آيفون وصدمة الرسوم الجمركية: كيف سيتغير سعر هاتفك المفضل؟

3 د
تبلغ تكلفة إنتاج آيفون 16 برو حوالي 580 دولاراً أمريكياً.
فرض ترامب رسوم جمركية بنسبة 54٪ يؤثر على حسابات أبل.
من المتوقع أن يؤدي ارتفاع التكاليف إلى زيادة أسعار الآيفون في السوق.
إنتاج الآيفون في الولايات المتحدة ليس سهلاً بسبب ارتفاع تكاليف العمالة.
بدأت أبل بإجراءات نقل الأجهزة لتجنب تأثير الرسوم الأمريكية.
عندما نتحدث عن هواتف آيفون الشهيرة، فإن السؤال المعتاد بين محبي التقنية هو: كم يكلف حقًا صنع هاتف آيفون؟ تلك التكلفة التي نرى سعرها النهائي في الأسواق يبدو كبيرًا للغاية، لكن الصورة ليست بهذه البساطة. مؤخرًا، قدم تقرير حديث نشرته صحيفة وول ستريت جورنال معلومات واضحة للمرة الأولى عن الكلفة الفعلية لإنتاج هاتف "آيفون 16 برو"، وكيف يمكن أن تؤثر الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذه التكلفة.
كم يكلف آيفون حقًا؟
بحسب التقرير، فإن جهاز "آيفون 16 برو" بسعة تخزين 256 جيجابايت، تصل تكلفة أجزاءه (وليس كامل عملية الإنتاج والتسويق والتوزيع) حوالي 549.73 دولار أمريكي. وعند إضافة تكلفة عمليات الاختبار والتجميع النهائية، تصل التكلفة إلى حوالي 580 دولار أمريكي لكل جهاز. طبعًا، هذه الأرقام لا تتضمن نفقات عديدة أخرى، مثل الأبحاث والتطوير وتصميم البرمجيات، والتسويق، والتوزيع، ورواتب الموظفين، وغيرها من التكاليف الإضافية، وهو ما يعني بالتأكيد أن أبل تحقق هامش ربح معتبر رغم كل شيء.
كيف ستغير رسوم ترامب التعرفة حسابات أبل؟
بالطبع، القصة لا تنتهي هنا. بعد إعلان ترامب عن قرار فرض رسوم جمركية بنسبة 54٪، وهي رسوم مرتفعة جدًا سيتم تطبيقها على السلع المستوردة من الصين، ستتغير حسابات أبل بشكل كبير. لأن الشركة تجمع جميع أجهزة هواتف آيفون في الصين، فهذا يعني أن الرسوم ستُفرض على إجمالي تكلفة المكونات (580 دولار)، وليس على سعر بيع الهاتف في السوق (1099 دولارًا تقريبًا).
ومع هذه الرسوم الجديدة، سترتفع تكلفة صنع هاتف "آيفون 16 برو" الواحد من 580 دولار إلى حوالي 847 دولارًا، وهو مبلغ كبير للغاية سيؤثر بصورة واضحة على هامش ربح الشركة. ومع إضافة التكاليف الأخرى مثل التسويق والشحن والبحث والتطوير، يمكن اعتبار هذه الرسوم ضربة قاسية للموازنة المالية لشركة أبل.
هل سترتفع أسعار آيفون للمستهلكين؟
أبل، حتى هذه اللحظة، لم تعلق رسميًا حول كيف ستتعامل مع هذه الزيادة في التكاليف. لكن من وجهة نظر الخبراء، فإنه من المستبعد أن تدفع الشركة كامل هذه الرسوم الجمركية وحدها دون تحميل جزء منها على كاهل المستهلكين. بكل تأكيد سترتفع أسعار آيفون في الأسواق الأمريكية، ما يعني أن المستهلك العادي سيضطر لتحمل عبء إضافي عند شراء هواتف آيفون المستقبلية.
فكرة صناعة آيفون في أمريكا... هل هي واقعية؟
في هذا السياق، برزت بعض الأفكار لدى المستهلكين حول إمكانية نقل عملية إنتاج هواتف آيفون إلى داخل الولايات المتحدة لتجنب الرسوم الجمركية العالية، أو على الأقل تقليل تكلفتها الكبيرة. لكن الأمر ليس بهذه السهولة، وفقًا لمحلل تقنية الهواتف في شركة TechInsights واين لام، الذي قال:
"ليس من الواضح ما إذا كان بالإمكان تصنيع هاتف ذكي بسعر تنافسي في الولايات المتحدة"
ويضيف لام مثالاً واضحًا:
"تكلفة العامل للصناعة والتجميع في الصين حوالي 30 دولار لكل هاتف ذكي، بينما قد تصل نفس تكلفة تلك العمليات في الولايات المتحدة إلى 300 دولار أو أكثر".
إجراءات أبل "الطارئة"
ونقلًا عن صحيفة "تايمز أوف إنديا"، فإن أبل بدأت بالفعل بإجراءات استباقية لمواجهة الأزمة الجديدة. فقد قامت الشركة خلال الأسبوع الاخير من شهر مارس، بنقل كميات هائلة من الهواتف والأجهزة على متن خمس رحلات جوية ممتلئة من الصين والهند إلى الولايات المتحدة، من أجل تقليل التأثير السلبي من الرسوم الجمركية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ.
نصائح للمستهلكين: هل تشتري هاتفك الآن؟
ختامًا، يبقى السؤال الحقيقي للمستهلكين والمستخدمين في الأسواق، خاصة في الولايات المتحدة: هل هذا هو الوقت المناسب للشراء؟ كما نصح العديد من الخبراء والمحللين مؤخرًا، فإن من يخطط لشراء هاتف آيفون جديد في المستقبل القريب، عليه القيام بذلك في أسرع وقت ممكن قبل تطبيق الأسعار الجديدة المتوقعة.
تبقى الأيام القادمة كفيلة بأن نرى بوضوح كيف ستتعامل أبل مع هذه التحديات الجديدة، وكيف ستكون ردة فعل المستهلكين الذين سيواجهون تكلفة إضافية غير مسبوقة في تاريخ الشركة الأشهر في سوق الهواتف الذكية.