ذكاء اصطناعي

اكتشاف 4 كواكب صغيرة تشبه الأرض على مقربة شديدة من شمسنا 🌞

فريق العمل
فريق العمل

3 د

اكتشف علماء الفلك أربعة كواكب صخرية صغيرة تدور حول نجم بارنارد، أحد أقرب النجوم إلى الأرض.

كانت الاهتزازات السابقة في النجم تُعزى إلى كوكب عملاق، لكن تبين أنها ناجمة عن تأثير جاذبي مشترك لهذه الكواكب الأربعة.

الكواكب تدور بسرعة فائقة وبقرب شديد من نجمها، ما يجعلها غير صالحة للحياة حالياً.

يستخدم العلماء تقنيات متقدمة لرصد هذه الكواكب، وقد تُمكن التكنولوجيا المستقبلية البشر من زيارتها في يوم ما.

في اكتشاف فلكي مثير، أعلن باحثون عن رصد أربعة كواكب صغيرة شبيهة بالأرض تدور حول نجم بارنارد، أحد أقرب النجوم إلى مجموعتنا الشمسية، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة أمام استكشاف الفضاء، حتى وإن كانت احتمالات وجود الحياة على هذه الكواكب ضئيلة.

وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة The Astrophysical Journal Letters، فإن الكواكب الأربعة المكتشفة حديثاً هي كواكب صخرية، يتراوح حجم كل منها ما بين 20% إلى 30% من حجم كوكب الأرض، وتفوق كتلة كل منها كتلة عطارد بنحو أربعة أضعاف. هذه الكواكب تدور حول نجم بارنارد، وهو قزم أحمر تبلغ كتلته نحو سدس كتلة الشمس، ويقع على بعد 5.97 سنة ضوئية فقط من الأرض، ما يجعله رابع أقرب نجم إلى النظام الشمسي بعد منظومة ألفا قنطورس الثلاثية.


نهاية نظرية الكوكب العملاق

لطالما اشتبه العلماء بوجود كوكب ضخم يشبه كوكب المشتري يدور حول نجم بارنارد، وذلك بسبب "اهتزازات" متكررة في موقع النجم تُشير إلى تأثير جاذبي خارجي. لكن هذه النظرية لم تُثبت علمياً بشكل قاطع. والآن، يؤكد فريق الدراسة أن هذا الاهتزاز ناجم عن التأثير الجذبي المشترك لأربعة كواكب صغيرة، وليس بفعل كوكب عملاق منفرد، وهو ما يُغيّر جذرياً فهمنا لهذه المنظومة.

ويقول ريتفيك باسانت، الباحث الرئيسي في الدراسة ومرشح الدكتوراه بجامعة شيكاغو:


"هذا اكتشاف مثير للغاية. نجم بارنارد هو جارنا الكوني، ومع ذلك نعرف عنه القليل جداً".


كواكب قريبة... ولكن غير صالحة للحياة

الكواكب الأربعة تدور حول نجمها بسرعة كبيرة جداً، حيث تُكمل دورتها في غضون أيام قليلة، ما يجعلها قريبة للغاية من مصدر إشعاع حراري قوي، ويُرجح أنها شديدة الحرارة لدرجة لا تسمح بوجود حياة كما نعرفها. ووفقاً للباحثين، فإن هذا الاكتشاف يقلل إلى حد كبير من احتمال وجود كواكب أخرى ضمن "المنطقة القابلة للسكنى" حول نجم بارنارد.

لكن ذلك لا يعني أن هذه الكواكب ستظل دائماً غير مأهولة. إذ يشير العلماء إلى أن التطورات المستقبلية في تقنيات الدفع الصاروخي – مثل الدفع بالاندماج النووي أو الأشرعة الضوئية – قد تتيح للبشر في الأجيال القادمة إمكانية زيارة هذه الكواكب أو حتى استيطانها يوماً ما، بالرغم من أن مثل هذه الرحلات لا تزال حالياً خارج نطاق الإمكانيات التكنولوجية المعروفة.


تحديات الرصد ومهارة الكشف

يُعتبر نجم بارنارد من النجوم "المراوغة" فلكياً، لأنه لا يُمكن رصد كواكبه بالطريقة التقليدية المعتمدة على مرور الكواكب أمام نجمها وحجبها جزئياً لضوء النجم. فوفقاً للباحثين، فإننا نرصد هذا النجم من زاوية "علوية"، ما يمنع الكواكب من العبور بينه وبين الأرض.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم الفريق البحثي أداة رصد عالية الدقة تُدعى MAROON-X، وهي مركّبة على تلسكوب جيميني الشمالي في قمة مونا كيا البركانية بهاواي. وعلى مدى 112 ليلة خلال ثلاث سنوات، راقب العلماء التحركات الدقيقة لنجم بارنارد، ما مكّنهم من "فك شفرة" التأثيرات الجاذبية التي تُشير إلى وجود كواكب متعددة.

وفي دراسة سابقة نُشرت في أكتوبر 2024، استخدم فريق آخر أداة أخرى تُعرف باسم ESPRESSO على تلسكوب "المرصد الأوروبي الضخم" في تشيلي، لتأكيد وجود الكوكب الرابع. الجمع بين نتائج MAROON-X وESPRESSO منح العلماء ثقة أكبر في صحة النتائج، إذ أصبح من المستبعد أن تكون هذه البيانات ناتجة عن أخطاء أو تشوهات في رصد الأجهزة.


أهمية الاكتشاف في السياق الأوسع

الكواكب المُكتشفة حتى الآن خارج نظامنا الشمسي – والمعروفة باسم الكواكب الخارجية أو Exoplanets – تتواجد في الغالب حول نجوم بعيدة جداً، مما يصعّب دراستها بشكل تفصيلي. ويُعد نجم بارنارد من النجوم القزمة الحمراء، وهي أكثر أنواع النجوم انتشاراً في الكون، لكن قربه النسبي من الأرض جعله هدفاً مغرياً لعلماء الفلك رغم صعوبة رصده.

ذو صلة

ويُعلّق عالم الفلك جاكوب بين، المتخصص في أنظمة الكواكب الخارجية بجامعة شيكاغو، قائلاً:


"لقد اكتشفنا شيئاً سيظل محفوظاً في سجل البشرية إلى الأبد. إن شعور الاكتشاف لا يُقدّر بثمن".

ذو صلة