ذكاء اصطناعي

خريطة كنز عالمية جديدة: هنا تتواجد المعادن الأرضية النادرة في العالم

فريق العمل
فريق العمل

3 د

كشفت خريطة جيولوجية جديدة عن مواقع المعادن الأرضية النادرة، ما يزيد من المنافسة العالمية للحصول عليها.

لا تزال الصين تمتلك الاحتياطيات الأكبر، ما يمنحها تأثيرًا كبيرًا على السوق العالمي.

تحاول دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، تأمين مصادر بديلة وتقليل الاعتماد على بكين.

يشكل الصراع على هذه الموارد جزءًا من سباق أكبر للهيمنة التكنولوجية والاقتصادية بين القوى العالمية الكبرى.

في خطوة قد تعيد تشكيل موازين القوى الاقتصادية والجيوسياسية، كشفت خريطة جيولوجية جديدة عن أبرز مواقع المعادن الأرضية النادرة في العالم، تلك الموارد الحيوية التي تُعد العمود الفقري للتكنولوجيا الحديثة. وبينما تواصل الصين احتكار الإنتاج العالمي لهذه المعادن، تتحرك كل من الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى سعياً للعثور على مصادر بديلة، وسط صفقات مثيرة للجدل للحصول على هذه الموارد الاستراتيجية.


أين تقع أهم رواسب المعادن الأرضية النادرة؟

تعتمد الخريطة الجديدة على بيانات صادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، حيث تسلط الضوء على أغنى المناطق احتواءً على هذه المعادن النادرة، والتي رغم أن اسمها قد يوحي بشحها، إلا أن وجودها بتركيزات عالية نادر بالفعل، مما يجعل استخراجها عملية مكلفة ومعقدة.

ومن بين أبرز المواقع التي حددتها الخريطة:

  • الصين: تمتلك الاحتياطي الأكبر عالميًا، بإجمالي 44 مليون طن متري.
  • أفريقيا: وتحديدًا المغرب وجنوب أفريقيا، حيث تُعد هذه الدول من الموردين الرئيسيين لمكونات البطاريات والطاقة المتجددة مثل الزنك والليثيوم والكوبالت.
  • أمريكا الجنوبية: لا سيما في تشيلي والبرازيل، حيث تتوفر احتياطيات ضخمة من الليثيوم، الضروري لصناعة السيارات الكهربائية.
  • أوكرانيا: التي أصبحت نقطة توتر جيوسياسية بسبب احتياطياتها الهامة من التيتانيوم والليثيوم.
  • غرينلاند: التي تضم رواسب غير مستغلة من المعادن الأرضية النادرة، إلى جانب احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، مما يجعلها محل اهتمام القوى العالمية.

ورغم هذا الانتشار الجغرافي الواسع، لا تزال عمليات التعدين والتكرير تتركز بشكل كبير في الصين، ما يخلق اختناقًا في سلسلة التوريد العالمية، تسعى الدول الأخرى لكسره.


لماذا تُعد المعادن الأرضية النادرة مهمة؟

تتألف هذه المجموعة من 17 عنصرًا معدنيًا تتميز بخصائص فيزيائية وكيميائية فريدة، تجعلها ضرورية لمختلف الصناعات الحديثة، حيث تُستخدم في:

  • الإلكترونيات الاستهلاكية: كالهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة، إذ تُعد أساسية في صناعة البطاريات عالية الأداء وتقنيات تخزين الطاقة.
  • الصناعات العسكرية: تُستخدم في أنظمة التوجيه الصاروخي، والرادارات، والأسلحة المتقدمة.
  • التقنيات البيئية والطاقة المتجددة: مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، التي تعتمد على هذه المعادن لتعزيز كفاءة إنتاج الطاقة.

وتعليقًا على أهميتها الاستراتيجية، قالت صوفيا كالانتزاكوس، أستاذة الدراسات البيئية والسياسات العامة في جامعة نيويورك أبوظبي:


"إن المعادن الأرضية النادرة ذات قيمة هائلة نظرًا لاستخداماتها المتعددة في التكنولوجيا العسكرية والطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات المتقدمة."


سباق السيطرة على الموارد: من يملك زمام الأمور؟

تحتكر الصين أكبر الاحتياطيات العالمية من هذه المعادن، ما يمنحها نفوذًا قويًا في السوق العالمي. وقد فرضت بكين سابقًا قيودًا على تصديرها، ما تسبب في اضطرابات حادة بسلاسل التوريد، ودفع الغرب لإعادة التفكير في اعتماده على الصين.

نتيجة لذلك، تسعى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا إلى تطوير مشاريع تعدين جديدة، في حين تركز دول الاتحاد الأوروبي على تعزيز عمليات التعدين المحلي وبرامج إعادة التدوير لتقليل الاعتماد على الصين.

ذو صلة

وفي هذا السياق، كتب روبرت موجاه، الباحث في جامعة برينستون، ورافال روهوزينسكي، الزميل البارز في مركز الابتكار الحوكمي بكندا: "إن الموارد المعدنية في أوكرانيا ليست فقط أساسية لسيادتها، ولكنها أيضًا تلعب دورًا محوريًا في استقلال أوروبا الطاقي وفي المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين."

يشير هذا التحليل إلى مدى احتدام الصراع العالمي للسيطرة على هذه الموارد الاستراتيجية، التي قد تشكل مستقبل النفوذ الجيوسياسي والاقتصادي.

ذو صلة