ذكاء اصطناعي

كائن أعماق غريب يُشبه مصاصي الدماء… وعيونه ترصدك في الظلام

فريق العمل
فريق العمل

3 د

ظهر كائن بحري نادر يُعرف باسم "الحبار مصاص الدماء" في عمق المحيط.

يُسمى علميًا "Vampyroteuthis infernalis" وتعني "الحبار مصاص الدماء القادم من الجحيم".

تم تصويره بواسطة مركبة بحرية غير مأهولة ROV في المناطق البحرية العميقة.

تساهم عيونه الكبيرة في رصد الإضاءات الحيوية الخافتة في العمق.

يتغذى على "الثلج البحري"، وهو أجزاء عضوية متحللة من السطح.

تخيّل أنك تبحر في أعماق مظلمة - بيئة بحرية سحيقة يغيب عنها ضوء الشمس، ثم فجأة يرصد عدسات الكاميرات كائنًا بحريًا غامضًا وكأنه من عالم آخر، عيناه الضخمتان تلمعان بشكل مخيف، وكأنه مخلوق من قصص الخيال العلمي أو الأفلام المرعبة، لكن الحقيقة هي أن هذا المخلوق ما هو إلا أحد الكائنات البحرية النادرة المعروفة باسم الحبار مصاص الدماء.

ظهر الكائن الغريب - المعروف علميًا باسم "Vampyroteuthis infernalis"، والذي يعني حرفيًا "الحبار مصاص الدماء القادم من الجحيم" - في فيديو التقطته مركبة بحرية غير مأهولة تُسمى اختصارًا ROV. ظهور هذه اللقطات المدهشة أثار دهشة وإعجاب خبراء علوم البحار العميقة، لأنها تكشف عن تفاصيل جديدة وغير اعتيادية في حياة أحد أندر وأغرب الكائنات البحرية.

والملفت في هذه اللقطات أن عيني الحبار العملاقتين ظهرتا بقطر يصل إلى حوالي 2.5 سم تقريبًا، ما يجعل هذه الأعين من بين الأكبر حجمًا بين كل الحيوانات البحرية نسبةً لحجمه، وتتميز هذه العيون بحساسيتها الفائقة التي تساعده على رصد الإضاءات الحيوية الخافتة، المعروفة بالبيولومينيسانس، التي تصدر عن بعض الكائنات الأخرى في المناطق البحرية المظلمة جدًا. وهذه المناطق هي التي نطلق عليها المناطق "الميزوبلاجية والبيثيبلاجية"، وهي طبقات عميقة جدًا تحت سطح المحيط، لا يخترقها ضوء الشمس مطلقًا.

وقد بدت أعين الحبار بلوني الأحمر أو الأزرق في الفيديو المصور بفضل الإضاءات الاصطناعية الناتجة عن كاميرات المركبة ROV، لكن العلماء يوضحون أن عيون هذا الحبار شفافة تمامًا، وهذه الألوان هي مجرد انعكاسات أعطت انطباعًا ساحرًا وغريبًا في الوقت نفسه.

وهذا يصل بنا إلى فهم طرق حياة هذا المخلوق الفريد؛ فبالرغم من اسمه المخيف، لا يرتبط الحبار مصاص الدماء في الواقع بالعادة الشهيرة لامتصاص الدم، وليس حتى مفترسًا كما قد يتصور بعضٌ منا، بل في الواقع هو حيوان يتغذى على ما يعرف بـ"الثلج البحري"، أي الجزيئات العضوية الدقيقة والأجسام النباتية والحيوانية المتحللة التي تهبط ببطء من مستويات البحار العليا إلى الأسفل. يبلغ طول هذا الكائن البحري نحو 30 سم عند قياس جسمه بشكل كامل، ما يجعله متوسطًا بالمقارنة مع باقي أنواع الحبارات.

صحيح أن شكلها وغرابة تكوينها تثير الرهبة، لكن هذه الحيوانات طوّرت طرقًا دفاعية خاصة بها؛ فعند التعرض للخطر مثلًا، تقوم بقلب أجسامها رأسًا على عقب من الداخل إلى الخارج جزئيًا لتخويف المهاجمين المحتملين وحماية نفسها.

ذو صلة

ومشاهدة هذا الحبار مصاص الدماء في هدوئه الطبيعي عبر كاميرات ROV هو أمر نادر وجميل، يضاف إلى سلسلة من الاكتشافات المصورة التي تمت مؤخرًا باستخدام التكنولوجيا المتطورة، ومنها تصوير الحبار العملاق في محيطات القارة القطبية الجنوبية، وكذلك لقطات مذهلة للأخطبوط العملاق في المحيط الهادئ. هذه الاكتشافات الجديدة لا تكتفي بكونها مذهلة بصريًا فحسب، بل توفر أيضًا معلوماتٍ ثمينة عن حياة الكائنات البحرية المتكيفة مع الحياة في أصعب وأكثر البيئات على كوكب الأرض.

وفي النهاية، تأخذنا هذه اللقطات في رحلة فاتنة لاستكشاف أعماق المحيطات، ومع أن غموض هذه الكائنات يبهرنا، إلا أنه من الممكن ربما تحسين طريقة وصفها بوضع مصطلحات أوضح وأقوى - كأن نستبدل تعبيرًا كـ"جميلة وغريبة" مثلاً بتعبيرات أكثر دقة مثل "ساحرة ومدهشة" حتى يشعر القارئ فعلًا أنه يغوص مع الباحثين في قلب هذه القصة الخفية تحت المياه العميقة. حضور مثل هذه الفيديوهات يذكرنا دائمًا كم لا تزال بحارنا تحفل بالأسرار وتنتظر من يكتشف عالمها الخفي.

ذو صلة