يبدو أن أمهاتنا كنّ على حق: المشروبات الغازية قد تسبب السرطان 😰

في نتيجة صادمة قد تغيّر نظرة الكثيرين إلى المشروبات الغازية، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة واشنطن عن وجود ارتباط قوي بين استهلاك المشروبات الغازية المحلاة يوميًا وزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم، خصوصًا لدى النساء.

وفقًا لما نقلته وكالة "يونايتد برس إنترناشونال" (UPI)، أشارت الدراسة إلى أن النساء اللواتي يتناولن مشروبًا غازيًا محلى واحدًا على الأقل يوميًا، يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان تجويف الفم (Oral Cavity Cancer – OCC) بمعدل يقارب خمسة أضعاف مقارنة بمن يشربن أقل من مشروب واحد في الشهر.

ويُعد سرطان الفم، الذي يصيب عادة الشفاه أو اللثة، أحد أنواع السرطان المؤلمة والخطيرة، حيث يمكنه الانتشار إلى الحلق في حال لم يُعالج. وتشير الإحصائيات إلى أن معدل البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات من الإصابة به لا يتجاوز 64.3%.

استند الباحثون في دراستهم إلى بيانات طويلة الأمد من دراسة الممرضات الصحية (Nurses’ Health Study)، التي تشمل أكثر من 162,000 شخص من العاملين في المجال الصحي. وقد تم تسجيل 124 حالة إصابة بسرطان الفم، وتم تحليل العلاقة بين استهلاك المشروبات الغازية المحلاة ومعدلات الإصابة.

النتائج كانت لافتة: الأفراد الذين يستهلكون مشروبًا غازيًا محلى أو أكثر يوميًا معرضون للإصابة بسرطان الفم بنسبة 4.87 ضعف مقارنة بمن يتناولونه أقل من مرة في الشهر. أما لدى غير المدخنين ومن لا يتناولون الكحول أو يفعلون ذلك بشكل طفيف، فكانت النسبة أعلى لتصل إلى 5.46 ضعف.

رغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة بين تناول المشروبات الغازية والإصابة بسرطان الفم، إلا أن الأرقام دفعت الباحثين إلى دق ناقوس الخطر. وقالت الدكتورة بريتني باربر، أستاذة مساعدة في جراحة الرأس والعنق بجامعة واشنطن، والتي قادت البحث، إن

وأضافت باربر أن المشروبات الغازية لم تكن موضع اهتمام كأحد العوامل المحتملة لسرطان الفم لدى غير المدخنين، خصوصًا بعد انخفاض معدلات الإصابة المرتبطة بالتدخين نتيجة حملات التوعية وقوانين مكافحة التبغ.

يقترح الباحثون أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات المضافة قد تسهم في الالتهابات المزمنة، ما قد يؤدي إلى تحفيز نمو الخلايا السرطانية. وتشير دراسات سابقة إلى وجود علاقة بين استهلاك المشروبات السكرية وأمراض اللثة، وهي حالة التهابية بدورها ترتبط بسرطان الفم.

في عام 2020 وحده، تم تسجيل أكثر من 355,000 حالة إصابة جديدة بسرطان الفم عالميًا، نتج عنها حوالي 177,000 حالة وفاة، ما يجعل نسبة الوفيات مرتفعة مقارنة بعدد الحالات، رغم أن هذا النوع لا يزال أقل شيوعًا من سرطان الثدي أو القولون.

حتى يتم إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذا الرابط المحتمل، ينصح الباحثون بالتقليل أو الامتناع عن تناول المشروبات الغازية المحلاة كإجراء احترازي. فقد يكون الامتناع عن السكر المضاف خطوة مهمة في الوقاية من أمراض خطيرة قد لا تظهر آثارها إلا بعد سنوات من الاستهلاك اليومي.