أقراص 40TB من Seagate تصل السوق بصمت… لكنك لن تحصل عليه قريبًا!

في خطوة تُعدّ إنجازًا بارزًا في مسار تطوير حلول تخزين البيانات، أعلنت شركة Seagate الرائدة عالميًا في صناعة الأقراص الصلبة عن شحن أول دفعة محدودة من أقراصها الصلبة الجديدة بسعة 40 تيرابايت، وهي الأعلى حتى الآن في السوق، وذلك باستخدام تقنية التسجيل المغناطيسي الحراري المعزّز HAMR ضمن منصتها الجديدة Mozaic 4+.

هذا الإعلان، الذي جاء خلال مؤتمر الشركة الأخير للمستثمرين والمحللين، يُشير إلى مرحلة جديدة في سباق شركات التكنولوجيا لابتكار حلول تخزين تلبي احتياجات مراكز البيانات العملاقة وعالم الذكاء الاصطناعي المتنامي.

تعتمد الأقراص الجديدة على تقنية HAMR (Heat-Assisted Magnetic Recording)، وهي تكنولوجيا ثورية تتيح كتابة بيانات بكثافة أعلى بكثير من الطرق التقليدية. وتمكّنت Seagate من بلوغ حاجز 40 تيرابايت من خلال دمج عشرة أقراص داخل كل وحدة تخزين، بحيث يخزن كل منها 4 تيرابايت.

وصرّح الدكتور جون موريس، المدير التقني في Seagate، بأن الشركة "قامت بشحن عينات هندسية محدودة من هذه الأقراص إلى عملائها"، مضيفًا أن مرحلة الاختبارات التأهيلية ستبدأ خلال الربع المقبل وتستمر حتى عام 2026، استعدادًا لبدء الإنتاج التجاري على نطاق واسع.

رغم أن الأقراص الجديدة لن تُطرح للبيع العام في الوقت القريب، إلا أن Seagate تضع نصب عينيها هدفًا واضحًا: نقل جزء كبير من شحناتها المستقبلية إلى تقنية HAMR. ويعتمد مدى نجاح هذه الخطوة على قدرة مراكز البيانات على دمج هذه الأقراص الجديدة ضمن بنيتها التحتية، وتكييفها بما يتوافق مع متطلبات الأداء والكفاءة.

وأوضح المدير التنفيذي ديف موسلي أن استخدام عشرة أقراص لتحقيق 40 تيرابايت في وحدة واحدة "يعزز الكفاءة بشكل كبير في مراكز البيانات"، مشيرًا إلى أن الشركات تفكر بمنظور "أساطيل التخزين" لا الأجهزة الفردية.

وضعت Seagate خطة طموحة لزيادة السعة تدريجيًا، حيث تخطط لإطلاق أقراص بسعة 44 تيرابايت في عام 2027، و50 تيرابايت بحلول عام 2028. ومع أن الشركة كانت قد وعدت سابقًا بإطلاق أقراص 50 تيرابايت بحلول 2026، إلا أن التأخير يعكس التحديات المعقدة المرتبطة بتوسيع نطاق إنتاج تقنية HAMR.

فيما اختارت Seagate المضي قدمًا بتقنية HAMR، تعتمد شركات منافسة استراتيجيات مختلفة:

تُبرز هذه الاتجاهات اختلافًا واضحًا في تقييم كل شركة لجدوى الاستثمار في HAMR، وتُبيّن أن الطريق نحو التخزين الهائل لا يزال مليئًا بالتحديات التقنية واللوجستية.

رغم أن الأقراص الجديدة موجّهة بشكل أساسي لمراكز البيانات والمؤسسات الكبرى، وليس للمستهلكين الأفراد، فإنها تمثّل نقطة تحوّل في البنية التحتية الرقمية، خصوصًا في ظل التوسع الهائل في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.

وفي عالم يشهد سباقًا محمومًا على الطاقة الحاسوبية والتخزين، فإن Seagate تُراهن على أن تقنيتها ستكون الخيار المفضل للجيل القادم من مراكز البيانات، من خلال تقديم سعات تخزين غير مسبوقة مع تحسين الكفاءة والموثوقية.

مع شحن أول دفعة من أقراص HAMR بسعة 40 تيرابايت، تكون Seagate قد حققت تقدمًا تقنيًا واضحًا في سباق الشركات الكبرى نحو الأقراص العملاقة. لكن هذا النجاح المبدئي لا يعني أن المهمة قد اكتملت، إذ لا تزال الشركة بحاجة لتجاوز عقبات التبني التجاري واسع النطاق، وتحقيق تكامل ناجح مع أنظمة العملاء.

وفيما تراقب الشركات المنافسة هذا التطور بحذر، يبدو أن Seagate قد وضعت نفسها في صدارة السباق — على الأقل من حيث المبادرة — نحو عالم تتجاوز فيه سعة القرص الصلب حاجز 50 تيرابايت في السنوات القليلة المقبلة.