بعد 21 عاماً على إطلاقه: أصبح بإمكان مستخدمي Gmail الآن إرسال رسائل بريد إلكتروني مشفرة إلى أي شخص – إليك الطريقة

في إعلان يُعدّ الأهم في تاريخ Gmail منذ انطلاقه، أعلنت شركة جوجل عن إدخال نوع جديد كلياً من التشفير إلى منصّتها البريدية، في خطوة وُصفت بأنها "الأكبر أمنيًا" منذ سنوات، ما يسمح أخيراً للمستخدمين بإرسال رسائل مشفّرة من طرف إلى طرف لأي شخص، بغض النظر عن المنصة التي يستخدمها.

في الأول من أبريل عام 2004، أطلقت جوجل بريدها الإلكتروني Gmail، في ما ظنّه البعض حينها "كذبة نيسان" بسبب السعة التخزينية الهائلة التي قدّمتها مجاناً للمستخدمين. واليوم، وبعد مرور 21 عاماً، تخطّى عدد مستخدمي Gmail حاجز 2.5 مليار مستخدم نشط حول العالم، بحسب جوجل.

ورغم هذا الانتشار الكاسح، ظلّ البريد الإلكتروني يعاني من نقص في واحدة من أهم طبقات الأمان: التشفير الكامل من طرف إلى طرف (E2EE). اليوم، تُعلن جوجل أنها أخيرًا تخطت هذا العائق، وأطلقت ما وصفته بـ"نوع جديد كلياً من التشفير" للبريد الإلكتروني.

بحسب المتحدث باسم جوجل، روس ريشندرفر، فإن التشفير المتوفر حالياً في معظم خدمات البريد الإلكتروني يُعاني من مشكلات عديدة أبرزها التعقيد في الاستخدام وارتفاع التكلفة وصعوبة التهيئة، مما جعله غير عملي لمعظم المستخدمين.

وقال ريشندرفر:

ويقول مهندسو جوجل المسؤولون عن Gmail إن النظام الجديد يوفّر تجربة تشفير شاملة وسلسة، تُتيح لمستخدمي Gmail من المؤسسات إرسال رسائل مشفّرة لأي بريد إلكتروني — سواء أكان Gmail أو غيره — دون الحاجة لأي إعدادات معقدة أو شهادات رقمية.

تصف جوجل التقنية الجديدة بأنها تعمل كـ"فقاعة حماية" ترافق الرسالة من لحظة إنشائها حتى وصولها إلى المتلقي، بغض النظر عن النظام الذي يستخدمه. "تلك الفقاعة ملك لك وحدك، وتتحكم أنت بمن تسمح له بالدخول إليها"، بحسب ما ورد في مدونة جوجل الرسمية.

الميزة الأهم في هذا التشفير أن مفاتيح التشفير تُدار من قبل المستخدمين أو مؤسساتهم، ولا يمكن لخوادم جوجل الوصول إليها إطلاقًا، مما يعزز من مستوى الخصوصية ويمنع أي اختراق أو وصول غير مصرح به للبيانات.

في الوقت الحالي، التشفير الكامل الجديد متاح فقط لمستخدمي Gmail في المؤسسات (Google Workspace) بنسخة تجريبية. ووفقًا لما ذكره "جوني بيرك" و"جوليان دوبلان" من فريق Gmail، فإن الإطلاق سيكون تدريجياً:

ومن يرغب بالحصول المبكر على هذه الميزة، يمكنه التقدّم عبر نموذج طلب Gmail E2EE beta الذي أتاحته جوجل.

بحسب ما نقلته مجلة "فوربس" عن أحد مهندسي جوجل، فإن هذا التطوير يُعدّ على الأرجح أكبر اختراق أمني في تاريخ Gmail، ومن شأنه أن يُعيد رسم ملامح أمن البريد الإلكتروني عالميًا. فبينما أصبحت الهجمات السيبرانية مثل برامج الفدية وهجمات التصيّد الاحتيالي أكثر تعقيدًا، يُعدّ اعتماد التشفير الكامل خطوة ضرورية لحماية بيانات المستخدمين.

لكن مع ذلك، تبقى هذه التقنية حاليًا حكرًا على قطاع المؤسسات، بينما ينتظر المستخدمون الأفراد دورهم في الاستفادة منها.