ما وراء مشروع Amethyst: سوني وAMD تضعان حجر الأساس لبلايستيشن المستقبل

في خطوة تلفت الأنظار إلى مستقبل ألعاب الفيديو، كشفت سوني بالتعاون مع شركة AMD عن مشروع مشترك جديد يحمل اسم Project Amethyst يُتوقع أن يشكّل الأساس التقني للجيل المقبل من أجهزة بلايستيشن، الفيديو الذي ظهر فيه المهندس الشهير مارك سيرني إلى جانب جاك هوينه، نائب رئيس AMD، قدّم نظرة أولى على ابتكارات رسومية تستند إلى الذكاء الاصطناعي وتقنيات تتبع الأشعة، وهي ما تزال حالياً في إطار المحاكاة فقط.

وهذا يمهد للانتقال نحو نقاش أعمق حول كيف تسعى الشركتان إلى إحداث نقلة في أداء الرسومات وجودة الإضاءة داخل الألعاب.

تاريخياً، واجهت بطاقات AMD ضعفاً نسبياً في أداء تتبع الأشعة مقارنة بمنافسها NVIDIA RTX. لكن المشروع الجديد يهدف إلى سد هذه الفجوة عبر بنية معمارية مبتكرة تتكوّن من مكوّنين رئيسيين: Neural Arrays وRadiance Cores. الأولى تمنح وحدات الحوسبة في المعالج الرسومي قدرةً على التعاون وتبادل البيانات فيما بينها، مما يرفع كفاءة المعالجة في تقنيات الترقية الذكية مثل FSR أو تقنية سوني الخاصة PSSR.

هذا التطوير لا يقتصر على تحسين سرعة المعالجة، بل يعني أيضاً دقة أعلى وتفاصيل أكثر واقعية في مشاهد الإضاءة والظلال داخل الألعاب.

وهذا يقودنا إلى القسم الثاني من الابتكار، والمتعلق بتحسين أداء تتبع الأشعة نفسِه.

المكوّن الجديد Radiance Cores يمثل أسلوباً حديثاً لمعالجة العمليات الحسابية المعقدة الخاصة بمحاكاة الضوء ray tracing وpath tracing. بهذه الخطوة، تتجه AMD إلى تقليص العبء على باقي الوحدات الرسومية لتكريس قدراتها لمعالجة التظليل والأنسجة بسرعة أعلى. النتيجة المتوقّعة هي أداء أكثر سلاسة وكفاءة أكبر في استهلاك الطاقة، مع صور أقرب إلى الواقعية في المشاهد الغنية بالإضاءة الديناميكية.

وهذا يفتح المجال للحديث عن جانب آخر لا يقل أهمية يتعلق بكفاءة الذاكرة والطاقة.

ضمن محاور Project Amethyst، تعمل سوني وAMD على تطوير نظام Universal Compression الجديد الذي يُعد امتداداً لتقنية Delta Color Compression الموجودة حالياً في PS5. الغرض منه ضغط كل ما يمر عبر خط المعالجة الرسومية، ما يقلّل من الحاجة إلى عرض نطاق كبير في الذاكرة (memory bandwidth) وبالتالي تقليل استهلاك الطاقة وتحسين الأداء الإجمالي للجهاز.

وهذا يربط مباشرة بين كفاءة الطاقة الطموحة وتجربة اللعب الأكثر سلاسة التي يسعى إليها المطورون والمستخدمون على حد سواء.

في الختام، لا تزال هذه التقنيات في مراحلها الأولى، لكن تصريحات مارك سيرني وجاك هوينه تعكس توجه سوني وAMD لوضع أسس جيل جديد من الرسومات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، إذا نجحت الشركتان في ترجمة هذه الوعود إلى واقع داخل جهاز بلايستيشن القادم، فقد نكون على أعتاب نقلة نوعية في عالم ألعاب الفيديو تجعل المشاهد أكثر حيوية والإضاءة أكثر واقعية من أي وقت مضى.