ذكاء اصطناعي

نجم “بليز ستار” ينفجر بعد 3 آلاف عام من الانتظار… يمكنك رؤيته بعينيك في سماء 2025

فريق العمل
فريق العمل

4 د

"بليز ستار" (T Coronae Borealis) هو نظام نجمي ثنائي يُتوقع أن ينفجر كنوفا مرئية في مارس أو خريف 2025.

يحدث الانفجار النووي الحراري نتيجة تراكُم المادة من نجم عملاق أحمر على سطح قزم أبيض.

سيزداد النجم سطوعه إلى القدر الثاني، ما يجعله مرئياً بالعين المجردة في كوكبة التاج الشمالي.

الضوء الذي سيصل إلينا انطلق من النجم قبل 3000 عام، في زمن العصر البرونزي.

في ظاهرة فلكية لا تتكرر إلا مرة كل قرن تقريباً، تستعد السماء الليلية للأرض لاستقبال عرض سماوي مهيب قد يُبهر البشر من دون الحاجة إلى تلسكوبات أو أجهزة متطورة. النجم المعروف باسم "بليز ستار" (Blaze Star) أو "تي كورونا بورياليس" (T Coronae Borealis)، الواقع في كوكبة التاج الشمالي، يوشك على الانفجار ليولد ما يُعرف بـ"نوفا" مرئية للعين المجرّدة – مشهداً سماوياً طال انتظاره منذ أكثر من 78 عاماً.


انفجار نجمي نادر عمره ثمانية عقود

"بليز ستار" ليس نجمًا مفردًا، بل هو نظام نجمي ثنائي مكوَّن من قزم أبيض يدور حول عملاق أحمر منتفخ. على مدى عقود، يعمل القزم الأبيض على امتصاص المادة من العملاق الأحمر، حتى تتراكم كمية حرجة من الهيدروجين على سطحه، ما يؤدي إلى انفجار نووي حراري هائل يُعرف بـ"نوفا كلاسيكية" (classical nova).

وعلى عكس المستعرات العظمى (supernovae) التي تُدمّر النجم بالكامل، فإن النوفا لا تقضي على النجم وإنما تتكرر كل عدة عقود، وقد حدثت انفجارات "بليز ستار" السابقة عامي 1866 و1946، أي بفاصل زمني مقداره 80 عاماً. ومع اقتراب هذا الموعد مجدداً، يراقب الفلكيون السماء بترقب، إذ يُحتمل أن يحدث الانفجار المرتقب في ربيع أو خريف عام 2025، وربما في 27 مارس تحديدًا، بحسب تحليل حديث أجراه عالم الفيزياء الفلكية "جان شنايدر" من مرصد باريس ونُشر في Research Notes of the American Astronomical Society.


هل ينفجر النجم قبل موعده المتوقع؟

بينما يشير المنطق الزمني إلى أن عام 2026 هو الموعد المفترض للانفجار، إلا أن الظواهر التي سبقت انفجار عام 1946 – مثل تقلبات مفاجئة في سطوع النجم – بدأت تتكرر مؤخراً. هذه الأنماط البصرية التي يصفها العلماء بـ"التمهيد البصري" للانفجار، دفعت البعض إلى الاعتقاد بأن "بليز ستار" قد يفاجئ العالم هذا العام.

لكن توقّع توقيت انفجار النوفا لا يزال تحدياً كبيراً في علم الفلك. الأمر لا يتعلق بـ"هل سينفجر؟" بل بـ"متى تحديداً؟"، والتأكيد الوحيد لن يأتي إلا من السماء ذاتها، عندما يظهر فجأة نجمٌ جديدٌ متلألئٌ في موقعٍ كان خافتاً بالأمس.


كيف تعثر على "بليز ستار" في سماء الليل؟

يقع "بليز ستار" ضمن كوكبة التاج الشمالي (Corona Borealis)، وهي كوكبة صغيرة على شكل حرف "C" مقلوب، تقع بين نجمَي "أركتوروس" (Arcturus) و"فيغا" (Vega). أكثر نجوم هذه الكوكبة لمعاناً هو "ألفيكا" (Alphecca)، والذي يمكن استخدامه كدليل لتحديد موقع "بليز ستار".

حالياً، يسطع النجم بدرجة خافتة جداً (القدر 10)، ما يجعله غير مرئي للعين المجردة. ولكن، عند حدوث الانفجار، من المتوقع أن يزداد سطوعه إلى القدر 2، ليُصبح بريقه مشابهاً لبريق "ألفيكا"، ما سيمنح التاج الشمالي "جوهرة" جديدة تُضيء السماء.

لرؤية الانفجار، يُنصح بمراقبة السماء نحو الشرق قبيل الفجر خلال فصل الربيع، والبحث عن شكل التاج الصغير. وعند ظهور النجم الجديد، سيكون من السهل ملاحظته ضمن التشكيلة.


انفجارٌ حدث قبل ثلاثة آلاف عام… ويصل إلينا الآن

رغم أن الحدث يبدو آنياً من منظورنا، إلا أن الضوء القادم من "بليز ستار" يستغرق حوالي 3000 عام للوصول إلى الأرض. هذا يعني أن الانفجار الفعلي حدث تقريباً في عام 1000 قبل الميلاد، خلال العصر البرونزي – حين كانت حضارات الأرض القديمة في أوجها.

ومع وصول الضوء الآن، سنرى الانفجار كما لو أنه يحدث لحظياً: إذ سيرتفع سطوع النجم خلال ساعات قليلة، قبل أن يتلاشى تدريجياً على مدار عدة أيام.


فرصة نادرة لا تتكرر إلا مرة في العمر

يحذر علماء الفلك من أن فترة ظهور النوفا لن تطول. فالنجم سيكون مرئياً لعدة أيام فقط، ما يجعل من الضروري مراقبة السماء باستمرار. ليس من الضروري استخدام التلسكوبات أو معدات احترافية – فكل من يعيش في النصف الشمالي من الكرة الأرضية سيتمكن من رؤية الانفجار بالعين المجردة، بشرط أن تكون السماء صافية.

وفي الوقت الراهن، يدعو الفلكيون الهواة والمهتمين إلى التعرّف على كوكبة التاج الشمالي، ومراقبة أي تغيّرات في موقع "بليز ستار"، والانضمام إلى شبكات الرصد الفلكي لمتابعة التنبيهات والمستجدات.

ذو صلة

ختامًا: تذكير ببهاء الكون وسحره غير المتوقع

حين يحدث الانفجار، ستسطع "جوهرة" جديدة مؤقتة في تاج السماء، لتُذكّرنا بأن الكون، على الرغم من هدوئه الظاهري، لا يزال يحتفظ بمفاجآت آسرة. قد يكون هذا المشهد السماوي العابر أقصر من حلم، لكنه سيبقى في الذاكرة كواحد من أجمل العروض الفلكية التي حظيت بها البشرية.

ذو صلة