ميتا تعود بقوة: تعديلات جذرية وتنافس شرس مع تيك توك يعيدان لها الآلق
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-90.png&w=3840&q=75)
3 د
رغم الانتقادات الكبيرة لتغييرات ميتا، عادت أعداد المستخدمين للارتفاع، بفضل تأثير منافستها تيك توك.
أثارت التعديلات التي أجراها زوكربيرغ، مثل إلغاء المراجعين المستقلين للحقائق، ردود فعل غاضبة، بما في ذلك دعوات للمقاطعة.
شهد إنستغرام تعافيًا أكبر من فيسبوك بفضل خاصية "ريلز" التي جذبت مستخدمين جدد من تيك توك.
إذا تم حظر تيك توك في الولايات المتحدة، قد تحقق ميتا أرباحًا تصل إلى 3,37 مليار دولار من الإيرادات الإعلانية.
شهدت ميتا، الشركة المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب، موجة من التعديلات المثيرة للجدل في سياساتها الشهر الجاري، وهو ما أثار احتجاجات واسعة من قبل بعض المستخدمين. ورغم هذه الاحتجاجات، أظهرت البيانات أن أعداد المستخدمين عادت للارتفاع، وهو ما يُظهر كيف يمكن لشركة مثل ميتا أن تتجاوز الأزمات بفضل بعض العوامل المساعدة، مثل تزايد الشكوك حول مستقبل تيك توك.
القرارات التي أثارت الجدل
في بداية الشهر، أعلن مارك زوكربيرغ عن تغييرات جذرية في سياسة ميتا، كان أبرزها إلغاء دور المراجعين المستقلين للحقائق، والتركيز على حرية التعبير والخطاب السياسي، بالإضافة إلى إغلاق برامج التنوع والشمول (DEI) في الشركة. هذه القرارات لم تلقَ ترحيباً من بعض المستخدمين، بل دعت إلى مقاطعة المنصات التي تملكها ميتا، وهو ما عبّر عنه بشكل صريح مايكل ستايت، مغني فرقة R.E.M، الذي أطلق حملة "Lights Out Meta" التي دعت المستخدمين إلى تسجيل الخروج من حساباتهم على منصات ميتا لمدة أسبوع.
الرد الفعلي: تأثير تيك توك
رغم الاحتجاجات، أظهرت تقارير عدة شركات تحليلات انخفاضًا طفيفًا في التفاعل على منصات ميتا بعد الإعلان عن التعديلات. لكن في نفس الوقت، أثرت الأخبار المتعلقة بحظر محتمل لتيك توك في الولايات المتحدة بشكل كبير على عدد مستخدمي منصات ميتا. إذ بدأ العديد من مستخدمي تيك توك بالتوجه إلى فيسبوك وإنستغرام بعد تهديدات الحظر، مما أعاد زيادة في أعداد المستخدمين، لا سيما على إنستغرام الذي شهد نموًا ملحوظًا في التفاعل، بفضل خاصية "ريلز" التي جذبت مستخدمين جدد، بينهم الكثير ممن كانوا من رواد تيك توك سابقًا.
العودة إلى النمو: هل كان تيك توك السبب؟
وفقاً لشركة Apptopia، كانت أعداد المستخدمين النشطين يومياً على فيسبوك في انخفاض بنسبة 2% طوال شهر يناير، ولكن مع تزايد الشكوك حول مستقبل تيك توك، بدأ فيسبوك في إظهار نمو سنوي. أما إنستغرام، الذي يتشارك مع تيك توك في جمهور الشباب، فشهد هو الآخر زيادة كبيرة في أعداد المستخدمين النشطين يوميًا، وهو ما يُرجح أن يكون سببًا في هذا التعافي السريع.
المكاسب المحتملة: هل سيستفيد ميتا من فقدان تيك توك؟
إذا تم حظر تيك توك بشكل نهائي في الولايات المتحدة، تشير التوقعات إلى أن ميتا قد تحقق أرباحًا تصل إلى 3.37 مليار دولار من الإيرادات الإعلانية التي ستصبح متاحة نتيجة لهذا الفراغ، خاصةً أنه في نفس يوم حظر تيكتوك… إنستغرام يرد بإطلاق Edits تطبيقها الجديد لتحرير الفيديو.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي شمل 1,346 أمريكيًا، أن 36% من المشاركين دعموا التعديلات التي أجراها زوكربيرغ، بينما عارضها 32%، بينما احتفظ 32% بموقف محايد. وكانت الفئة العمرية الأكثر دعمًا لهذه التغييرات هي جيل الألفية (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا)، حيث أيد أكثر من نصفهم هذه السياسات الجديدة.
المدى الطويل وتأثير التغييرات
ورغم هذه المكاسب والتعافي الواضح في أعداد المستخدمين، فإن ميتا أمام تحدٍ حقيقي في كيفية الحفاظ على هذا الزخم على المدى الطويل. فالتغييرات التي أجراها زوكربيرغ قد تكون قد جذبت المستخدمين بشكل مؤقت، ولكن التحدي الأكبر سيكون في كيفية إدارة هذا النمو في ظل منافسة شرسة من منصات مثل تيك توك، التي لا تزال تحظى بشعبية هائلة بين الشباب. وفي حال حدث حظر كامل لتيك توك، قد تزداد الفرص أمام ميتا، لكن نجاحها في المستقبل يعتمد على قدرتها على التكيف مع تطلعات جمهورها المتغير.