ذكاء اصطناعي

هل عُثر على أتلانتس أخيرًا؟ اكتشاف جزيرة غارقة يعيد إشعال أسطورة المدينة المفقودة

فريق العمل
فريق العمل

3 د

اكتشف علماء إسبان جبلاً بحرياً غارقاً قرب جزيرة لانزاروت أطلقوا عليه اسم "لوس أتلانتس"، يحتفظ بآثار شواطئ قديمة ويُحتمل ارتباطه بأسطورة أتلانتس.

يمتد الجبل بقطر 50 كيلومتراً، ويقع على عمق 2,3 كيلومتر، ويضم ثلاث براكين خامدة على قمته المسطحة.

تشير المعالم الجيولوجية للجبل إلى أنه كان مجموعة جزر فوق سطح البحر خلال العصر الإيوسيني، قبل أن تغرق بسبب النشاط البركاني.

يواصل العلماء دراسة العينات لتحديد عمر الصخور وتاريخ الغرق، وسط احتمالات بأن يكون هذا الجبل أحد مصادر الإلهام لأسطورة المدينة المفقودة.

في اكتشاف جيولوجي أثار موجة من التساؤلات، كشف فريق من العلماء الإسبان عن جبل بحري غارق بالقرب من جزيرة لانزاروت في أرخبيل الكناري، يُحتمل أن يكون مرتبطًا بأسطورة أتلانتس، المدينة الأسطورية التي تحدث عنها أفلاطون منذ أكثر من ألفي عام.


جبل "لوس أتلانتس": الجبل الذي قد يخبئ أسرار الحضارة المفقودة

بحسب تقرير نشره موقع Live Science، استخدم علماء من المعهد الجيولوجي والتعديني الإسباني (IGME-CSIC) مركبة آلية تعمل عن بُعد (ROV) لاستكشاف قاع المحيط الأطلسي، فتمكنوا من تحديد جبل بحري ضخم أطلقوا عليه اسم "لوس أتلانتس". يضم هذا الجبل ثلاث براكين خامدة، ويمتد بقطر يبلغ 50 كيلومتراً، بينما يقع قاعدته على عمق نحو 2.3 كيلومتر تحت سطح المحيط، ويعلو أعلاه مسطحٌ مستوٍ تظهر عليه ملامح جيولوجية تشبه تضاريس الجزر.

هذا الجبل الغارق يقع إلى الشرق من جزيرة لانزاروت، ويُعتقد أنه في العصر الإيوسيني (قبل نحو 56 إلى 34 مليون سنة)، كان عبارة عن مجموعة من الجزر المرتفعة فوق سطح البحر. لكن بفعل النشاط البركاني المتواصل، بدأت هذه الجزر في الغرق تدريجياً، حتى استقرت في أعماق المحيط، محتفظة ببعض معالمها فوق قمة الجبل المسطح.


أسطورة أتلانتس: خيال فلسفي أم حقيقة جيولوجية؟

لطالما حيّرت أسطورة أتلانتس المفكرين والعلماء، خصوصًا تلك التي سردها أفلاطون عن حضارة متقدمة أخلاقيًا وتكنولوجيًا، كانت تقع "وراء أعمدة هرقل"، قبل أن تنقلب عليها الآلهة وتبتلعها مياه المحيط في عقاب سماوي. وما يزيد من جاذبية هذا الاكتشاف، أن فريق البحث ربط بين جيولوجيا جبل "لوس أتلانتس" والوصف الأفلاطوني.

في هذا السياق، صرّح الجيولوجي الإسباني لويس سوموثا، رئيس الفريق البحثي:


"قد يكون هذا أصل أسطورة أتلانتس. فهذه كانت جزرًا في الماضي، غرقت وما تزال تغوص تدريجياً، كما تقول الأسطورة تمامًا".


آثار واضحة لشواطئ وكثبان رملية تحت البحر

من أبرز ما يميز هذا الجبل الغارق، أنه لا يزال يحتفظ بمعالم جيومورفولوجية واضحة: شواطئ قديمة، منحدرات، وكثبان رملية—all preserved on its summit. بعض هذه الشواطئ تقع على عمق لا يتجاوز 60 متراً تحت سطح البحر، ما يُعدّ دليلًا مذهلًا على وجود تضاريس كانت يوماً ما تطل على سطح الماء.

ويرى الفريق العلمي أن هذه الجزر، التي ظهرت بفعل الانفجارات البركانية، قد ارتفعت في فترات انخفاض منسوب المياه، كفترة العصر الجليدي، لتعود وتغرق مع تغيّر مستويات البحر والنشاط التكتوني.


هل كانت أتلانتس جزرًا بركانية غرقت بالتدريج؟

يشير العلماء إلى أن الجزر التي شكلت جبل "لوس أتلانتس" نشأت بفعل ثورات بركانية عظيمة، أطلقت الحمم التي تراكمت فوق بعضها، مشكلة أراضٍ مرتفعة. ومع مرور الوقت، وتحت تأثير الكثافة العالية للحمم المتصلبة، بدأت هذه الكتل تنضغط وتهبط تدريجياً إلى قاع البحر.

هذا السلوك الجيولوجي لا يختلف كثيراً عن السيناريو الذي افترضه أفلاطون في وصفه لنهاية أتلانتس. لذا، فإن العلماء ينظرون إلى "لوس أتلانتس" على أنه نموذج حقيقي لفهم آلية اختفاء الأراضي عبر ملايين السنين.


أبحاث مستقبلية لتحليل الصخور وتحديد تاريخ الغرق

على الرغم من أهمية هذا الاكتشاف، إلا أن الباحثين يؤكدون أن رحلتهم العلمية ما تزال في بدايتها. يخطط الفريق لتحليل العينات التي جُمعت من قمة الجبل الغارق، بهدف تحديد عمر الصخور البركانية، ومعرفة متى بدأ الغرق التدريجي للجزر.

هذه البيانات ستوفر أدلة علمية دقيقة حول التسلسل الزمني للتكوينات الجيولوجية في المنطقة، وقد تُسهم في تعزيز نظرية ارتباط الجبل بأسطورة أتلانتس، أو حتى دحضها بشكل علمي.

ذو صلة

أتلانتس بين الأسطورة والواقع

في الوقت الذي لا تزال فيه أتلانتس حبيسة الخيال والأساطير، فإن اكتشاف جبل "لوس أتلانتس" يعيد فتح النقاش العلمي حول احتمالية وجود جذور واقعية لهذه الحضارة المفقودة. وبينما قد لا يحمل هذا الجبل كل أسرار أتلانتس، فإنه بلا شك يُمثل أحد أقوى الشواهد الجيولوجية على كيفية ولادة واندثار الأراضي عبر ملايين السنين. وما يجعل الأمر أكثر إثارة، هو تلاقي الواقع العلمي مع ملامح من خيال الفلاسفة.

ذو صلة