ذكاء اصطناعي

احذر هذا الطفيلي القادم من قطّتك… يصيب 50% من البشر ويؤثر على خصوبتك

احذر هذا الطفيلي القادم من قطّتك… يصيب 50% من البشر ويؤثر على خصوبتك
فريق العمل
فريق العمل

3 د

تشير الدراسات إلى أن طفيل التوكسوبلازما يؤثر على جودة الحيوانات المنوية.

ينتقل الطفيل عبر القطط واللحوم الغير مطهية جيدًا، ويسبب تشوهات للحيوانات المنوية.

نظافة اليدين بعد التعامل مع القطط وغسل الفواكه والخضروات تقلل من العدوى.

رغم الحاجة لمزيد من الأبحاث، إلا أن الوعي بالنظافة يساهم في حماية الصحة الإنجابية.

لطالما كانت قضايا الخصوبة والإنجاب أمراً مقلقاً للكثيرين، خاصة في ظل المؤشرات الأخيرة عن الانخفاض الحاد في جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال حول العالم. وفي الوقت الذي يفسر فيه العلماء هذه الظاهرة بأسباب متعددة مثل السمنة وسوء التغذية والتعرض للمواد الكيميائية الضارة، يبرز اسم جديد مفاجئ قد يشرح جزءاً من هذا اللغز الغامض؛ إنه طفيل التوكسوبلازما، المعروف علمياً بـ "Toxoplasma Gondii".

هذا الطفيلي، الذي يصيب ما بين 30 إلى 50 بالمئة من سكان العالم، ينتقل غالباً عبر القطط المنزلية التي تُخرج بيوضه في فضلاتها. وبالتالي فإن تنظيف صندوق الرمل الخاص بالقطط دون الاهتمام بالنظافة الشخصية يمكن أن يؤدي إلى العدوى، كما أن تناول اللحوم الغير مطهية جيداً أو الفواكه والخضروات الملوثة هي أيضاً طرق محتملة للمصابين لالتقاط هذا الطفيل.

يبدو هذا الربط بين انتشار التوكسوبلازما وتراجُع الخصوبة الآن أكثر وضوحاً بعد أن أعلن الباحثون مؤخراً حقائق جديدة مدهشة. فقد كشفت دراسة حديثة أجريت بين باحثين ألمان وتشليين وأوروجويين في أبريل 2025 أن هذا الطفيل قادر على مهاجمة خلايا الحيوانات المنوية البشرية بشكل مباشر، مسبباً قطع رأس الحيوان المنوي بالكامل بعد خمس دقائق فقط من تعرضه للطفيل.

وإلى جانب التأثير المباشر لهذ الطفيل على الحيوانات المنوية، فقد أظهرت التجارب حدوث تشوهات بنيوية واضحة، وظهرت فتحات داخل رؤوس بعض الحيوانات المنوية، كأن الطفيل حاول على ما يبدو اقتحام الخلية بنفس الطريقة التي يقتحم بها أنسجة وأعضاء الجسم الأخرى. بالإضافة إلى هذا الهجوم المباشر، فإن الإصابة بالتوكسوبلازما تؤدي أيضًا إلى التهابات مزمنة داخل الجهاز التناسلي، ما يضر بإنتاج الحيوانات المنوية ويقلل كفاءتها بشكل كبير.

ورغم أن الامتناع عن التعميم يبقى ضرورياً، خصوصاً وأن الدراسات الحالية التي تربط الإصابة بالتوكسوبلازما بمشاكل الإنجاب ما تزال محدودة نسبيًا، فإن الأدلة المتزايدة من التجارب على الحيوانات تظهر بفرادة لا يمكن تجاهلها. فعلى سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن ذكور الفئران المصابة بالتوكسوبلازما عانت من انخفاض واضح في عدد الحيوانات المنوية، إلى جانب ظهور نسبة كبيرة منها بشكل غير طبيعي.

ذو صلة

وربما علينا التحرك بشكل أكثر مسؤولية اتجاه هذه العدوى، بغض النظر عن تأكيد العلاقة التامة بينها وبين تراجع خصوبة الرجال. فنظافة اليدين بعناية بعد التعامل مع القطط وتنظيف بيوت الرمل، إضافة إلى غسل الفواكه والخضار بشكل صحيح وتجنب أكل منتجات اللحوم النيئة أو غير المطهية جيداً، كلها تعد تدابير بسيطة يمكن أن تحمي من الإصابة وتقلّل من المخاطر الصحية الكثيرة المرتبطة بهذا الطفيل، والتي يتصدرها خطر الإجهاض والتشوهات الجنينية عند النساء الحوامل والمضاعفات الخطيرة لدى أصحاب المناعة الضعيفة.

وفي النهاية، رغم أن التوكسوبلازما لا يمكن أن يفسر وحده أزمة التدهور العالمي في صحة الحيوانات المنوية، إلا أنه يضع أمامنا قطعة أخرى مهمة في هذه الأُحجية، ويشير بوضوح إلى الحاجة لإجراء مزيد من الدراسات والبحوث الموسعة لتقييم دوره الحقيقي. وربما يمكن في المستقبل القريب توضيح هذه العلاقة بشكل أفضل وإجراء تعديلات طفيفة على عاداتنا اليومية لتحسين الصحة الإنجابية.

ذو صلة