ذكاء اصطناعي

نعم، يمكنك أن تصبح أكثر ذكاءً! العلماء يؤكدون: الدماغ البشري لا يتوقف عن النمو

نعم، يمكنك أن تصبح أكثر ذكاءً! العلماء يؤكدون: الدماغ البشري لا يتوقف عن النمو
فريق العمل
فريق العمل

3 د

يظل السؤال حول إمكانية تطور خلايا دماغية جديدة لدى البالغين محل جدل علمي.

قد يعني مفهوم "التخلق العصبي" مرونة الدماغ وتحسين العلاجات لأمراض عصبية.

أكدت بعض الدراسات إمكانية وجود خلايا دماغية جديدة باستخدام تقنيات متقدمة.

يشكك بعض العلماء في دقة الأدلة وضرورة زيادة البحث لفهم التجدد الدماغي.

هل تساءلت يوماً هل يمكن لعقلك كبالغ أن يطوّر خلايا دماغية جديدة ويضيفها إلى رصيده من الخلايا؟ طالما اعتقد العلماء أن الدماغ البشري يتوقف عن إنتاج خلايا عصبية جديدة بعد بلوغ سن الطفولة، وأن ما وُلدنا به هو كل ما نملكه. لكن على مدار العقود القليلة الماضية ظهرت دراسات عديدة بدأت تقلب هذه النظرية التقليدية رأساً على عقب، فاتحة المجال لجدل كبير بين علماء الأعصاب.

تدور المسألة بأكملها حول مفهوم يُعرف بـ"التخلق العصبي" أو Neurogenesis، ويعني ببساطة قدرة الدماغ على إنتاج وإضافة خلايا عصبية عبر سنوات العمر. لكن هنا تكمن المشكلة: أغلب الدلائل على وجود هذه الظاهرة جاءت من تجارب أجريت على الفئران وبعض الحيوانات الأخرى في المختبر، حيث تم استكشاف مناطق دماغية مثل "منطقة تحت البطين" والهيبوكامبوس المرتبط بتشكيل الذاكرة والتعلم. وبالرغم من وضوح هذه النتائج على الحيوانات، لا يزال العلماء في حيرة: هل تنطبق تلك النتائج بشكل مؤكد على دماغ الإنسان؟

هذا السؤال حاسم لعدة أسباب، لعل أبرزها ارتباط "التخلق العصبي" بمرونة الدماغ. فإذا تمكّن الإنسان من تكوين خلايا عصبية جديدة، فهذا يعني أن الدماغ يمتلك قدرة أكبر على التكيف والتجدد، مما يفتح الباب واسعاً أمام إيجاد علاجات فعالة لأمراض عصبية مثل ألزهايمر، أو إصابات الدماغ المختلفة. يقول العالم هونغجون سونغ، أستاذ علم الأعصاب في جامعة بنسلفانيا: "إن إثبات قدرة الدماغ على التخلق العصبي لدى البالغين سيكون بمثابة تحول جذري في فهمنا لعلاج المشكلات العصبية المختلفة".

وبالفعل، تمكن العلماء في بعض الحالات الاستثنائية من دراسة هذه الظاهرة عند البشر، مستخدمين طرقاً غير تقليدية. ففي دراسة شهيرة نُشرت عام 1998، قام باحثون باستخدام مواد كيميائية تتبّع خلايا السرطان في دماغ بعض المرضى، ثم اكتشفوا صدفةً وجود خلايا عصبية جديدة في منطقة الهيبوكامبوس لديهم. وفي دراسة لاحقة عام 2013، استعان العلماء بتقنية متقدمة تُعرَف بالكربون المشع، وهي طريقة حسّاسة تعتمد على التأريخ الكربوني الناتج عن اختبارات نووية قديمة، من أجل تحديد عمر خلايا الدماغ بدقة. وقد أظهرت هذه الطريقة إمكانية وجود خلايا عصبية جديدة حتى لدى كبار السن.

رغم هذه النتائج، ما يزال هناك الكثير من المشككين بصحة هذه الأدلة ومدى دقتها. ومن هؤلاء العلماء أرتورو ألفاريز-بويا، الذي يرى أن دلائل وجود التخلق العصبي لدى البالغين محدودة جداً أو غير مؤكدة. فهو يجادل بأن بعض العلامات الكيميائية التي تعتبر مؤشراً على إنتاج خلايا عصبية جديدة قد تظهر أيضاً في خلايا أخرى، ما يخلق نوعاً من الالتباس. كما ينتقد أسلوب استخدام تقنية الكربون المشع، كون النتائج قد تكون معرضة لتفسيرات متعددة.

ذو صلة

إذاً لا يزال هذا الجدل مفتوحاً بين المعسكرين: من يرى أن الإنسان فعلاً قادر على تكوين خلايا عصبية جديدة خلال حياته، ومن يشكك في ذلك بشدة. لكن كلا الجانبين يتفقان على أن حسم هذه القضية يمثل مفتاحاً مهماً لفهم عميق وتحسين إمكانية معالجة الأمراض العصبية وتطوير استراتيجيات أفضل للعلاج.

ما يوضحه هذا النقاش العلمي، بصرف النظر عن نتيجته النهائية، هو أهمية البحث العلمي المستمر والتجارب المتكررة بطرق مختلفة وأكثر دقة. ربما يحتاج هذا المجال إلى مزيد من الأبحاث البشرية الدقيقة، وتوافق مجتمعي على تطوير تقنيات جديدة تسمح بمراقبة هذه الظاهرة لدى الأحياء بطريقة آمنة وفعالة، للوصول إلى إجابات أكثر وضوحاً. في المحصلة، ما نحتاج إليه ربما هو تحديد أوضح للمصطلحات والعمليات المختلفة، وتكاتف الجهود العالية المستوى لتحقيق فهم أعمق حول قدرة الدماغ البشري على التجدد والتكيف على مدى الحياة.

ذو صلة