حين يصمّ الذكاء الاصطناعي أذنيه عن الإنسان… تحذير خطير من عرّاب غوغل السابق!

3 د
تصاعدت المخاوف حول الذكاء الاصطناعي في ظل استخدامه المتزايد.
حذر إريك شميدت من مخاطر الذكاء الاصطناعي دون ضوابط دقيقة.
يعتبر سوء استخدام الذكاء الاصطناعي مصدر قلق حقيقي، حسب شميدت.
قدم شميدت حلولاً لوضع قواعد تنظيمية مشتركة تحمي الإنسان.
مع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، بدءًا من الهواتف الذكية التي نستخدمها، وحتى السيارات الذاتية القيادة التي يتزايد الاعتماد عليها، بدأت المخاوف تحيط بهذه التكنولوجيا من جوانب عديدة. فهل حقًا يشكّل الذكاء الاصطناعي تهديدًا على مستقبل البشر؟
في هذا السياق، جاءت تحذيرات ملحوظة من إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل العملاقة. شميدت، الذي يمتلك خبرة واسعة في مجال التكنولوجيا، أعرب عن قلقه الواضح من أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده الكثيرة لنا كمجتمع بشري، قد يحمل مخاطر حقيقية إن لم يتم تنظيمه وإدارته بحكمة ودقة.
ماذا قال الرئيس التنفيذي السابق لجوجل حول هذا الأمر؟
في حديثه مؤخرًا حول مستقبل التقنيات، لم يتردد شميدت في وصف الذكاء الاصطناعي بأنه قد يكون مصدر قلق حقيقي إن لم توضع له ضوابط صارمة، مؤكدًا أن التقنيات الحديثة أصبحت أكثر ذكاءً وأكثر قدرة من أي وقت مضى على اتخاذ قرارات معقدة. وأشار إلى أنه كلما تقدمت هذه الأنظمة، كلما أصبح من الصعب علينا مراقبة سلوكياتها بشكل مباشر أو توقع ما قد تقوم به بشكل واضح.
وفي نبرة مليئة بالحذر، أضاف شميدت أن القلق الحقيقي من الذكاء الاصطناعي لا يتمثل فقط في سيناريوهات أفلام هوليوود، حيث تسيطر الآلات على البشر بطريقة غير متوقعة، بل يتمثل بشكل خاص في سوء استخدام هذه التكنولوجيا من قبل أفراد أو جهات لا تلتزم بالأخلاقيات والمعايير العالمية، أو حتى من الحكومات الاستبدادية التي قد تستخدمها لقمع الحريات وانتهاك خصوصية المواطنين.
ما الذي يجعل هذه التقنيات خطرة؟
السبب الرئيسي وراء المخاوف المتزايدة هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تعلّم كيفية اتخاذ القرارات بشكل مستقل تمامًا، وربما بشكل أسرع وأفضل من البشر أنفسهم. وهي مهمة، رغم أنها تبدو مفيدة وإيجابية، لكنها قد تكون خطيرة إذا تم استخدامها لأغراض سلبية.
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أداء مهام إيجابية مثل تشخيص الأمراض وإيجاد علاجات جديدة، وكذلك إدارة المرور بكفاءة عالية، لكنه في المقابل يمكن أيضًا أن يُستخدم في تطوير أسلحة ذكية مدمرة، أو إدارة عمليات مراقبة جماعية واسعة النطاق تؤثر سلبًا على الحريات الأساسية للأفراد.
هل هناك حلول عملية لإدارة هذا التحدي؟
وفقًا لشميدت وغيره من خبراء التقنية حول العالم، يكمن الحل الواقعي في التوصل إلى قواعد تنظيمية مشتركة، تلتزم بها كل الدول والشركات بشكل واضح. فالهدف من هذه التنظيمات هو ضمان ألا تتخطى تقنيات الذكاء الاصطناعي حدود سلامة البشر وحماية خصوصيتهم وحقوقهم الأساسية.
شميدت طالب كبار المطورين والتقنيين والشركات العملاقة والحكومات بالعمل معًا بجدية، وبشكل عاجل، من أجل الاهتمام بالجوانب الأخلاقية والقانونية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وأكد أن وضع قوانين واضحة ومتوافق عليها يُعد الضمان الوحيد لعدم خروج الأمور عن السيطرة.
مستقبلنا بين التفاؤل والقلق
بينما لا تزال التكنولوجيا تُظهر لنا وجوهًا جديدة من فوائدها المحتملة، فإن التحذيرات كالتي أطلقها شميدت تلفت انتباهنا إلى ضرورة التعامل مع الذكاء الاصطناعي بشكل حذر ومسؤول.
ويبقى السؤال الهام لنا جميعًا كمجتمع عالمي: إلى أي اتجاه سنذهب بهذا المجال؟ وهل سنبادر لوضع أطر وقوانين تحمي الإنسان وتضمن مستقبلًا آمنًا، أم سنترك الأمور تسير تلقائيًا دون تدخل ناجح، ونخاطر بتسليم السيطرة إلى أنظمة من صنع أيدينا قد لا نكون قادرين على السيطرة عليها لاحقًا؟