في أعماق الفضاء… كوكب عملاق أكبر من المشتري يُولد أمام أعين العلماء

3 د
شهد علماء الفلك ميلاد كوكب عملاق يفوق حجم المشتري.
رصد التلسكوب العملاق VLT الكوكب في سديم الجبار.
يتكون الكوكب من قرص دوار من الغاز والغبار حول نجم وليد.
يوفر الحدث فرصة لدراسة الظروف التي تساعد على ولادة الكواكب.
يسمح المقراب العظيم جداً بتجاوز حواجز الغاز والغبار للرؤية أوضح.
لأول مرة في التاريخ، شهد علماء الفلك حدثاً غير مسبوق، تمثل في رصد ميلاد كوكب عملاق قد يكون حجمه أكبر من كوكب المشتري نفسه! هذا الاكتشاف المذهل شهدته عيون التلسكوب العملاق "المقراب العظيم جداً" (VLT)، وهو أحد أقوى الأدوات الفلكية الموجودة حالياً على سطح الأرض.
الصورة الجديدة، التي كشف عنها المرصد مؤخراً، التُقطت في منطقة كثيفة بالنجوم تعرف بـ"سديم الجبار"، والذي يُعتبر من أبرز المناطق المعروفة بتكوين النجوم في مجرة درب التبانة. وتظهر الصورة نجماً وليداً في مرحلة تكوُّنه، محاطاً بقرص دوار من الغازات والغبار الفضائي. هذا القرص قد يكون مهد ولادة كوكب عملاق، مما يجعل هذه اللحظة فرصة نادرة لمشاهدة تكوين نظام كوكبي في مراحله الأولى.
وهذا الاكتشاف يُمثل أهمية قصوى لفهمنا للكون، لأن هذه السُحب الدوارة من الغاز والغبار تتعرض لقوى الجاذبية، مما يؤدي لاندماج المواد وتكثيفها مكونة نواة كوكبية صلبة. ويقارب هذا الحدث، الذي يظهره التلسكوب، السيناريو المحتمل لنشأة نظامنا الشمسي قبل مليارات السنين، حين كانت الكواكب ما زالت تتحسس طريقها نحو التكوين.
ويتيح هذا الحدث النادر للعلماء فرصة ثمينة لدراسة المكونات الأساسية والظروف التي تساعد على ولادة الكواكب. ويصف الباحثون هذا النوع من البيئات بالغ الخصوبة، ويأملون أن تساعد هذه الملاحظات على كشف أسرار العديد من الكواكب الخارجية التي تم اكتشافها مؤخراً في أنحاء مختلفة من الكون، خصوصاً تلك التي تحيط بالنجوم الشابة في سنواتها الأولى.
ومن الجدير بالذكر أن المقراب العظيم جداً، الموجود في تشيلي وتحديداً في مرصد بارانال، هو منشأة فلكية متطورة للغاية، تتمتع بأجهزة دقيقة تُمكنها من التقاط ملاحظات ذات جودة فائقة في نطاق الأشعة تحت الحمراء. وتكمن أهمية الرصد بالأشعة تحت الحمراء في تجاوز حواجز الغاز والغبار الكثيفة التي عادة ما تخفي النجوم الوليدة والأنظمة الكوكبية في مراحلها المبكرة عن مراصد الضوء المرئي.
في هذا الإطار، تولد الأسئلة المهمة التي تفتح أبواباً جديدة أمام الباحثين، فعلى الرغم من أن العلماء عثروا حتى اليوم على آلاف الكواكب الخارجية من خلال دراسات معمقة للنجوم الناضجة؛ إلا أن القليل جداً معروف لدينا حتى الآن عن المراحل الأولى من ولادة الكواكب. هذا الحدث يظهر بداية الطريق نحو فهم أعمق للكيفية التي تتكوّن بها الكواكب العملاقة في السنوات الأولى لنجومها.
بفضل مثل هذه الاكتشافات، يأمل العلماء بكشف المزيد عن العمليات التكوينية المبكرة التي تحدد هوية وحجم الكواكب المستقبلية. صحيح أن طبيعة هذا الكوكب العملاق المحتمل لا تزال غامضة، لكن المعلومات الأولية تُلمح لوجود عالم ضخم، قادر على أن يمنحنا مؤشرات حول الكواكب الأخرى الممكنة في الأنظمة الشمسية البعيدة.
وفي الختام، يمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في رؤيتنا لعملية تكون الكواكب، كما يُعزز من أهمية تلسكوب "المقراب العظيم جداً" (VLT) وقدرته الهائلة على دراسة أسرار الفضاء العميق. ولتعزيز القيمة اللغوية والمعرفية لمثل هذه التقارير مستقبلاً، يمكن اختيار بعض التعبيرات العلمية الدقيقة بتأنٍ، أو إضافة شرح مبسط يوضح للقارئ كيف تساعد تقنيات التصوير بالأشعة تحت الحمراء في الوصول لمثل هذه المشاهد الفلكية النادرة.