ذكاء اصطناعي

قريبًا: بياناتك خارج حدود الأرض.. القمر هو الوجهة الجديدة للتخزين الآمن

فريق العمل
فريق العمل

3 د

انطلقت شركة لونستار في مشروع تخزين البيانات على القمر عبر صاروخ سبيس إكس فالكون 9، بهدف حماية البيانات من المخاطر الأرضية.

تخضع وحدات التخزين لاختبارات صارمة لضمان تحملها الظروف القاسية في الفضاء، وتُعد خطوة نحو بناء مراكز بيانات فضائية متكاملة.

تشمل البيانات المخزنة عملاء من قطاعات حكومية وتقنية، بالإضافة إلى وكالات فضاء وفرقة موسيقية شهيرة.

تسعى لونستار لإطلاق ستة أقمار صناعية متخصصة بحلول 2030، مما قد يحدث ثورة في التخزين السحابي الفضائي.

في خطوة تاريخية تعكس طموح البشرية في استغلال الفضاء لحماية البيانات، وبعد أن أُعلن بوقت سابق أن القمر يستعد لاستقبال شبكة 4G، أطلقت شركة لونستار، بالتعاون مع شركة فيسون، أول بنية تحتية لمركز بيانات على سطح القمر. جاءت هذه المهمة على متن صاروخ سبيس إكس فالكون 9، الذي انطلق يوم الأربعاء متجهًا إلى القمر، حاملًا وحدة تخزين متطورة قد تمهد الطريق لإنشاء مراكز بيانات فضائية عملاقة في المستقبل، وفق ما نشرته قناة العربية.


تخزين آمن بعيدًا عن تهديدات الأرض

يحمل الصاروخ وحدات تخزين Pascari SSDs المصممة خصيصًا لمراكز البيانات، والمحمّلة ببيانات عملاء لونستار، ومن المقرر أن تهبط على القمر في 4 مارس. وتُعد هذه الخطوة بدايةً لمشروع طموح يهدف إلى بناء مركز بيانات فضائي قد تصل سعته التخزينية في المستقبل إلى بيتابايت، وهو ما يعادل مليون جيجابايت.

وكشف كريس ستوت، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لونستار، أن الفكرة بدأت منذ عام 2018، بهدف إيجاد بيئة آمنة لتخزين البيانات بعيدًا عن التهديدات التي تواجهها على الأرض، مثل الكوارث الطبيعية والهجمات السيبرانية. وصرّح قائلًا:


"أغلى ما تملكه البشرية اليوم هو البيانات، وهي أكثر قيمة حتى من النفط."


تقنية متطورة لمهمة غير مسبوقة

تعاونت لونستار مع فيسون، وهي شركة متخصصة في حلول التخزين الفضائي، سبق لها أن زوّدت وكالة ناسا بتقنيات تخزين لمركبة Perseverance Rover على سطح المريخ.

وأكد مايكل وو، المدير العام لشركة فيسون، أن وحدات التخزين المستخدمة في هذه المهمة تم تصميمها لتحمل الظروف القاسية في الفضاء، وخضعت لاختبارات صارمة منذ عام 2021 لضمان موثوقيتها. وأوضح أن هذه الوحدات غير قابلة للصيانة بمجرد وصولها إلى القمر، مما جعل عملية تطويرها أكثر دقة وتعقيدًا.

وبعد نجاح النموذج التجريبي الأولي في أوائل عام 2024، أصبح من الممكن تنفيذ أول تجربة فعلية لتخزين البيانات على سطح القمر، مما يعزز فرص نجاح هذا المشروع الطموح.


عملاء من مجالات متنوعة

لا تقتصر البيانات المخزنة في هذه التجربة على الشركات التقنية والحكومات، بل تشمل أيضًا جهات غير متوقعة. فمن بين العملاء الذين أرسلوا بياناتهم إلى القمر، حكومات تبحث عن حلول للتعافي من الكوارث، ووكالات فضائية تختبر تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة، بالإضافة إلى فرقة Imagine Dragons الموسيقية، التي أرسلت مقطع فيديو موسيقيًا ضمن التجربة.


المستقبل: مراكز بيانات فضائية مستقلة

مع تزايد الطلب على التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي، يتزايد الاهتمام بالفضاء كحل بديل لمشكلات التخزين التقليدية، نظرًا لاعتماده على الطاقة الشمسية اللامحدودة والإمكانات التخزينية الضخمة.

وفي حال نجاح هذه التجربة، تخطط لونستار لإطلاق ستة أقمار صناعية متخصصة في تخزين البيانات بحلول عام 2030، مما قد يؤدي إلى تحول جذري في مفهوم التخزين السحابي، حيث لن تكون البيانات مخزنة على الأرض فقط، بل أيضًا في الفضاء.

ذو صلة

واختتم كريس ستوت حديثه قائلًا:


"قبل 60 عامًا، كانت حواسيب رحلة أبولو تعمل بـ 2 كيلوبايت من الذاكرة، واليوم نرسل 8 تيرابايت إلى القمر."

ذو صلة