ذكاء اصطناعي

رهاب الهاتف يلاحق جيل زد: هم يفضلون الرسائل النصية ✉️

فريق العمل
فريق العمل

3 د

يعاني العديد من أفراد جيل زد من رهاب الهاتف، حيث يشعرون بالتوتر عند إجراء أو استقبال المكالمات الصوتية.

يفضل الشباب استخدام الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من المكالمات الهاتفية.

ساهمت جائحة كوفيد-19 في زيادة عزلة الشباب، مما أدى إلى تراجع مهارات التواصل الصوتي لديهم.

تهدف برامج تدريبية في الجامعات إلى مساعدة الشباب على استعادة ثقتهم في إجراء المكالمات الهاتفية.

في عصر التكنولوجيا المتسارعة، بات التواصل عبر المكالمات الهاتفية أقل شيوعًا بين جيل زد (المولودين بين 1997 و2012)، حيث يفضل العديد منهم الرسائل النصية والتواصل عبر التطبيقات بدلاً من الرد على المكالمات الصوتية. ولكن اللافت في الأمر أن البعض منهم يعاني مما يعرف بـ"رهاب الهاتف"، وهو قلق حاد يصاحب فكرة إجراء أو استقبال مكالمة هاتفية، وفق تقرير نشره موقع العربية.


رهاب الهاتف: ظاهرة متزايدة بين الشباب

وفقًا لليز باكستر، مستشارة المهن في كلية نوتنغهام، فإن رهاب الهاتف أصبح ظاهرة شائعة بين أفراد الجيل زد، الذين لم يعتادوا على استخدام الهواتف للمكالمات بشكل أساسي. وقالت باكستر في تصريحات نقلها موقع "CNBC" واطلعت عليها "العربية Business":


"رهاب الهاتف هو شعور بالخوف أو القلق عند إجراء أو تلقي المكالمات الهاتفية".

وتابعت قائلة:


"لم تتح لهذا الجيل فرصة كافية لممارسة إجراء المكالمات الهاتفية، فقد تغيرت طبيعة الهواتف الذكية وأصبحت متعددة الاستخدامات، مما أدى إلى تراجع الحاجة إلى التواصل الصوتي المباشر"

وأضافت أن طلاب الجامعات يواجهون تحديات في التعامل مع المكالمات الهاتفية، لا سيما عند الخضوع لمقابلات عمل تسبق توظيفهم.


قلق متزايد أثناء المقابلات الهاتفية

تشير باكستر إلى أن العديد من الطلاب يعانون من القلق عند الحاجة إلى التفاعل عبر الهاتف، وهو ما ينعكس سلبًا على فرصهم في سوق العمل. وقالت: "عند اختبار طلاب الصفوف الجامعية، وجدت أن ما لا يقل عن ثلاثة أرباعهم يشعرون بعدم الارتياح عند التعامل مع المكالمات الهاتفية".

لمعالجة هذه المشكلة، أطلقت الكلية سلسلة من الندوات تحت عنوان "التغلب على رهاب الهاتف"، حيث يتم تدريب الطلاب على إجراء مكالمات هاتفية من خلال تمثيل سيناريوهات حياتية مختلفة، مثل تحديد موعد طبي أو الاتصال بمكان العمل للإبلاغ عن الغياب.


تأثير جائحة كورونا على زيادة رهاب الهاتف

ترى باكستر أن انتشار هذه الظاهرة قد تفاقم خلال جائحة كوفيد-19، حيث أدت فترات العزلة الطويلة إلى تقليل الفرص التي تتيح للشباب التفاعل وجهاً لوجه أو عبر الهاتف. وتوضح أن قلق الجيل زد بشأن المكالمات الهاتفية ينبع من الخوف من المجهول، إذ يقول الكثير منهم: "لا أعرف من يتصل، ولا أعرف كيف سأتعامل مع الموقف".

ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة Uswitch في المملكة المتحدة على 2000 شخص عام 2024، فإن ما يقرب من 25% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا لا يردون على مكالمات الهاتف مطلقًا. كما أظهرت الدراسة أن 61% من هؤلاء يفضلون تلقي رسالة نصية بدلاً من مكالمة صوتية، وقد أشارت دراسات حديثة أن جيل “زد” يختفي على فيسبوك أيضًا.


التواصل البصري والتوتر من المكالمات الصوتية

أشارت باكستر إلى أن العديد من الشباب يشعرون براحة أكبر عند استخدام تطبيقات مثل "مايكروسوفت تيمز"، حيث يمكنهم رؤية تعابير وجوه الأشخاص الذين يتحدثون معهم. وأضافت: "يمنحهم ذلك الشعور بالتحكم في الموقف، على عكس المكالمات الصوتية التي تتركهم في حالة من عدم اليقين حول كيفية استقبال الطرف الآخر لحديثهم".


كيف يمكن التغلب على رهاب الهاتف؟

للتعامل مع هذا القلق، توصي باكستر الشباب بكتابة ملاحظات صغيرة حول ما يودون قوله خلال المكالمة، الأمر الذي قد يساعدهم على تقليل التوتر. كما تشجعهم على ممارسة تقنيات التنفس العميق لمساعدتهم في التغلب على الشعور بالإرهاق عند تلقي مكالمة غير متوقعة.

كما تعمل الندوات التدريبية التي تقدمها الكلية على تغيير الصورة النمطية للمكالمات الهاتفية، حيث يتم تذكير الطلاب بأن المكالمة الهاتفية قد تحمل أخبارًا إيجابية، مثل تلقي تهنئة بالنجاح أو الترقية.

ذو صلة

وتؤكد باكستر:


"نحاول أن نزرع لدى الطلاب شعورًا بالتحكم والسيطرة، ليكونوا على دراية بأن لديهم خيار إنهاء المكالمة إن لم يشعروا بالراحة، مما يعيد إليهم الشعور بالقوة في هذه المواقف".

ذو صلة