ذكاء اصطناعي

هواوي تكشف عن Mate XTs: هاتف ثلاثي الطي بسعر يفوق 2500 دولار!

مجد الشيخ
مجد الشيخ

4 د

أطلقت هواوي هاتفًا ثلاثي الطي جديدًا بسعر يزيد عن 2500 دولار لتعزيز موقعها.

الهاتف يتميز بتصميم فريد يمكنه من التحول إلى لوحة إلكترونية بسهولة.

سجلت هواوي زيادة في حصتها السوقية داخل الصين والهاتف الجديد يستهدف الفئة الفاخرة.

تعتمد هواوي على نظام تشغيلها الخاص بعد العقوبات الأمريكية، لتعزيز تجربة المستخدم.

رغم التحديات العالمية، تسعى هواوي لاستعادة مكانتها وتقديم منتجات مبتكرة.

في خطوة تسعى من خلالها إلى تعزيز موقعها وإثبات عودتها القوية في سوق الهواتف، كشفت شركة هواوي يوم الخميس الستار عن الهاتف الذكي “Mate XTs”، الجيل الثاني من هواتفها الثلاثية الطي التي أحدثت صدى واسعاً في قطاع الأجهزة الذكية. وبهذا الطراز الجديد، تواصل الشركة الصينية العملاقة مساعيها لتثبيت ريادتها محلياً والتطلع مجدداً نحو الأسواق العالمية، معتمدة على أحدث تقنياتها وابتكاراتها الفريدة.


تصميم ثوري وسعر يعكس الفخامة

من أبرز ما يميز الهاتف الجديد “Mate XTs” هو تصميمه الفريد من نوعه؛ فهو لا يكتفي بكونه قابلاً للطي من المنتصف، بل يعتمد على مفهوم “ثلاثي الطي” عبر وجود مفصلين مزودين بتقنيات متقدمة تتيح فتح الجهاز وتحويله بكل سهولة إلى لوحة إلكترونية (تابلت) بمساحة شاشة كبيرة. يبدأ سعر الهاتف من 17,999 يوان صيني (نحو 2,520 دولاراً أمريكياً)، ويرتفع ليصل إلى 21,999 يوان بحسب سعة الذاكرة الداخلية.

هذا المستوى السعري المرتفع يعكس الفئة الفاخرة التي يستهدفها الجهاز، ويضعه في منافسة مباشرة مع أرقى الهواتف الذكية حول العالم. وهذه الميزة التصميمية تزيد من شعبية أجهزة هواوي في فئة الهواتف القابلة للطي، وهو قطاع متنامٍ أصبحت فيه المواصفات التقنية وحجم الشاشة عوامل حاسمة في قرار الشراء.


حصة سوقية متنامية وتجربة مستخدم استثنائية

هذه الخطوة تأتي امتداداً لقصة النجاح المتسارعة لهواوي داخل السوق الصينية، حيث ارتفعت حصتها السوقية في قطاع الهواتف المحمولة إلى 18% خلال الربع الثاني من هذا العام مقارنةً بـ15% لنفس الفترة العام الماضي، بناءً على بيانات شركة الأبحاث “Counterpoint Research”. الجدير بالذكر أن الشركة باتت أكبر موزع للهواتف الذكية في الصين، فيما سيطرت على نسبة ضخمة (75%) من سوق الهواتف القابلة للطي وفقاً لتقارير “IDC”.

ويلاحظ أن هواوي تمكنت منذ إطلاق أول نسخة من الهاتف الثلاثي الطي العام الماضي من بيع ما يقارب 470 ألف وحدة، محققةً بذلك عائدات تجاوزت 1.3 مليار دولار. هذه الأرقام اللافتة تعكس إقبالاً واضحاً من المستخدمين على تجربة أجهزة جديدة تجمع بين الابتكار وسهولة الاستخدام، لاسيما في فئة تستهدف الباحثين عن أحدث التكنولوجيا.


الجمع بين البرمجيات والعتاد: الابتكار في صميم المنافسة

إذا انتقلنا إلى العنصر البرمجي، نلاحظ أن هواوي تقدم جهاز Mate XTs مع أحدث إصدار من نظام التشغيل الخاص بها “HarmonyOS 5.1”، والذي تطوره الشركة داخلياً بعد تعرضها لعقوبات أمريكية حرمَتها من الاعتماد على أنظمة تشغيل أجنبية مثل أندرويد.

هذا النظام يوفر تجربة سلسة تسمح للمستخدمين بالتنقل بين التطبيقات النوافذية، وإعادة ترتيبها وتغيير حجمها تماماً كما هو الحال في الحواسيب الشخصية، ما يجعله الجهاز الأنسب للمهنيين ومحبي الإنتاجية المرتفعة على شاشة هاتف ذكي واحد. مزية دعم التطبيقات المكتبية عالية الجودة هي جزء من استراتيجية هواوي لتقديم تجربة متكاملة تجمع الإنتاجية مع الترفيه.


خيارات الألوان والبطارية والعروض الترويجية

هواوي لم تكتفِ بتقديم تقنيات داخلية قوية فقط، بل منحت مستخدمي Mate XTs حرية اختيار من بين أربعة ألوان عصرية. كما زوّدت الجهاز ببطارية ضخمة سعتها 5600 ميللي أمبير-ساعة، ما يجعل مدة التشغيل إحدى نقاط القوة المميزة مقارنة بمعظم الأجهزة المنافسة في السوق.

ولجذب المستهلكين المحتملين، أطلقت الشركة عروضاً تشمل خصومات بنسبة تصل إلى 50% على استبدال الشاشة وخدمتين مجانيتين لصيانة الهاتف في المنزل أو أي مكان يحدده العميل، ما يعكس ثقتها في متانة الجهاز والراحة التي تبتغي توفيرها للمستخدمين الجدد.


عوائق أمام التوسع في الخارج وطموحات لا تهدأ

ورغم هذا الزخم القوي في الداخل، لا تزال هواوي تواجه تحديات كبيرة خارج الصين بسبب استمرار بعض القيود والعقوبات التقنية التي أثرت على منتجاتها الإلكترونية عالمياً. مع ذلك، تشير خطواتها الأخيرة وإطلاق أجهزة مبتكرة مثل هاتف Mate XTs إلى إصرار الشركة على استعادة ثقة الأسواق العالمية وتقديم أجهزة بقدرات متطورة تنافس كبار المصنعين من جديد.

ذو صلة

وتحاول هواوي في الوقت ذاته صنع نموذج أعمال مرن يستند إلى التطوير الذاتي لنظام التشغيل وتوطين إنتاج الشرائح الإلكترونية داخل الصين، لتتعامل بنجاح مع القيود وتبقى قادرة على الابتكار والتفوق التقني.


وبذلك تواصل هواوي بناء قصة عودة قوية من خلال رهانات جريئة على الابتكار في عالم الأجهزة الذكية وتقديم تجارب استخدام تتجاوز المعتاد. إطلاق الهاتف الثلاثي الطي الجديد يبرهن على أن الشركة لا تكتفي بمجاراة الاتجاهات السائدة وإنما تسعى لصنع معاييرها الخاصة – سواء على صعيد التصميم الثوري، أو الأداء العملي، أو الصمود أمام التحديات الخارجية. في النهاية، يبدو أن الصراع على ريادة سوق الهواتف الذكية بين هواوي وباقي اللاعبين الكبار سيشتد مع اتساع رقعة الابتكار وتزايد طموحات المستخدمين.

ذو صلة