شهادة جديدة للكتب المكتوبة بأيدي البشر لمواجهة هيمنة الذكاء الاصطناعي
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-2025-01-31T115242.773.png&w=3840&q=75)
3 د
إطلاق شهادة "تأليف بشري": مبادرة جديدة من نقابة الكُتّاب الأمريكيين لمنح الكُتّاب شهادة تؤكد أن كتبهم لم تُكتب بواسطة الذكاء الاصطناعي.
إدراج الكتب في قاعدة بيانات عامة: تهدف المبادرة إلى تعزيز الشفافية في سوق النشر ومنح القُرّاء الحق في معرفة مصدر الكتب التي يقرؤونها.
شروط التأهل للحصول على الشهادة: تُمنح حاليًا فقط لأعضاء النقابة وللكُتّاب المنفردين، مع استثناءات طفيفة تتعلق باستخدام أدوات التدقيق الإملائي والبحث.
الهدف من المبادرة: حماية الإبداع الأدبي من الطوفان الرقمي، مع التأكيد على أهمية العنصر البشري في السرد القصصي.
أطلقت نقابة الكُتّاب الأمريكيين، وهي واحدة من أكبر جمعيات الكُتّاب في الولايات المتحدة، مشروعًا جديدًا يمنح المؤلفين فرصة لتوثيق أن كتبهم كُتبت بالكامل بأيدي بشرية، دون تدخل الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة، التي تحمل اسم شهادة "تأليف بشري" (Human Authored)، تهدف إلى مساعدة الكُتّاب على التميّز في سوق يزداد تشبّعًا بالكتب المُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، كما تمنح القُرّاء الحق في معرفة مصدر الكتب التي يقرؤونها.
مبادرة في مواجهة الطوفان الرقمي
بحسب نقابة الكُتّاب، سيتم إدراج الكتب الحاصلة على هذه الشهادة في قاعدة بيانات عامة يمكن لأي شخص الوصول إليها، مما يضمن الشفافية في سوق النشر. ويأتي هذا الإعلان بعد تنامي المخاوف من تزايد الكتب المُولّدة بالذكاء الاصطناعي على منصات البيع مثل أمازون وخدمة Kindle للكتب الإلكترونية.
وكانت النقابة قد كشفت عن هذه المبادرة لأول مرة في أكتوبر الماضي، ردًا على موجة من الكتب المُنتجة آليًا والتي غزت الأسواق دون رقابة واضحة على مصدر محتواها أو مدى أصالته.
شروط الحصول على الشهادة
في الوقت الحالي، يقتصر الحصول على شهادة "تأليف بشري" على أعضاء نقابة الكُتّاب الأمريكيين، كما أن الشهادة تُمنح فقط للكتب التي كتبها مؤلف واحد. ومع ذلك، تعتزم النقابة توسيع نطاق الشهادة مستقبلًا لتشمل الكتب التي يشارك في تأليفها عدة كُتّاب، وحتى الكُتّاب غير المنضمين إلى النقابة.
ولكي يتأهل الكتاب للحصول على هذه العلامة، يجب أن يكون المحتوى قد كُتب بالكامل تقريبًا من قبل مؤلف بشري، مع استثناءات طفيفة تقتصر على استخدام أدوات التدقيق الإملائي والنحوي التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
بين الشفافية والتكنولوجيا
وفي تعليقها على المبادرة، قالت المديرة التنفيذية لنقابة الكُتّاب ماري راسنبيرغر:
"هذه المبادرة لا تهدف إلى رفض التكنولوجيا، بل إلى تعزيز الشفافية، والاعتراف برغبة القُرّاء في التواصل مع النصوص المكتوبة بأسلوب إنساني، والاحتفاء بالعناصر الفريدة التي تضفيها العقول البشرية على السرد القصصي."
وأكدت أن الكُتّاب يمكنهم استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة في التدقيق اللغوي أو البحث، لكن الشهادة تضمن أن الجوهر الأدبي للنص، بما في ذلك الأسلوب والصوت الفريد لكل مؤلف، ينبع بالكامل من الفكر البشري.
مستقبل الكتابة في ظل الذكاء الاصطناعي
مع تزايد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، تبرز مخاوف بشأن تأثير هذه التقنيات على الأعمال الإبداعية، وخاصة الأدب والكتابة. إذ يواجه الكُتّاب تحديًا متزايدًا في إثبات أصالة أعمالهم في عالم بات يُغرقه المحتوى المُنشأ آليًا.
قد تكون شهادة "تأليف بشري" خطوة أولى في سبيل تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على الإبداع الأدبي، لكنها تطرح أيضًا أسئلة حول كيفية التحقق من مدى التزام المؤلفين بهذه المعايير، خاصة مع التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تجعل من الصعب التمييز بين النصوص البشرية وتلك المُولّدة آليًا.