ذكاء اصطناعي

حاسوب بحجم القرص الطائر: كوالكوم تكشف عن أقوى Mini PC لم يُصنع بعد

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

كشفت كوالكوم عن حاسوب مصغّر بحجم قرص مدمج ينافس ماك ميني.

الجهاز مزوّد بشرائح Snapdragon X2 Elite ومعتمد على تقنية التبريد Frore AirJet.

تتميز الشريحة الجديدة بأداء يتفوق على أجهزة آبل الصغيرة المزودة بشريحة M4.

أكدت كوالكوم أن الجهاز نموذج مرجعي ولن يُطرح للبيع العام.

يدعو الإعلان كوالكوم للتفكير في دخول سوق الأجهزة الاستهلاكية مستقبلاً.

هل تخيّلت يوماً حاسوباً بحجم قرص المدمّج، لكنه قادر على منافسة أقوى أجهزة “ماك ميني” من آبل؟ في قمة “سنابدراغون 2025” التي أقيمت في هاواي، كشفت شركة كوالكوم عن نموذج مذهل لحاسوب مصغّر مزوّد بأحدث شرائحها Snapdragon X2 Elite، لكنه – للأسف – لن يُطرح في الأسواق، مما أثار استياء عشّاق التقنية الذين رأوا فيه ثورة حقيقية في عالم الحواسيب الصغيرة.

هذا الإعلان لم يكن مجرد عرض تقني عابر، بل تجسيد لفلسفة كوالكوم الجديدة في الجمع بين الكفاءة الفائقة والتصميم المدمج.

النموذج التجريبي الذي حمل اللون الأحمر الزاهي جاء بشكل دائري وبسُمك لا يتجاوز سمك الهاتف الذكي، مزوداً بمنافذ USB-C ومنفذ سماعات 3.5 ملم، إضافة إلى فتحة شريحة اتصال تتيح العمل بالإنترنت اللاسلكي. وقد اعتمد في تبريده على تقنية Frore AirJet الثورية، التي تتيح إدارة الحرارة دون الحاجة إلى مراوح تقليدية، ما يجعل الجهاز خاملاً تقريباً أثناء التشغيل.

وبحسب مؤشرات الأداء، فإن معالج Snapdragon X2 Elite يقدّم قفزة هائلة في السرعة مقارنة بالجيل السابق، حتى أنه يتفوّق على بعض أجهزة آبل الصغيرة المزودة بشريحة M4. وهذا يربط بين رؤية كوالكوم للجيل القادم من الحواسيب المكتبية وطموحها لمنافسة العملاق الأميركي في ميدانه الأهم: الأداء والكفاءة الحرارية.

الأمر لم يتوقف عند الحاسوب المصغّر. فقد استعرضت كوالكوم كذلك شريحة أخرى تحمل اسم Snapdragon X2 Elite Extreme، وهي نسخة أشدّ قوة بزيادة تفوق 40% في برامج مثل Adobe Lightroom وPremiere Pro، مع أداء أسرع بنسبة 28% في تحرير الصور عبر Photoshop حسب نتائج اختبار الأداء PugetBench. كما أظهرت اختبارات الألعاب والمعالجة الرسومية في منصة 3DMark Solar Bay معدلاً يصل إلى 90 إطاراً في الثانية، وهو رقم يُعد مبهراً لجهاز لا يحتوي على بطاقة رسوميات منفصلة.

ومن هنا يتضح أن الشركة لا تختبر فقط قدراتها الهندسية، بل ترسم تصوراً لما يمكن أن تكون عليه الحواسيب المستقبلية القائمة على معالجات ARM.

رغم الإعجاب الكبير الذي أبداه الصحفيون والخبراء الذين جرّبوا الجهاز عن قرب، أكدت كوالكوم أن تلك الأجهزة ما هي إلا نماذج مرجعية مخصصة لعرض إمكانات الشرائح الجديدة أمام المصنعين. أي أنها لن تُباع مباشرة للمستهلكين. وهو ما أثار موجة من الإحباط بين المهتمين الذين تمنّوا رؤية هذا التصميم الفريد على أرفف المتاجر.

وربما يذكّرنا ذلك بسياسة الشركة المعتادة التي تفضّل التعاون مع شركائها مثل HP وLenovo وSamsung ليقوموا بتصنيع الأجهزة النهائية. ومع ذلك، يرى كثيرون أن الوقت قد حان لتفكر كوالكوم في دخول سوق العتاد الاستهلاكي بنفسها.

ذو صلة

في ختام المعرض، بقي السؤال مطروحاً: هل يمكن أن نشهد يوماً دخول كوالكوم مجال تصنيع الحواسيب المكتبية والمحمولة بشكل مباشر؟ فبعد هذا العرض المبهر، يبدو أن الشركة تمتلك الطموح والقدرات التصميمية والهندسية للقيام بهذه الخطوة التي قد تهز هيمنة آبل على سوق الأجهزة الصغيرة عالية الأداء.

وحتى يحين ذلك، سيبقى “القرص الأحمر الصغير” الذي عُرض في هاواي رمزاً لحلمٍ مؤجل—حلم بحاسوب فائق القوة بحجم الكف، ينقل معنى “الذكاء المحمول” إلى مستوى جديد تماماً.

ذو صلة