هجوم غير مرئي: ثلث الإنترنت أصبح مسرحًا لروبوتات خبيثة 😰

2 د
تشكل الروبوتات الخبيثة نحو ثلث حركة المرور على الإنترنت عام 2024.
تطورت قدرات هذه الروبوتات بشكل كبير لتُحاكي سلوك الإنسان وتتفادى الرصد.
تعتمد في هجماتها على استغلال منطق الأعمال لا الثغرات البرمجية فقط.
يقدّم التقرير تحليلاً معمقاً وعملياً للتهديدات والحلول المناسبة للمؤسسات.
في تقريرها السنوي الصادر حديثاً بعنوان "تقرير الروبوتات الخبيثة لعام 2024"، كشفت شركة Imperva، المتخصصة في أمن التطبيقات والسحابة، عن نتائج مقلقة تؤكد أن قرابة نصف حركة المرور على الإنترنت اليوم تأتي من مصادر غير بشرية، فيما تستحوذ الروبوتات الخبيثة وحدها على نحو ثلث هذه الحركة. هذا الواقع يضع المؤسسات الرقمية أمام تحديات أمنية متزايدة ومعقدة أكثر من أي وقت مضى.
تطور مقلق في سلوك الروبوتات
بحسب التقرير، لم تعد الروبوتات الخبيثة تعتمد فقط على استغلال الثغرات التقنية في الأنظمة، بل تطورت بشكل لافت لتصبح أكثر ذكاءً وتخفياً، إذ باتت تُحاكي سلوك المستخدمين البشر بدقة، ما يجعل اكتشافها وصدّها مهمة بالغة الصعوبة.
ومما يزيد من تعقيد المشهد، أن هذه البرمجيات الخبيثة لم تعد تركز على الثغرات الأمنية التقليدية، بل باتت تستغل منطق العمل التجاري نفسه، وهو ما يفتح الباب أمام سلسلة واسعة من الأنشطة التخريبية، مثل:
- احتيال المعاملات المالية
- جمع البيانات بشكل غير مشروع (Web Scraping)
- سرقة الحسابات (Account Takeover)
- استخلاص المعلومات الحساسة من قواعد البيانات ومصادر الويب
محتوى التقرير وما يقدّمه
يتضمن تقرير إمبيرڤا لعام 2024 تحليلاً شاملاً لأحدث الاتجاهات في حركة المرور المؤتمتة (automated traffic) وسلوك الروبوتات، ويقدّم:
- رؤية معمّقة حول التهديد المتزايد لسرقة الحسابات، وتكتيكات الروبوتات المستخدمة في السيطرة على حسابات المستخدمين.
- إحصاءات حديثة وتفصيلية حول تطور الروبوتات الخبيثة من حيث مستوى التعقيد، وأماكن نشأتها، وأنواع التطبيقات المستهدفة، وخاصة واجهات برمجة التطبيقات (APIs).
- إرشادات عملية لتشخيص مشكلات الروبوتات، إلى جانب توصيات تقنية لحماية الأنظمة الرقمية من هجماتها.
كما يشير التقرير إلى أهمية التحوّل من نماذج الحماية التقليدية إلى نماذج أكثر ذكاءً واستباقية، تدمج بين الذكاء الاصطناعي، والتحليل السلوكي لحركة المستخدمين، والمراقبة اللحظية المستمرة.
نظرة أوسع: ما وراء الأرقام
تعكس نتائج هذا التقرير تحوّلاً نوعياً في طبيعة التهديدات السيبرانية. فالاعتماد المتزايد على الأنظمة المؤتمتة والذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية، والخدمات البنكية، وحتى وسائل الإعلام الرقمية، فتح المجال أمام فئة جديدة من المخاطر لا تتطلب مهارات اختراق تقليدية، بل فهم دقيق لمنطق العمل المؤسسي.
ويحذّر خبراء Imperva من أن تجاهل هذا النوع من التهديدات قد يؤدي إلى خسائر مالية مباشرة، وتراجع في ثقة العملاء، بل وربما إلى انهيار البنية الرقمية لبعض المؤسسات إذا لم يتم تدارك الأمر بخطط أمنية محكمة.
في الختام، يمثل تقرير إمبيرڤا 2024 ناقوس خطر حقيقياً لكل من يعمل في الفضاء الرقمي، لا سيما في القطاعات التي تعتمد على الواجهات الرقمية والتفاعل المؤتمت مع العملاء. إن فهم تطور الروبوتات الخبيثة وتكتيكاتها الجديدة، والعمل على بناء دفاعات ذكية ومتكاملة، لم يعد خياراً، بل ضرورة أمنية ملحّة لضمان استمرارية الأعمال.