بعض المطالب الأساسية لا تزال غائبة.. تحديثات جديدة في ويندوز 11 تقلل الفوضى وتلبي احتياجات الكثيرين

 تستعد مايكروسوفت مرة أخرى لإدخال تحديثات على نظام التشغيل ويندوز 11، هذه المرة عبر بوابة "قائمة ابدأ" الشهيرة، والتي كثيراً ما أثارت جدلاً بين مستخدمي النظام منذ إطلاق الإصدار الأخير. التحديث الجديد متوفر حالياً بشكل تجريبي لمستخدمي برنامج "Windows Insiders" ضمن قناة المطورين، ويحمل معه تغييرات عديدة قد ترضي بعض المستخدمين، بينما قد تضاف أسئلة جديدة للبعض الآخر.

أبرز ما جاء في التحديث هو إعادة تصميم "قائمة ابدأ" بحيث أصبحت أكثر سلاسة وراحة للمستخدمين. ووفقاً لتصريح مايكروسوفت، سيكون من الأسهل الآن تشغيل التطبيقات من خلال القائمة الجديدة التي تدعم التمرير، مع وجود مجموعات التطبيقات في مستوى أعلى من السابق. وأدخلت الشركة طريقتين جديدتين لعرض التطبيقات: الأولى هي "طريقة التصنيف"، والتي تجمع التطبيقات حسب الفئات مع إبراز التطبيقات ذات الاستخدام المتكرر في أعلى القائمة. أما الثانية فهي "عرض الشبكة"، الذي يستعرض البرامج المثبتة أبجدياً ضمن شبكة واسعة النطاق، وهو ما يمكّن من رؤية شامل أسرع وأسهل.

واستجابة لأصحاب الشاشات الكبيرة، صممت مايكروسوفت القائمة الجديدة بحيث تتوسع تلقائياً وفقاً لحجم الشاشة، ما يعني إمكانية عرض ثمانية أعمدة من التطبيقات المثبتة في آن واحد. ورغم أن هذا التحسين يبدو صغيراً، إلا أنه له تأثير واضح في تحسين التجربة البصرية وإمكانية الوصول إلى التطبيقات بسهولة.

لكن تحديثات "قائمة ابدأ" لا تقتصر على ذلك، بل تشمل أيضاً إمكانية طي وتوسيع المحتوى المتزامن من الأجهزة المحمولة بنظامي أندرويد وiOS المتصلة بالجهاز، وهي ميزة طال انتظارها تساعد في تبسيط وإخفاء التنبيهات أو الرسائل بسرعة. للأسف، لن تكون هذه الخاصية متاحة في دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية قبل نهاية عام 2025.

بالإضافة للقائمة، أضافت شركة البرمجيات العملاقة عدة تحسينات أخرى في واجهة ويندوز 11، من بينها خيارات جديدة للويدجت (Widgets) على شاشة القفل، وتحديثات في لوحة المفاتيح اللمسية المخصصة للألعاب، لتعزيز تجربة التحكم والتنقل، في محاولة لإقناع محبي الألعاب المحمولة باعتماد ويندوز 11 على أجهزتهم.

ورغم كل هذه الجهود، تبقى بعض المطالب الأساسية التي يرغب بها المستخدمون غائبة في هذا التحديث، لا سيما تعديل حجم قائمة ابدأ يدوياً أو الرجوع إلى التصميمات السابقة التي اعتادها المستخدمون، ما سيفرض استمرار الاعتماد على حلول خارجية من جهات ثالثة لتلبية رغبات هؤلاء المستخدمين.

تطوير قائمة ابدأ هو خطوة إيجابية تبرز رغبة مايكروسوفت الصادقة في الاستماع لمستخدميها، إلا أن رغبة الشركة في إرضاء الجميع لا تزال ناقصة. ربما لو أتاحت مايكروسوفت خياراً واضحاً لاستعادة النسخة القديمة من القائمة، لكانت لفتة لطيفة منها تجاه المستخدمين القدامى، وبذلك تضيق الفجوة بينهم وبين الإصدارات الحديثة، كما أنها تستطيع توضيح بعض المصطلحات التقنية كـ "ويدجت" بشكل أبسط، ما يجعل التحديث أكثر قرباً من محبي النظام من جميع المستويات. في كل الأحوال، تبقى هذه التحديثات دليلاً على توجه مستمر نحو تطوير استخدام أسهل وأفضل للجميع.