XB-1 تحلق أسرع من الصوت.. اكتشف مستقبل الطيران اليوم

في خطوة تاريخية لعالم الطيران المدني، نجحت طائرة الاختبار XB-1 التابعة لشركة Boom Supersonic في كسر حاجز الصوت لأول مرة خلال رحلتها التجريبية الثانية عشرة، محققةً سرعة ماخ 1.1 (حوالي 844 ميلاً في الساعة). هذه الطائرة، التي تُعد نموذجًا مصغرًا لطائرة الركاب المستقبلية "أوفرتشر"، تمثل قفزة كبيرة نحو إعادة إحياء السفر الجوي التجاري بسرعات تفوق سرعة الصوت، بعد أكثر من عقدين على تقاعد طائرة الكونكورد.

انطلقت الطائرة XB-1 من مطار موجافي للفضاء والطيران في كاليفورنيا، بقيادة الطيار تريستان براندنبورغ، الذي حلق بها إلى ارتفاع 34,000 قدم قبل أن تتجاوز سرعة الصوت للمرة الأولى، محققةً سرعة ماخ 1.1 لمدة أربع دقائق. كما كسرت حاجز الصوت مرتين إضافيتين خلال رحلة العودة والهبوط، التي جرت في المجال الجوي المعروف باسم ممر بيل X-1 الصوتي، وهو نفس الموقع الذي شهد أول رحلة أسرع من الصوت في التاريخ، التي قام بها الطيار تشاك ييغر عام 1947.

على عكس طائرة الكونكورد، التي كانت نتاج تعاون حكومي بين بريطانيا وفرنسا، يُعد مشروع "أوفرتشر" مبادرة خاصة بالكامل. تخطط شركة Boom Supersonic لتطوير طائرة ركاب أسرع من الصوت يمكنها حمل 64 مسافرًا على متن رحلات جوية دولية بسرعة ماخ 1.7، أي أسرع بنسبة 70% من الطائرات التجارية التقليدية، مع استهداف إطلاق رحلاتها التشغيلية بحلول عام 2030.

رحلة اليوم تمثل ذروة سلسلة من الاختبارات التي بدأت منذ أول تحليق للطائرة XB-1 في 22 مارس 2024، بعد تأخيرات عديدة منذ الجدول الزمني الأصلي لعام 2021. في ذلك الوقت، لم تتجاوز سرعة الطائرة 283 ميلاً في الساعة. أما في آخر اختبار جرى في 10 يناير 2025، فقد اقتربت XB-1 من حاجز الصوت، مسجلة سرعة ماخ 0.95 على ارتفاع 29,481 قدمًا.

تعتمد طائرة XB-1 حاليًا على ثلاثة محركات نفاثة من طراز General Electric J85-15، إلا أن الشركة تخطط لتطوير محركاتها الخاصة للطائرة "أوفرتشر"، خاصة بعد انتهاء شراكتها مع رولز رويس عام 2022.

ورغم النجاح الأخير، لا تزال أمام Boom Supersonic عدة سنوات من التطوير والاختبارات قبل أن تحقق رؤيتها الكاملة. حتى الآن، جمعت الشركة تمويلًا يزيد عن 700 مليون دولار، ونجحت في بيع 15 طائرة لشركة يونايتد إيرلاينز، مع خيار شراء 35 طائرة إضافية، كما أبرمت صفقة لبيع 20 طائرة لشركة أمريكان إيرلاينز.