أثر من عالم منقرض: ذيل ديناصور محفوظ منذ 99 مليون سنة

3 د
تم اكتشاف ذيل ديناصور بريش وعظام وأنسجة محفوظة في شمال ميانمار.
أكد الفريق بقيادة ليدا شينغ أن الذيل يعود لديناصور وليس لطائر قديم.
توفر الحفرية تفاصيل ثلاثية الأبعاد نادرة لتركيب الريش الديناصوري القديم.
تعزز مثل هذه الاكتشافات فهم تطور الريش ودوره في حياة الديناصورات القديمة.
تخيل أنك تمسك بيديك قطعة من الصمغ المتحجر تعود إلى نحو 99 مليون عام، ثم تكتشف أنها تحتوي على ذيل ديناصور صغير، بريش وعظام وحتى أنسجة طرية محفوظة بشكل استثنائي وكامل التفاصيل، في مشهد يُشبه الأفلام الخيالية! هذا تحديداً ما حدث مؤخراً في شمال ميانمار، في اكتشاف يعد من أبرز الأحداث العلمية خلال السنوات الأخيرة.
القصة بدأت حين فحص الباحث ليدا شينغ من جامعة الصين لعلوم الأرض في بكين قطعة العنبر القادمة من ميانمار، ليتبين له سريعاً أن ما بداخلها ليس مجرد قطع نباتية عادية، بل بقايا ديناصور حقيقية بما فيها العظام، الريش الرقيق والجلد وحتى السوائل الداخلية، محفوظة بوضوح مذهل داخل الصمغ النباتي القديم.
ولتأكيد نوع صاحب الذيل، دخل فريق دولي متخصص إلى الصورة، وكانت النتيجة مفاجئة: الذيل لم يكن لطائر ما قبل التاريخ، بل لديناصور صغير. ويؤكد د. ريان ماكيلار من متحف ساسكاتشوان الملكي في كندا، ومن المشاركين في الدراسة، أن التركيب البنائي للذيل أزال كل الشكوك:
"كانت الفقرات العظمية واضحة جداً وغير ملتحمة كذيل الطيور المعروفة اليوم"
ولكن الملفت للنظر أكثر، أن بقايا السوائل داخل الذيل تشير إلى أن الديناصور ربما كان حياً حين التصق بالصمغ النباتي الملتصق بالشجرة، ولم يستطع الهرب من هذا الفخ الطبيعي، مما أدى في النهاية إلى نفوقه وتحوله إلى شاهد تاريخي يروي قصته بعد ملايين السنين.
هذا الاكتشاف، بالرغم من غرابته، ليس الأول من نوعه؛ حيث تم العثور سابقاً على ريش في قطع العنبر. إلا أن هذه هي المرة الأولى إطلاقاً التي يُحفظ بها ذيل ديناصور كاملاً بهذا الشكل ثلاثي الأبعاد. معظم الأحافير الريشية السابقة القادمة من عصر الدهر الوسيط "ميزوزويك" نراها عادة مسطحة داخل الصخور، وبالتالي تفقد الكثير من شكلها الأصلي والتفاصيل الخاصة ببنيتها.
ويُفسر الخبير بول باريت، من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، أهميّة هذه الحفرية قائلاً:
"ما يجعل هذه القطعة استثنائية أنها تظهر الترتيب الثلاثي الأبعاد للريش، وهو أمر لم نتمكن من رؤيته سابقاً. كما تؤكد الحفرية الجديدة تصورات العلماء حول ترتيب ظهور المكونات الدقيقة للريش عبر الزمن، مثل الأشواك المتفرعة والخطافات الصغيرة التي تساعد في تشكيل الريشة"
المكان الذي تم استخراج هذه القطعة النادرة منه يقع في ولاية كاتشين بشمال ميانمار، وهو مشهور منذ زمن بعيد بترسبات العنبر الغنية التي تُستخدم عادة في صناعة المجوهرات. إلا أن بعض القطع الثمينة التي تحتوي على أحافير علمية فريدة قد تتلف أثناء عملية التنقيب أو تُباع دون معرفة قيمتها الحقيقية، ما يجعل العلماء يخسرون معلومات ثمينة وهامة.
ومن هنا تأتي الحاجة الملحّة لأن يكون هناك تنسيق أفضل بين منقبي العنبر والعلماء الذين يبحثون عن هذه النفائس الأحفورية، مما قد يساعد في المستقبل القريب في الحفاظ على مثل هذه الاكتشافات الهامة وألا تضيع بين أيدي جامعي المجوهرات.
في النهاية، لا شك أن هذه الحفرية الاستثنائية تفتح أبواباً واسعة أمام العلماء، لفهم أفضل لطريقة تطور الريش لدى الديناصورات، وتمنحهم فرصة نادرة لدراسة الحياة القديمة عن قرب. وربما يكون من الجيد في المستقبل استخدام كلماتٍ أكثر غنى لتعزيز السرد، كاستبدال كلمة "مشهور" بـ "ذائع الصيت" مثلاً، أو إضافة عبارات تعزّز الترابط بين الأفكار، كي ينسدل على القارئ إحساس أشبه بما يروي له صديقه قصته المثيرة مع التاريخ.