ذكاء اصطناعي

رائد فضاء يلتقط ظاهرة نادرة: صاعقة برق ضخمة تمتد لمسافة 80 كيلومترًا في الفضاء

فريق العمل
فريق العمل

3 د

التقط رائد فضاء على متن محطة الفضاء الدولية صورة نادرة لبرق عملاق انطلق من عاصفة رعدية فوق لويزيانا وامتد لمسافة 80 كيلومترًا في الفضاء.

يحمل هذا النوع من البرق طاقة أكبر بـ 60 ضعفًا من الصواعق التقليدية، ويظل أحد أكثر الظواهر الجوية غموضًا.

تم اكتشاف الصورة لاحقًا بواسطة مصور متخصص، وأعيد نشرها عبر وسائل الإعلام العلمية، مما أعاد تسليط الضوء على الظاهرة.

لا يزال العلماء يدرسون تأثير هذه الصواعق على الأقمار الصناعية والاتصالات، إلى جانب دورها المحتمل في التوازن الكهربائي للأرض.

في مشهد استثنائي ونادر، التقط رائد فضاء على متن محطة الفضاء الدولية صورة مذهلة لظاهرة البرق العملاقة التي اندفعت من إحدى العواصف الرعدية فوق ولاية لويزيانا، وامتدت لمسافة 80 كيلومترًا في الفضاء الخارجي. هذه الصورة النادرة، التي التُقطت في 19 نوفمبر 2024، تمنح العلماء فرصة فريدة لدراسة أحد أكثر الظواهر الكهربائية غموضًا على كوكب الأرض.


ظاهرة كهربائية نادرة تخترق الغلاف الجوي

على عكس الصواعق العادية التي تتجه نحو الأرض، فإن هذه الصواعق العملاقة تُعرف بقدرتها على الانطلاق إلى الأعلى، متجاوزة الغيوم والعواصف الرعدية، وصولًا إلى الأيونوسفير، وهو الطبقة المشحونة كهربائيًا من الغلاف الجوي للأرض. وتُعد هذه الظاهرة من أقوى أشكال التفريغ الكهربائي، إذ تحمل طاقة تفوق الصواعق التقليدية بنحو 60 ضعفًا، ما يجعلها لغزًا علميًا مستمرًا.


اكتشاف مذهل من الفضاء

تمكن أحد رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية من التقاط هذه الصورة المدهشة، التي تم اكتشافها لاحقًا في قاعدة بيانات وكالة "ناسا" للصور التي يلتقطها رواد الفضاء. وكان المصور فرانكي لوسينا، المتخصص في توثيق ظواهر البرق النادرة، هو أول من رصد هذه الصورة وأعاد نشرها عبر موقع Spaceweather.com، مما سلط الضوء على هذه الظاهرة غير المألوفة.

بحسب موقع "لايف ساينس"، فإن الموقع الدقيق للصاعقة العملاقة لم يكن واضحًا بسبب الغيوم، لكن بناءً على مسار محطة الفضاء الدولية في ذلك الوقت، يُرجح أن الظاهرة وقعت قبالة سواحل نيو أورلينز.


ما الذي يجعل هذه الصواعق نادرة؟

تم توثيق أول صاعقة من هذا النوع في عام 2001، ويُعتقد أن هناك ما يصل إلى 1000 حالة مماثلة تحدث سنويًا. إلا أن عدد الصور الملتقطة لهذه الظاهرة لا يتجاوز العشرات، بسبب سرعتها الفائقة التي لا تتجاوز أجزاء من الثانية، فضلًا عن وقوعها غالبًا في أماكن نائية يصعب رصدها.

يحدث هذا النوع من البرق عندما يختل التوازن الكهربائي داخل السحب الرعدية، مما يؤدي إلى تفريغ طاقة هائل يمتد مباشرة نحو الغلاف الجوي العلوي. ويتميز هذا البرق بلونه الأزرق الساطع، مع تشعبات حمراء تشبه قنديل البحر في أعماق المحيطات.

ورغم أن هذه الصواعق تشترك في بعض الخصائص مع ظاهرة "الأرواح الحمراء" (sprites)، إلا أنها تُعد أكثر قوةً وغموضًا، حيث لا يزال العلماء يحاولون فهم آلية تشكلها والظروف التي تؤدي إلى حدوثها.


أقوى صاعقة موثقة على الإطلاق

لا تقتصر أهمية هذه الظاهرة على جمالها البصري فقط، بل إنها تمثل أيضًا واحدة من أقوى الظواهر الكهربائية الطبيعية. في مايو 2018، تم توثيق أقوى صاعقة من هذا النوع فوق ولاية أوكلاهوما، حيث وصلت درجة حرارتها إلى 4400 درجة مئوية، وحملت طاقة تزيد 60 مرة عن طاقة الصواعق العادية.

وبسبب امتدادها إلى الفضاء الخارجي، يثير هذا النوع من البرق اهتمام العلماء الذين يدرسون تأثيره المحتمل على الأقمار الصناعية والاتصالات الراديوية وحتى الطقس الفضائي. يعتقد بعض الباحثين أن هذه التفريغات الكهربائية الضخمة قد تلعب دورًا في تحقيق التوازن الكهربائي للأرض، لكن لا تزال هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات.


البحث عن مزيد من الأدلة

ذو صلة

على الرغم من أن هذا الاكتشاف تم بعد شهور من وقوع الظاهرة، فإنه يُظهر مدى قلة المعلومات المتاحة حول النشاط الكهربائي في الغلاف الجوي العلوي. ومع تطور تقنيات الرصد وتحسين وسائل المراقبة، أصبح العلماء أكثر قدرة على التقاط هذه الظواهر عالية الطاقة التي كانت تُعتبر سابقًا بعيدة المنال.

كل صورة جديدة تُلتقط من الفضاء تعزز من فهمنا لقوى الطبيعة الخفية، وتفتح الأبواب أمام اكتشافات جديدة قد تُغير نظرتنا إلى الظواهر الكهربائية الغامضة التي تهيمن على الغلاف الجوي للأرض.

ذو صلة