قفزة نحو المستقبل.. هل يمكن أن يفعلها الذكاء الاصطناعي ويصنع أكبر حاسوب كمومي؟؟
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FEnglish-TemplatesDriss-Jabar-2025-01-15T132902.991.png&w=3840&q=75)
2 د
كشف العلماء عن أكبر حاسوب كمي في العالم يحتوي على 1180 كيوبت مصنوع من ذرات فائقة البرودة.
تتطلب الحوسبة الكمية دقة متناهية في ترتيب الذرات لتجنب الأخطاء في الحسابات.
تواجه هذه التكنولوجيا تحديات مثل استقرار الأنظمة وتوسيع نطاقها.
تمتلك الحوسبة الكمية إمكانات هائلة في مجالات مثل تصميم الأدوية والتشفير.
في إنجاز علمي غير مسبوق، كشف الباحثون عن أكبر حاسوب كمي معروف حتى الآن، يحتوي على 1180 وحدة كيوبت (بت كمي)، وهي وحدات حوسبة مصنوعة من ذرات فائقة البرودة ومحايدة كهربائيًا. لكن في عالم الحوسبة الكمية، لا يكفي مجرد زيادة عدد الكيوبتات لتحقيق النجاح؛ إذ تلعب جودة تركيب هذه الكيوبتات ودقة مواقعها دورًا حاسمًا في الأداء.
لماذا الحجم والتركيب مهمان في الحوسبة الكمية؟
لطالما واجه العلماء تحديات مرتبطة بتوسيع نطاق الحواسيب الكمية. الأمر لا يتعلق فقط بإضافة المزيد من الكيوبتات، بل بضمان أن تعمل جميعها بتناغم ودقة. عندما تُصنع الكيوبتات من ذرات فائقة البرودة، يتطلب النظام ترتيب كل ذرة في مكانها المثالي بدقة متناهية، لأن أي انحراف بسيط قد يؤدي إلى أخطاء كبيرة في العمليات الحسابية.
لتقريب الفكرة، تخيل أوركسترا موسيقية: يحتاج كل عازف (أو ذرة) إلى أن يكون في موقعه الصحيح ويعزف دوره بدقة تامة. أي خلل في هذا التناغم يمكن أن يعطل الأداء بأكمله، وهذا ما يجيب على سؤالنا لماذا علينا تعلم الحوسبة الكمومية؟
كيف تعمل الذرات فائقة البرودة؟
يكمن السر في تبريد الذرات إلى درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق (-273.15 درجة مئوية)، حيث تتباطأ حركة الذرات إلى أقصى حد، مما يجعل التحكم بها أكثر سهولة. يستخدم العلماء تقنيات متقدمة مثل أشعة الليزر والمجالات المغناطيسية لترتيب الذرات في أنماط دقيقة تُشكل أساس العمليات الكمية.
هذه العملية ليست مجرد تطبيق علمي؛ بل تتطلب أيضًا لمسة فنية ومهارة استثنائية لضمان أن تكون الذرات في أماكنها المثالية.
العقبات أمام تحقيق التفوق الكمي
،لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذا المجال رغم التطورات الهائلة، من أبرزها هشاشة هذه الأنظمة، حيث يمكن لأي اضطراب بسيط—مثل التقلبات الحرارية أو التداخل الكهرومغناطيسي أو الأخطاء في ترتيب الذرات—أن يؤدي إلى نتائج غير دقيقة. علاوة على ذلك، يمثل توسيع نطاق هذه التكنولوجيا مع الحفاظ على دقتها تحديًا هندسيًا ومعرفيًا هائلًا.
كما أن دمج الحواسيب الكمية في التطبيقات العملية، مثل تصميم الأدوية أو تحسين أنظمة التشفير، يتطلب جهودًا إضافية لضمان استقرار النظام وموثوقيته.
لماذا هذا التطور مهم؟
قد يتساءل البعض عن أهمية هذه الجهود. لكن الحوسبة الكمية ليست مجرد إنجاز علمي؛ بل هي بوابة لتغيير جذري في مختلف المجالات. تخيل أن يصبح بالإمكان محاكاة التركيبات الجزيئية المعقدة لتصميم أدوية تنقذ الأرواح، أو حل مشكلات رياضية معقدة في ثوانٍ مقارنةً بقرون قد تحتاجها الحواسيب التقليدية. الإمكانيات التي تفتحها الحوسبة الكمية لا حدود لها، وهي تحمل وعودًا بمستقبل أكثر تقدمًا وابتكارًا.