مايكل سايلور: الملياردير الذي راهن على البيتكوين وحوَّل شركته إلى إمبراطورية رقمية
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-78.png&w=3840&q=75)
3 د
حوَّلمايكل سايلور MicroStrategy إلى أكبر مالك مؤسسي للبيتكوين في العالم.
تمتلك الشركة حوالي 47 مليار دولار من البيتكوين، ما يعادل 2% من إجمالي العملة الرقمية.
تضمنت استراتيجيات سايلور المبتكرة بيع الأسهم وإصدار الديون لشراء البيتكوين.
رغم التحديات، يواصل سايلور الابتكار في عالم التمويل والاستثمار، مما يعزز مكانة شركته ويثير اهتمام المستثمرين.
.
في عالم الاستثمار، قلما نجد شخصية تثير الجدل والدهشة بقدر ما يفعل مايكل سايلور، الرئيس التنفيذي لشركة MicroStrategy. هذا الرجل الذي قرر وضع جميع أوراقه على طاولة البيتكوين، نجح في تحويل شركته إلى واحدة من أكبر مالكي البيتكوين في العالم، ليصبح نموذجًا مميزًا للمراهنة الجريئة على المستقبل.
استراتيجية استثنائية
لم يختر مايكل سايلور الطريق التقليدي في إدارة شركته. بدلاً من الاستثمار في المنتجات أو الخدمات المعتادة، قرر بيع الأسهم وإصدار الديون بمعدلات غير مسبوقة. الأموال الناتجة عن هذه العمليات يتم استثمارها بالكامل في البيتكوين. وبفضل هذه الاستراتيجية، ارتفعت أسهم MicroStrategy بنسبة مذهلة تجاوزت 690% خلال العام الماضي، وبلغت قيمة حصة سايلور الشخصية، التي تمثل حوالي 10% من الشركة، ما يقرب من 9.7 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك سايلور شخصيًا ما يقرب من 1.9 مليار دولار من البيتكوين. ووسط هذه النجاحات، تحول إلى شخصية بارزة في مجتمع العملات المشفرة، جامعًا حوالي 4 ملايين متابع على منصة "إكس".
"MicroStrategy" وحالة الندرة
اليوم، تمتلك MicroStrategy حوالي 47 مليار دولار من البيتكوين، ما يعادل 2% من إجمالي البيتكوين في العالم. ومع ذلك، تجاوزت قيمة أسهم الشركة 97 مليار دولار، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين بقدرة سايلور على تحقيق أرباح إضافية من خلال هذه العملة الرقمية.
وتجذب الشركة مستثمرين بارزين، مثل Capital Group وصندوق الثروة السيادي النرويجي. يقول المحللون إن نجاح سايلور يرجع إلى قدرته على استغلال ندرة البيتكوين، حيث لن يتجاوز العدد الإجمالي للعملة الرقمية 21 مليون وحدة، مما يعزز قيمتها.
الرهان الكبير
في عام 2020، كانت MicroStrategy شركة مستقرة ولكن بدون آفاق نمو كبيرة، إذ كانت قيمتها حوالي 1.5 مليار دولار فقط. قرر سايلور استثمار 250 مليون دولار من أموال الشركة لشراء البيتكوين بسعر حوالي 11,000 دولار، إضافةً إلى 100 مليون دولار من أمواله الشخصية.
لكن هذه الخطوة لم تكن خالية من المخاطر. تراجع سعر البيتكوين إلى 9,000 دولار، ما كلف الشركة خسارة نظرية بلغت حوالي 40 مليون دولار. ومع ذلك، سرعان ما ارتفعت العملة الرقمية لتصل إلى 26,000 دولار بنهاية العام، ما أعاد الثقة إلى سايلور ومجلس الإدارة.
التحديات والانهيارات
رغم النجاح، واجهت MicroStrategy تحديات كبيرة، أبرزها انهيار بورصة العملات المشفرة "FTX" في 2022، حيث انخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 17,000 دولار، وتراجعت أسهم الشركة بشكل كبير. لكن سايلور استمر في تنفيذ استراتيجيته، وتمكنت الشركة من استرداد قرض بقيمة 205 ملايين دولار، ما عزز مكانتها في السوق.
رؤية سايلور للمستقبل
يؤمن سايلور أن “بيتكوين” قد تُستخدم كإحتياطي عالمي لحفظ الثروات، فهو الخيار الأمثل للحماية من التضخم. بفضل طبيعته الرقمية وندرته، يعتبره أكثر كفاءة من الذهب والدولار. كما أن سهولة تخزين البيتكوين واستخدامه دون الحاجة إلى وسطاء يجعله ثوريًا في عالم المال.
وحتى المستثمرين الكبار والمحافظون بدأوا يرون في أسهم MicroStrategy وسيلة غير مباشرة للاستثمار في العملات المشفرة، خصوصًا مع القوانين التي تمنع بعض الصناديق من شراء البيتكوين بشكل مباشر.
المخاطر المحيطة
لا يخلو نهج سايلور من المخاطر. فقد تعرض الرجل في السابق لخسائر فادحة خلال أزمة فقاعة الإنترنت في عام 2000، حيث فقد مليارات الدولارات من ثروته في يوم واحد. كما واجه قضايا قانونية، منها تسوية بقيمة 40 مليون دولار بسبب نزاع ضريبي مع واشنطن.
الابتكار في التمويل
رغم التحديات، يواصل سايلور ابتكار طرق لجذب المستثمرين. مؤخراً، أعلنت MicroStrategy عن خطط لبيع أسهم مفضلة بقيمة ملياري دولار لدعم استثماراتها في البيتكوين، وهي خطوة أثارت حماسة المحللين.