إنتل تكشف عن معالج Core Ultra 3 الجديد في خطوة جريئة لإعادة رسم مستقبل صناعة الرقائق

3 د
كشفت إنتل عن معالجها الجديد Core Ultra 3 بتقنية تصنيع 18A المتقدمة.
يُعتبر المعالج خطوة استراتيجية لمحاولة استعادة إنتل لموقعها الرائد في السوق.
يتم إنتاج المعالج في مصنع Fab 52 بأريزونا لتعزيز التصنيع المحلي في أمريكا.
المعالج الجديد يحقق أداءً أعلى بنسبة 50٪ مقارنةً بسابقه Lunar Lake.
تسعى إنتل لمنافسة أجهزة ماكبوك من آبل وشرائح كوالكوم في الكفاءة والطاقة.
في خطوة تعتبر اختباراً رئيسياً لقدرة شركة «إنتل» على استعادة مكانتها الرائدة في عالم صناعة المعالجات، أعلنت الشركة عن إطلاق سلسلة معالجاتها الجديدة Core Ultra 3 التي تحمل الاسم الرمزي Panther Lake. وتمثل هذه الشريحة أول منتج يعتمد على تقنية التصنيع المتقدمة 18A التي طورتها الشركة داخلياً على مدى سنوات.
ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس بالنسبة للشركة التي تحاول التعافي من تراجع حصتها في سوق الحواسيب أمام منافسين شرسين مثل AMD وApple وQualcomm.
وهذا يرتبط مباشرة برهان «إنتل» على التصنيع المحلي الأمريكي واستعادة ثقة السوق في تقنياتها.
المعالج الجديد تم إنتاجه لأول مرة في مصنع الشركة الحديث Fab 52 بولاية أريزونا، وهو ما يعزز التزام «إنتل» بتوسيع النشاط الصناعي داخل الولايات المتحدة، خاصة في ظل تشجيع الإدارة الأمريكية الحالية لعمليات «إعادة التصنيع المحلي» في قطاع أشباه الموصلات. وتقول الشركة إن تقنية 18A هي «الأكثر تقدماً في العالم» التي تم بحثها وتطويرها وبناؤها على الأراضي الأمريكية.
هذا التطور يعكس طموح «إنتل» كي تصبح لاعباً محورياً في سلسلة التوريد التكنولوجية الأمريكية، خصوصاً بعد الدعم الحكومي والاستثمارات الضخمة التي حصلت عليها مؤخراً.
الجيل الجديد من معالجات Core Ultra 3 يتوافر بثلاثة إصدارات رئيسية تضم ما بين 8 و16 نواة معالجة مركزية (CPU)، إضافة إلى رسوميات مدمجة من نوع Xe GPU تتراوح بين 4 و12 نواة. وتدعم الشرائح الجديدة ذاكرة تصل إلى 96 غيغابايت، كما يمكنها تنفيذ ما يصل إلى 180 تريليون عملية في الثانية (TOPS)، وهو مقياس متقدم لقدرات الذكاء الاصطناعي داخل المعالجات الحديثة.
ووفقاً لبيانات الشركة، يوفر الجيل الجديد أداءً متعدد المهام أعلى بنحو 50٪ مقارنة بالجيل السابق من معالجات Lunar Lake وArrow Lake، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 10٪ في الأداء الأحادي النواة وتحسن مماثل في أداء الرسوميات.
وهذا يمهد للمنافسة المباشرة مع أجهزة «ماكبوك» من «آبل» التي حددت معايير الأداء والكفاءة في السوق.
تعرف «إنتل» أن نجاحها لا يقاس فقط بقوة الأداء، بل أيضاً بمدى قدرتها على تحقيق توازن بين الأداء والطاقة في الحواسيب المحمولة. إذ أصبحت كفاءة استهلاك البطارية معياراً رئيسياً لدى المستخدمين، خصوصاً مع تفوق رقائق Apple Silicon وشرائح Snapdragon X من «كوالكوم» في هذا الجانب.
ولتأكيد قدراتها التقنية خارج سوق المستهلكين، كشفت الشركة أيضاً عن معالج جديد لمراكز البيانات يحمل اسم Xeon 6+، المبني هو الآخر على تقنية 18A. وتطمح «إنتل» من خلاله لإقناع عملاء جدد بالاعتماد على بنيتها التحتية لتصميم منتجاتهم الخاصة.
وهذا يعيد إلى الواجهة طموح الشركة للتحول إلى مصنع رقائق متكامل على غرار TSMC التايوانية.
رغم التحديات، تلقت «إنتل» دعماً كبيراً من مؤسسات حكومية وخاصة؛ إذ استحوذت الإدارة الأمريكية على حصة تقارب 10٪ من أسهمها، بينما اشترت Nvidia ما قيمته 5 مليارات دولار من أسهم الشركة في صفقة تهدف إلى تصنيع معالجات متقدمة لمراكز البيانات. كما ضخت مجموعة SoftBank استثماراً إضافياً بلغ ملياري دولار.
غير أن الطريق ما زال طويلاً أمام «إنتل» للعودة إلى الواجهة، فالشركة ما زالت متأخرة عن كل من «إنفيديا» و«إيه إم دي» في سباق الذكاء الاصطناعي، وهو القطاع الأكثر زخماً في عالم التكنولوجيا اليوم.
ختاماً، يبدو أن معالج Core Ultra 3 ليس مجرد منتج جديد، بل خطوة استراتيجية لإعادة بناء الثقة في الإمبراطورية الصناعية لـ«إنتل». نجاح هذه السلسلة سيحدد ما إذا كانت الشركة قادرة فعلاً على العودة إلى موقع الريادة، أم أن المنافسة الشرسة في صناعة الرقائق ستستمر في اختبار قدرتها على البقاء.