ذكاء اصطناعي

طاقة تكفي لألف حضارة… وأمريكا أول من يطالب بها من باطن الأرض

طاقة تكفي لألف حضارة… وأمريكا أول من يطالب بها من باطن الأرض
فريق العمل
فريق العمل

3 د

يمثل الهيدروجين الطبيعي مصدرًا محتملاً للطاقة يكفي لحاجات البشر لمدة 170 ألف عام.

تتطلب عملية إنتاج الهيدروجين الطبيعية شروطًا خاصة مثل الصخور المناسبة والطاقة الحرارية.

بدأت دول كفرنسا وأستراليا في استغلال كميات كبيرة من الهيدروجين المخزن تحت الأرض.

يزداد الطلب العالمي على الهيدروجين لاستخدامه كطاقة نظيفة بديلة للوقود الأحفوري.

سيساعد فهم مواقع الخزانات الطبيعية على استثمار موارد مستدامة للطاقة النظيفة.

عندما نفكر في الطاقة، فإنها ببساطة تمثل أساس حياتنا اليومية وكيان كل شيء من حولنا. فهل تتخيل معي، عزيزي القارئ، امتلاك مصدر طاقة يكفي حاجات البشر لمدة 170 ألف عام؟ قد يبدو الأمر ضربًا من الخيال، لكنه بات قريبًا من الحقيقة. تجري حاليًا جهود كبيرة في الولايات المتحدة لاستخراج كميات هائلة من الطاقة الموجودة بشكل طبيعي تحت قشرة الأرض، وتحديدًا على هيئة خزانات هيدروجينية ضخمة مخزنة في باطنها.

في هذا السياق، يؤكد البروفيسور كريس بالنتين، أستاذ الجيوكيمياء في جامعة أكسفورد، في دراسته البحثية الحديثة، أن القشرة الأرضية تحتوي على العديد من خزانات الهيدروجين الطبيعية. وأوضح البروفيسور أن الأرض ظلت تنتج الهيدروجين داخل طبقاتها الجوفية لمئات الملايين من السنين. ولكن المعضلة الحالية تكمن في تحديد المواقع الدقيقة لهذه الخزانات، ومعرفة الكميات الممكن استخراجها بأمان وكفاءة اقتصادية عالية.

وفي هذه النقطة، لا بد من الإشارة إلى أن إنتاج الهيدروجين الطبيعي لا يحدث بشكل عشوائي، بل يتطلب شروطًا محددة أهمها توفير مصدر للماء وتوفر الصخور المناسبة وطاقة حرارية عالية ناتجة عن حركات الصفائح التكتونية. هذه الظروف تؤدي إلى تكوين وتخزين الهيدروجين "الأبيض"، وهو بخلاف الهيدروجين التقليدي "الرمادي" الذي يُنتج صناعيًا من مصادر الوقود الأحفوري، وينتج عنه كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري.

وهذا يأخذنا إلى جهود دولية بدأت فعليًا في استغلال هذه الثروة الطبيعية الجديدة. على سبيل المثال، حصلت فرنسا في أواخر عام 2023 على تراخيص لاستخراج الهيدروجين الطبيعي من مناطق مختلفة في أراضيها، منها منطقة موزيل التي تحوي 46 مليون طن من الهيدروجين الخام. وفي أستراليا، بدأت عمليات الحفر والاستخراج بشكل رسمي. وكما أوضحت الدراسات الأخيرة، فإن منطقة كانساس بالولايات المتحدة الأمريكية تعد من أبرز المواقع المحتملة لهذه الاحتياطيات الطبيعية، ما جعلها مركزًا هامًا للتركيز في الجهود الأمريكية لاستخراج الطاقة من الهيدروجين.

ومن اللافت أن الطلب العالمي على الهيدروجين يزداد بصورة سريعة، وذلك لأهميته البالغة في مجالات إنتاج المواد الكيميائية مثل الميثانول والأمونيا، التي تشكل المكونات الرئيسية للأسمدة الزراعية. كما أنه يمثل خيارًا مثاليًا للتحول العالمي إلى طاقة نظيفة، خاصة في مجال النقل واستبدال الوقود الأحفوري في محطات توليد الكهرباء.

ذو صلة

وبالتالي، فإن استغلال الهيدروجين الطبيعي والمتوفر بكميات ضخمة تحت سطح الأرض سيساهم بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية العالمية وتسريع عمليات الانتقال إلى مستقبل بيئي أفضل وأكثر استدامة. ومع انتشار السيارات الكهربائية والصناعات الصديقة للبيئة، يمكن اعتبار الهيدروجين الطبيعي الركيزة التي ستعزز هذه الثورة الخضراء بشكل كبير.

في نهاية المطاف، إن تحقيق فهم أعمق لأماكن وكيفية تكون هذه الاحتياطيات من الهيدروجين الطبيعي سيساعد البشرية على استثمار مورد هائل ومستدام يمكنه إمداد العالم بالطاقة لمئات الآلاف من السنين القادمة. ولكي نجعل المقال أكثر ترابطًا وسلاسة، يمكننا التركيز مستقبلًا على توضيح مزيد من التفاصيل حول التحديات الفنية في استخراج هذا الهيدروجين، أو إضافة لمحات تاريخية عن محاولات سابقة لاستخدام مصادر طاقة طبيعية مشابهة. فهذا من شأنه أن يعزز فهم القارئ ويجعله يشعر أنه أصبح جزءًا من هذه القضية العالمية المهمة.

ذو صلة