليف واختبار المنتجات والتجهيزات الإلكترونية.
خطط واعدة لـ نفيديا
من المخطط أن تبدأ خطوط الإنتاج في مصانع هيوستن ودالاس العمل بكامل طاقتها خلال الـ12 إلى 15 شهرا القادمة. وفي غضون الأربع سنوات المقبلة، تأمل نفيديا في توفير بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي تصل قيمتها إلى حوالي نصف تريليون دولار بالسوق الأمريكي.
وجاء على لسان جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لنفيديا:
"لأول مرة، تبنى محركات الذكاء الاصطناعي العالمية الرئيسية على أراضي الولايات المتحدة. إن توطين تصنيع الرقاقات في السوق الأمريكي يعطينا فرصة أفضل لتلبية الطلب الهائل والمتزايد على رقاقات الذكاء الاصطناعي والأجهزة فائقة القدرة، كما يعزز من قوة سلسلة التوريد الخاصة بنا ويزيد قدرتنا وصمودنا أمام التحديات العالمية."
التعامل مع القيود الحكومية الأمريكية
تأتي خطوة نفيديا الجديدة بعد أيام من تجنبها القيود التصديرية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رقاقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وخاصة رقاقة "H20"، وذلك مقابل تعهد الشركة بتوسيع استثماراتها داخل الولايات المتحدة، وتطوير مراكز بيانات ذكاء اصطناعي تستخدم تقنيات ومكونات أمريكية الصنع.
ليست نفيديا وحدها من تتجاوب مع سياسات الإدارة الأمريكية الحالية حول تعزيز التصنيع المحلي، بل هناك العديد من الشركات الكبرى مثل "OpenAI" و"مايكروسوفت" تبادر بمشاريع ضخمة، آخرها مشروع مركز بيانات "ستارجيت" بالتعاون مع سوفت بنك وأوراكل بقيمة 500 مليار دولار، بالإضافة لتخصيص مايكروسوفت لحوالي 80 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات ذكاء اصطناعي أيضاً داخل الولايات المتحدة.
تحذيرات وتحديات تواجه الصناعة الناشئة محلياً
رغم هذه الخطوات الطموحة، فإن خطة توسيع نفيديا لصناعة الرقاقات الذكية داخل أمريكا ليست خالية من التحديات والصعاب. فالتوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تُعبر عنها الإجراءات الصينية المضادة كفرض الرسوم الجمركية والقيود على توريد المواد الخام الحيوية لصناعة الرقاقات، تزيد من الصعوبات التي تواجه القطاع.
أيضا، تعاني الصناعة الأمريكية من نقص شديد في العمالة الماهرة والمتخصصة القادرة على العمل في مصانع تصنيع الرقاقات التقنية المتطورة. بالإضافة لذلك، فإن تراجع الدعم الحكومي الأمريكي المخصص سابقاً ضمن قانون "CHIPS Act"، والذي كان يغطي أنشطة الشركات المصنعة للرقائق عبر منح تمويلية كبرى، قد يجعل الشركات حذرة في القيام باستثمارات طويلة الأجل.
آمال بمكاسب اقتصادية وفرص وظيفية كبيرة
بالرغم من هذه التحديات، تستمر نفيديا في التأكيد على أهمية مبادرتها هذه، مشيرة إلى أن هذه المشاريع الصناعية قد تخلق مئات الآلاف من الوظائف في الأعوام القادمة، وقد تحقق تريليونات من الدولارات كعوائد اقتصادية مباشرة وغير مباشرة خلال العقود المقبلة.
ويبقى السؤال: هل فعلاً ستتمكن نفيديا وغيرها من الشركات العملاقة من تجاوز العقبات وتنفيذ خططها الطموحة داخل الولايات المتحدة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذا التساؤل.