ذكاء اصطناعي

“Poxiao” ينطلق من الصين: أسرع قرص تخزين في العالم يفتح آفاقًا جديدة لذاكرة الفلاش

"Poxiao" ينطلق من الصين: أسرع قرص تخزين في العالم يفتح آفاقًا جديدة لذاكرة الفلاش
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

كشف فريق باحثين بجامعة فودان عن ذاكرة "Poxiao" الأسرع عالميًا لتخزين المعلومات.

تصل سرعة مسح وإعادة كتابة البيانات في الذاكرة الجديدة إلى 400 بيكو ثانية.

تخزين البيانات أسرع 100 ألف مرة مقارنة بتقنيات التخزين الحالية.

تواجه التقنية تحديات في الحجم والسعة، وتحتاج للتطوير للاستخدام العملي.

قد تسهم التقنية في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي بقدرات محسنة.

في خطوة قد تُغير وجه التكنولوجيا الحديثة، كشف فريق من الباحثين في جامعة فودان الصينية النقاب عن جهاز ذاكرة جديد أطلقوا عليه اسم "Poxiao"، أو "الفجر" بالعربية، والذي يعتبر حاليًا أسرع وسيلة تخزين معلومات في العالم على الإطلاق.


ما الجديد الذي يقدمه "Poxiao"؟

في البحث الذي نشر مؤخرًا في مجلة "نيتشر" العلمية المعروفة، أوضح الفريق أن هذه الذاكرة الجديدة بإمكانها مسح وإعادة كتابة البيانات بسرعة لا تُصدق تصل إلى 400 بيكو ثانية فقط. أي إذا أردنا تخيل ذلك بشكل بسيط، فالبيكوثانية الواحدة تساوي جزءاً واحداً من التريليون جزء في الثانية!

لنتخيل هذا الأمر بشكل أوضح، تخزين البيانات ومسحها على هذا الجهاز الجديد أصبح أسرع بنحو 100 ألف مرة مقارنة بأسرع تقنيات التخزين الموجودة حاليًا. نعم، أنت لم تقرأ الرقم بشكل خاطئ، بل مئة ألف مرة أسرع! هذا الإنجاز العلمي قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية في عالم التكنولوجيا والحوسبة، خصوصًا مع النمو المتسارع في عالم الذكاء الاصطناعي.


تحديات الحجم.. بين الإعجاب والتأمل

ولكن رغم أن سرعة هذا الجهاز تبدو أشبه بحلم علمي تحقق، فإن الجهاز الحالي ما زال صغيرًا جدًا، بحجم حبة أرز تقريبًا، كما أن سعته التخزينية لا تتجاوز بضعة كيلوبايتات فقط، وهي مساحة بالكاد تكفي لعرض نص هذا المقال.

ولعل السؤال الذي يتبادر للذهن الآن، هل يمكن للعلماء تطوير هذه التقنية لتصبح عملية وقابلة للاستخدام بفاعلية أكبر في المستقبل؟


ماذا يعني هذا الاختراق العلمي لمستقبل التكنولوجيا؟

قد تسأل نفسك، هل تستحق هذه التقنية كل هذه الضجة؟ الإجابة ببساطة، نعم! لأن الزيادة الهائلة في سرعة الذاكرة وتخزين المعلومات قد تسمح بتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة للغاية، تستطيع قراءة وكتابة البيانات بسرعات تقارب السرعة التي يفكر بها العقل البشري.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن قضية سرعة تخزين ونقل البيانات تعتبر تحديًا تقنيًا أساسيًا يواجه صناعة شرائح الدوائر المتكاملة منذ عقود طويلة. ويعد حجر العثرة التقني الرئيسي أمام الاستفادة الكاملة من قدرات تقنيات الحوسبة الحديثة، خاصة في المجالات المعتمدة بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي.


الهدف من هذه التقنية الفائقة السرعة

حسب ما نُشر من معلومات، كان الهدف الأساسي لفريق الباحثين في جامعة فودان هو تطوير أداء تقنيات الذاكرة "الفلاش" (Flash Memory)، حيث تتميز هذه التقنية السهلة الاستخدام بأنها لا تفقد بياناتها عند انقطاع التيار الكهربائي، ولكنها كانت تعاني من بعض المحدودية في السرعة مقارنة بالتقنيات الأخرى. وقد نجح العلماء أخيرًا من التخلص من هذه المشكلة وتحقيق سرعات خرافية، كانت تعتبر قليلة الاحتمال قبل هذا الابتكار.


خطوات نحو مستقبل أكثر تطورًا

ذو صلة

لا شك أن تقنية "Poxiao" أمامها طريق طويل حتى تصبح جزءًا من منتجات يتم استخدامها في الحياة اليومية. فعندما يتعلق الأمر بالقدرة التخزينية والحجم، ما زالت هناك تحديات كبيرة تحتاج للمعالجة. إلا أن هذا الابتكار يُمثل خطوة هائلة للأمام نحو تكنولوجيا متقدمة جدًا، قد تضع الصين في مقدمة سباق التقنية العالمي وتفتح أبوابًا واسعة أمام تطبيقات لا حصر لها في المستقبل القريب.

فهل تبدأ حقبة جديدة من تخزين البيانات بسرعة البرق؟ وحدها الأيام المقبلة ستكشف لنا إجابة هذا السؤال، إلا أن المؤشرات الحالية بلا شك تدعو للتفاؤل والترقب والحماس لما هو قادم.

ذو صلة