جوجل تدمج Veo 2 في Gemini: انطلاقة جديدة لصناعة الفيديو بذكاء بصري متقدّم

تواصل شركات التكنولوجيا العملاقة إطلاق مزيد من التقنيات التي تغير ملامح عالم الفيديو والصورة بشكل جذري. آخر هذه الخطوات جاءت من جوجل التي أعلنت إتاحة منصة إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي "Veo 2"، لجميع المشتركين الذين يستخدمون خطة الاشتراك المدفوعة "Gemini Advanced".

ابتداءً من الثلاثاء 15 أبريل، أصبح بإمكان المُستخدِمين الذين يشتركون في خطة جوجل "Gemini Advanced"، اختيار النموذج "Veo 2" لإنتاج الفيديوهات من قائمة النماذج المتاحة. ما يجعل هذه الخطوة مثيرة للاهتمام هو سهولة الاستخدام؛ إذ يمكن لأي شخص إنشاء مقاطع فيديو قصيرة تصل مدتها إلى 8 ثوانٍ بجودة 720p وبنسبة عرض تبلغ 16:9، ثم مشاركتها مباشرة مع شبكات التواصل مثل تيك توك ويوتيوب. كما أتاحت جوجل خاصية تحميل هذه الفيديوهات كملفات MP4، مع إمكانية تمييزها بعلامة مائية خاصة باستخدام تقنية SynthID العائدة للشركة.

لكن جوجل وضعت حدودًا معينة للاستخدام الشهري لأداة الفيديو هذه، كما أنها لم تقم بعد بدعم الخطط التعليمية وخطط الأعمال الخاصة بجوجل وورك سبيس في هذه المرحلة.

الخدمة الأخرى الممتعة التي طرحتها جوجل في الوقت نفسه، هي الدمج بين Veo 2 وأداة أخرى تسمى "Whisk" والتي توفرها جوجل في مختبراتها التجريبية (Google Labs). وتتيح هذه الأداة للمستخدمين تحويل صور ثابتة تم إنشاؤها مسبقًا إلى مقاطع فيديو متحركة قصيرة باستخدام "Whisk Animate". ولكن هذه الخدمة محصورة بالمشتركين في خدمة "Google One AI Premium"، والتي تبلغ تكلفة اشتراكها حوالي 20 دولارًا شهريًا.

رغم أن "Veo 2" تعتبر بسيطة في الوقت الحالي، إلا أن معطيات من داخل جوجل تشير إلى وجود خطط طموحة مستقبلية، حيث تحدث ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لجوجل ديب مايند، عن نية الشركة لدمج النماذج الخاصة بذكاء Gemini مع قدرات Veo لتحسين فهم هذه النماذج للعالم الحقيقي على نحو غير مسبوق.

ومع هذا التطور المثير، يبقى القلق حاضرًا لدى المبدعين والفنانين حول العالم. إذ تخشى قطاعات واسعة من المجالات الإبداعية تأثر وظائفها بهذه النماذج المتقدمة، حيث أفادت دراسة نشرتها نقابة المبدعين في الولايات المتحدة عام 2024 أن تقنيات إنتاج المحتوى بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تؤثر سلبيًا على نحو 100 ألف وظيفة عاملة في قطاعات الأفلام والتلفزيون والرسوم المتحركة وحدها بحلول عام 2026.

هذا السباق التكنولوجي المحموم لا يتوقف هنا، إذ ليس جوجل وحدها من تخوض التحدي. فقد أطلقت أيضًا شركات ناشئة ومتخصصة فيديوهات بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة الخاصة بها. قبل حوالي أسبوعين، كشفت شركة Runway الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي عن الجيل الرابع من نموذج إنتاج الفيديوهات الخاص بها، كما جمعت أكثر من 300 مليون دولار كتمويل إضافي.

بموازاة المخاوف الطبيعية من تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، تبذل شركات مثل جوجل جهودًا كبيرة لتحقيق معادلة التوازن بين دفع حدود قدرات الذكاء الاصطناعي إلى الأمام، والالتزام بأخلاقيات وتقنيات تحد من آثاره السلبية المحتملة.

ويبقى السؤال المطروح الآن: كيف ستتطور تطبيقات Veo ونماذج الذكاء الاصطناعي الشبيهة، وكيف سيتعامل الفنانون والمبدعون مع هذه الموجة الجديدة من التقنيات المتقدمة؟ هل ستنجح هذه التقنيات بتغيير صناعة الفيديو بشكل كامل؟ الأيام القادمة بالتأكيد ستمنحنا الإجابات.