ذكاء اصطناعي

إيلون ماسك: سرّ التحول للطاقة الشمسية مدفون في عقل فيزيائي سوفييتي

إيلون ماسك: سرّ التحول للطاقة الشمسية مدفون في عقل فيزيائي سوفييتي
فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلن إيلون ماسك أن "جميع مصادر الطاقة ستكون شمسية" على منصة "X".

استند ماسك في تصريحه إلى "مقياس كاردشيف" حول استخدام الحضارات للطاقة.

يؤكد ماسك على قدرة الطاقة الشمسية في تلبية احتياجات الولايات المتحدة.

تعتمد مشروعات ماسك مثل تيسلا وسبيس إكس على الطاقة الشمسية.

يرى ماسك أن تجاوز التحديات التقنية سيتيح الانتقال الكامل للطاقة الشمسية.

تحدث رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك مؤخرًا عن مستقبل الطاقة، معلنًا بوضوح أن "جميع مصادر الطاقة ستكون شمسية". هذه المقولة التي نشرها عبر منصة التواصل الاجتماعي "X"، أثارت الكثير من الحوار والنقاش بين المتابعين والخبراء. فما هي تفاصيل هذه الفكرة، وكيف ستؤثر على مستقبلنا؟


كاردشيف ونظرية الطاقة الكونية

ليس من الغريب أن يكون خلف كلام إيلون ماسك فكرة أعمق وأكثر إثارة من مجرد تصريحات عابرة. في الواقع، أشار إلى "مقياس كاردشيف"، وهي نظرية طرحها العالم الروسي نيكولاي كاردشيف منذ عام 1964 لقياس تقدم الحضارات وقدرتها على استخدام مصادر الطاقة.

وفقًا لهذه النظرية، تختلف الحضارات حسب كمية الطاقة التي باستطاعتها تسخيرها؛ فهناك الحضارة من النوع الأول التي تتمكن من استغلال جميع مصادر الطاقة المتاحة على كوكبها، والحضارة النوع الثاني التي تستغل طاقة نجم بأكمله (مثل شمسنا)، ثم النوع الثالث التي تستطيع استغلال طاقة مجرة كاملة.

من وجهة نظر ماسك، الوصول إلى حالة حضارية تسمى بـ "النوع الأول" (Type I) تبدأ من استغلال الإنسان الكامل للطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض. وهذا ما يجعل مستقبل الطاقة الشمسية أمرًا حتميًا ومنطقيًا للغاية، لا مجرد خيار بيئي أو اقتصادي فقط.


حسابات بسيطة بنتائج مذهلة

ماسك، الذي لا يتحدث عادة بدون أسس أو أرقام، يقدم حججه هذه المرة بشكل مدعوم بحسابات بسيطة. فالطاقة الشمسية التي تصل للأرض في مساحة تبلغ ميلًا مربعًا واحدًا فقط تقدر بحوالي 2.5 جيجاواط من الطاقة. يتضاعف هذا الرقم تقريبًا بنسبة 30% في الفضاء الخارجي. وبأخذ بعض الاعتبارات التقنية مثل فعالية الألواح الشمسية بنسبة 25%، والكثافة التشغيلية بمقدار 80%، ووجود حوالي ست ساعات من ضوء النهار المفيد يوميًا، يمكن الحصول من كل ميل مربع يوميًا على حوالي 3 جيجاواط ساعة (GWh) من الكهرباء.

هذه الكمية كافية بشكل بسيط وواضح لإمداد احتياجات الولايات المتحدة كلها من الكهرباء عن طريق تغطية منطقة ليست بالكبيرة جدًا من الأراضي في تكساس أو نيومكسيكو.

للأسف، يشير ماسك إلى أن مثل هذه الحسابات البسيطة لا يقوم بها كثير من الناس. يُرجع ذلك لعدم انتشار الفهم الكافي لطاقة الشمس وإمكاناتها الهائلة. لكنه يؤكد أن هذه الحقائق سريعًا ما ستكون جزءًا من الوعي العام مع انتشار المعرفة والعلم والمعرفة التكنولوجية.


الشمس هي العمود الفقري لمشروعات ماسك

إذا نظرنا عن قرب، سنجد أن مشاريع إيلون ماسك سواء في تيسلا للطاقة أو في شركة سبيس إكس وحتى في مشروع الأقمار الصناعية "ستارلينك"، تعتمد بقوة على الطاقة الشمسية. حيث تشغل محطات ستارلينك المنتشرة في الفضاء بطاريات وألواحًا شمسية خاصة، تقوم بتوليد كل الكهرباء اللازمة لعمليات النظام.

وتطرح تيسلا منتجات منزلية عديدة تعتمد على الشمس مثل "سطوح الطاقة الشمسية"، وأنظمة التخزين المنزلي "باور وول"، مما يجعل الرؤية التي يتبناها ماسك حاضرة بقوة في حياته وأعماله على الأرض وفي الفضاء.


تحديات وتعقيدات واقعية

بالطبع يقر ماسك بأن الطريق نحو الاستخدام الكامل للطاقة الشمسية فيه تحديات عديدة، منها تخزين الطاقة بكفاءة وفعالية، وتعديل شبكات الكهرباء لتتكيف مع نمط جديد من الإنتاج الطاقي، وكذلك صعوبات تنظيمية وتشريعية تختلف من بلد لآخر. لكنه يؤكد في النهاية أن الأمر ممكن بالتأكيد، ومشاكل التكنولوجيا هذه قابلة للحل. المهم، حسب وجهة نظره، هو امتلاك الإنسانية لإرادة التغيير وقرار واضح بهذا الاتجاه.


رؤية أبعد من مجرد مصدر للطاقة

ذو صلة

في الحقيقة، رسالة ماسك أبعد من مجرد تبديل مصادر الطاقة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة الشمسية. يتحدث عن إحداث نقلة نوعية في الحضارة البشرية نفسها، وتغيير جذري في علاقتنا مع البيئة والأرض والتطور التكنولوجي. وربما تكمن أهمية طرح هذه النظرية الآن في تعزيز الحوار عن مستقبل الطاقة وتوجيهنا كعالم نحو التفكير بحلول مبتكرة ومستدامة.

لذا، حين يقول ماسك إن مستقبل الطاقة "شمسي"، فهو لا يقدم توقعًا عابرًا، بل مسارًا واضحًا ومدعومًا بالأرقام والإمكانات العلمية، نحو عهد جديد للبشرية في التعامل مع الطاقة والكوكب بشكل أكثر نظافةً وإبداعًا.

ذو صلة