في أولى قراراته.. ترامب يعلن انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس للمناخ: ماذا يعني ذلك للعالم؟
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-59.png&w=3840&q=75)
2 د
في خطوة أثارت موجة من الانتقادات الدولية، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرة أخرى، قرارًا تنفيذيًا يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ. يُعيد هذا القرار مشهد الانسحاب السابق الذي قاده ترامب في ولايته الأولى، في تناقض واضح مع إعادة التزام الرئيس السابق جو بايدن بالاتفاقية في بداية فترة رئاسته عام 2021.
لماذا اتفاقية باريس مهمة؟
تأسست اتفاقية باريس عام 2015 لتكون إطارًا عالميًا يهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض، والحفاظ عليها ضمن نطاق 1.5 إلى 2 درجة مئوية فوق المستويات التي كانت قبل الثورة الصناعية. الفكرة تبدو بسيطة على الورق، لكنها تُعتبر شريان حياة لكوكبنا الذي يعاني من موجات متزايدة من الكوارث المناخية. عام 2024 كان الأشد حرارة في التاريخ المسجل، متجاوزًا الرقم القياسي السابق في 2023. مثل هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات باردة؛ إنها إشارات تحذير صارخة لمستقبل البشرية.
تداعيات الانسحاب على أمريكا والعالم
انسحاب الولايات المتحدة – ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم تاريخيًا وأكبر منتج للنفط والغاز – يترك فراغًا كبيرًا في الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ. على المستوى الداخلي، يشعر الأمريكيون بالفعل بتداعيات هذا التحول المناخي؛ من حرائق الغابات التي التهمت مجتمعات بأكملها في كاليفورنيا، إلى الأعاصير والفيضانات التي كبدت الاقتصاد مليارات الدولارات.
"تجاهل الإدارة الأمريكية للحقائق العلمية وللأزمة الإنسانية التي نعيشها يُظهر قسوة ولامبالاة لا يمكن تبريرها"، تقول راشيل كليتوس، مديرة السياسات في برنامج المناخ والطاقة لدى اتحاد العلماء المهتمين، في بيان لها.
السياق السياسي والدولي
على المستوى العالمي، يضع هذا القرار الولايات المتحدة في قائمة صغيرة من الدول غير الموقعة على الاتفاقية، مثل إيران وليبيا واليمن. العودة إلى هذا الموقف قد يُضعف مصداقية الولايات المتحدة كشريك عالمي ويثير تساؤلات حول قدرتها على قيادة الجهود الدولية لحل المشكلات الأكثر تعقيدًا في هذا القرن.
علاوة على ذلك، يحتاج تنفيذ هذا القرار إلى عام كامل من إرسال الإخطار الرسمي للأمم المتحدة، ما يعطي مساحة لخصوم ترامب وربما حتى حلفائه لإعادة النظر في هذه الخطوة المثيرة للجدل.
في النهاية، قرار ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ يُعد تذكيرًا صادمًا بالصراعات السياسية التي تعيق الجهود الحاسمة لمواجهة أكبر أزمة تواجه كوكبنا. وفيما تستمر درجات الحرارة بالارتفاع، والطقس يصبح أكثر قسوة، يبقى السؤال الأكبر: إلى متى سنستمر في تأجيل الحلول بينما الأرض تصرخ طلبًا للمساعدة؟