اكتشاف مركب طبيعي قد يوقف تطور السرطان: أمل جديد من قلب الطبيعة ☘️

3 د
اكتشف علماء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم مركبًا نباتيًا يُدعى "سالفوريتين" قادرًا على تثبيط إنزيم مرتبط بالسرطان والتصلب المتعدد.
أظهرت التجارب الخلوية أن المركب يمنع نشاط إنزيم CEMIP، مما يساعد في حماية غلاف المايلين ويحد من تكاثر الخلايا السرطانية.
استغرق البحث سنوات من العمل، بمشاركة مئات الطلاب الجامعيين في جامعة بورتلاند.
سيتم إجراء دراسات إضافية على نماذج حيوانية لتقييم فعالية المركب وآثاره الجانبية المحتملة.
كشف علماء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم (OHSU)، بالتعاون مع طلاب جامعيين من جامعة بورتلاند، عن مركب نباتي يُدعى "سالفوريتين" قادر على تثبيط إنزيم مرتبط بالتصلب المتعدد والسرطان. ويُعتبر هذا الاكتشاف، الذي استغرق سنوات من البحث، خطوة واعدة نحو تطوير علاجات جديدة قادرة على حماية الأعصاب من التلف وإبطاء نمو الخلايا السرطانية.
اكتشاف علمي يمهّد لعلاج واعد
تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة Journal of Biological Chemistry، حيث حدد الباحثون أن "سالفوريتين"، وهو نوع من مركبات الفلافونويد المستخلصة من النباتات، يثبط نشاط إنزيم مرتبط بكل من التصلب المتعدد (MS) والسرطان. أُجريت التجارب في نماذج خلوية بجامعة أوريغون للصحة والعلوم، وأظهرت النتائج أن هذا المركب يمنع عمل الإنزيم المستهدف. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة التالية من البحث باختبار المركب على نماذج حيوانية لتقييم فعاليته المحتملة، وآثاره الجانبية، ومدى قدرته على معالجة السرطان والأمراض العصبية.
علاج ذو تأثيرات واسعة
قال الدكتور لاري شيرمان، أستاذ في قسم علوم الأعصاب في مركز أوريغون الوطني لأبحاث الرئيسيات التابع لجامعة OHSU: "نعتقد أن هذا الدواء قد يكون له تأثير في العديد من المجالات المختلفة".
ووجد الباحثون أن "سالفوريتين"، إلى جانب مركبين صناعيين آخرين تم اختبارهُما في خلايا حية، يثبط نشاط إنزيم يُعرف باسم "هيالورونيداز"، الذي يعمل على تحلل حمض الهيالورونيك. هذا أمر مهم لأن تحلل حمض الهيالورونيك يؤدي إلى مشكلتين رئيسيتين:
- يمنع إصلاح غلاف المايلين: يتسبب ذلك في منع نضوج الخلايا الدبقية قليلة التغصن (oligodendrocytes)، وهي المسؤولة عن إنتاج المايلين، وهو الغلاف الواقي الذي يغطي الألياف العصبية ويساعد في نقل الإشارات الكهربائية بين الخلايا. أي ضرر يلحق بالمايلين يرتبط بأمراض مثل التصلب المتعدد، والسكتة الدماغية، وإصابات الدماغ، وبعض أنواع الخرف. كما أن تأخير تكوّن المايلين قد يؤثر على الأطفال الخُدّج، مما يؤدي إلى تلف في الدماغ أو الإصابة بالشلل الدماغي.
- يسمح للخلايا السرطانية بالتكاثر: في الأورام السرطانية، يمكن لنشاط الهيالورونيداز أن يسمح للخلايا السرطانية بالنمو دون الخضوع لآليات الموت الخلوي الطبيعي. وقال شيرمان: "الآن لدينا مثبط يمكنه بالفعل إيقاف هذا النشاط".
تركز الدراسة الجديدة على تثبيط نوع معين من الهيالورونيداز يُعرف باسم "CEMIP" (بروتين تحفيز هجرة الخلايا والارتباط بحمض الهيالورونيك). إلى جانب دوره في السرطان والتصلب المتعدد، يرتبط هذا الإنزيم أيضًا بأمراض أخرى مثل التهاب المفاصل، والعدوى الجلدية، وإصابات الدماغ الناتجة عن تعاطي الكحول بكثرة، وربما بعض الاضطرابات العصبية التنموية، بما في ذلك مرض ألزهايمر.
سنوات من البحث تؤتي ثمارها
جاء هذا الاكتشاف نتيجة سنوات من البحث الذي أجراه طلاب جامعيون في مختبر البروفيسورة أنجيلا هوفمان، أستاذة الكيمياء المتقاعدة من جامعة بورتلاند. عمل الطلاب على طحن النباتات، واستخلاص جزيئاتها، واختبار قدرتها على تثبيط نشاط إنزيم الهيالورونيداز.
وقال شيرمان: "على مر السنين، قام الطلاب بطحن هذه النباتات واستخراج جزيئاتها لاختبار تأثيرها على نشاط الإنزيم. وأخيرًا، قبل بضع سنوات، وجدوا مركبًا واعدًا".
أليك بيترز، طالب دراسات عليا في مختبر شيرمان، اكتشف أن هذا المركب يمنع نشاط CEMIP في خلايا سرطانية ونماذج خلوية من الخلايا الدبقية قليلة التغصن المسؤولة عن إنتاج المايلين.
أمضت هوفمان، التي تقاعدت مؤخرًا لقيادة ديرها الديني، أكثر من عقد في العمل مع شيرمان على هذا البحث، حيث ساهم مئات الطلاب في تحليل المركبات النباتية واختبار تأثيرها على الإنزيم المستهدف.
وأضافت هوفمان: "إشراك الطلاب في هذا النوع من الأبحاث يساعدهم في مساراتهم المهنية. هذا الاكتشاف قد يكون مفيدًا في علاج مرض ألزهايمر أو غيره من الأمراض التنكسية العصبية. طالما أن المشكلة الأساسية تتعلق بتفكك حمض الهيالورونيك، فقد يكون لهذا المركب دور علاجي مهم".
تمويل ودعم البحث
تم تمويل البحث من قبل المعاهد الوطنية للصحة (NIH) عبر عدة منح، من بينها دعم لتشغيل مركز أوريغون الوطني لأبحاث الرئيسيات، وبرنامج الأبحاث الطبية الموجهة من الكونغرس، والجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، والمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، والمعهد الوطني لتعاطي الكحول وإدمانه.