ذكاء اصطناعي

ليس هاتفًا ولا حاسوبًا… تسريبات عن جهاز جديد سيغيّر كل شيء

ليس هاتفًا ولا حاسوبًا… تسريبات عن جهاز جديد سيغيّر كل شيء
فريق العمل
فريق العمل

3 د

يتعاون جوني إيف وسام ألتمان لإطلاق جهاز ذكاء اصطناعي صغير ثوري.

يهدف الجهاز إلى تقليل الاعتماد على الشاشات وتعزيز التفاعل الطبيعي.

يستلهم المشروع من فيلم "هير" لتقديم رفيق شخصي ذكي للمستخدم.

تلقت مشاريع مشابهة سابقة إخفاقات بسبب التحديات التقنية والخصوصية.

يبقى الجانب الأمني والخصوصية مسألة هامة تواجه المشروع الجديد.

من منا لم يشاهد ويتمنى ولو للحظة، أن يمتلك مساعداً ذكياً كرفيق شخصي، يفهم احتياجاته دون الحاجة لشاشة هاتف أو حاسوب؟ يبدو أن هذه الأمنية قد تصبح واقعاً قريباً مع أحدث تسريبات التعاون بين شركة OpenAI الشهيرة ومصمم آيفون الأسطوري جوني إيف.

فوفقاً لتسريبات حديثة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، يعمل سام ألتمان المدير التنفيذي لشركة OpenAI بالمشاركة مع إيف، مصمم منتجات شركة آبل السابق، على إطلاق جهاز ذكاء اصطناعي صغير ورفيق للمستخدمين. المصدر كشف عن خطة طموحة تتمثل في توزيع حوالي 100 مليون وحدة من هذه الأجهزة المتطورة، والتي تعد بقفزة نوعية في طريقة تفاعلنا مع التقنية.

وهذا ينسجم مباشرة مع رؤية الاثنين للحد من الاعتماد المفرط على الشاشات التقليدية كالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. بدلاً من إضاعة الوقت في النظر للشاشة، سيكون الجهاز ذكياً كفاية لإدراك محيط المستخدم والتفاعل معه بأقل قدر ممكن من التدخل. فهو صغير الحجم بما يكفي ليتم وضعه في الجيب أو على المكتب دون أن يلفت النظر أو يشتت انتباه صاحبه، ليصبح بذلك ثالث أجهزة المستخدم الشخصية بعد حاسوبه وهاتفه الذكي.

ومن الواضح أن الفريق الجديد يستلهم بشكل واضح من الفيلم الشهير "هير"، والذي تم فيه تقديم جهاز ذكاء اصطناعي صغير يرافق البطل ويتفاعل مع محيطه بشكل طبيعي وسلس. لكن هل يتلافى المشروع الجديد العقبات التي واجهت محاولات مشابهة سابقة، مثل مشروع أجهزة "هيومان" (Humane AI Pin) الذي لقي إخفاقاً ملحوظاً رغم تمويله الجيد واشتماله على قادة سابقين في آبل؟

الشركة الناشئة "هيومان" حاولت سابقاً تقديم بديل عصري للهواتف الذكية، لكنها عانت من أخطاء برمجية مزعجة ومعلومات غير دقيقة، مما أدى في النهاية لفشل مشروعهم بشكل واضح. لكن مع سمعة OpenAI في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الفعالة مثل ChatGPT، فإن احتمالية النجاح تبدو أكبر بكثير هذه المرة.

ذو صلة

رغم كل هذا، يُطرح تساؤل هام حول الجانب الأمني والخصوصية، خصوصاً وأن أجهزة الذكاء الجديدة ستكون قادرة على مراقبة ما يحدث حول المستخدم وتقديم تجارب مخصصة تتماشى مع تفاصيل حياته الشخصية. كيف ستتعامل الشركة مع تحديات الخصوصية؟ هذا ما سيتضح تدريجياً عند الإعلان الرسمي للجهاز.

في نهاية المطاف، ورغم أن الفكرة تبدو واعدة ومبتكرة بلا شك، تظل تفاصيل التنفيذ والجودة الفعلية للأجهزة في عالم الواقع أمراً مفتوحاً للنقاش. ربما يكون من المفيد التركيز على تعزيز موثوقية عمل هذه الأجهزة، واختيار مرادفات أكثر قوة لجذب المستخدمين نحو تجربة خالية تماماً من الشاشات، وربط ذلك بشكل أفضل بين المنتجات اليومية والتقنيات المستقبلية التي ستغير أسلوب حياتنا وعملنا بشكل دائم. وحتى يكشف ألتمان وإيف عن الجهاز بصورة رسمية، يبقى لنا أن نتخيل ونتمنى تجربة تكنولوجية ساحرة ومريحة كتلك التي تعدنا بها أفلام السينما.

ذو صلة