بعد أرباح خيالية وصلت لأكثر من 66 مليار دولار… غوغل تمهّد لتحويل البحث الذكي إلى مساحة إعلانية

في خطوة كانت متوقعة لكن أثارت الكثير من الجدل، أعلنت غوغل يوم الأربعاء 21 مايو 2025، أنها بدأت اختبار عرض الإعلانات داخل "الوضع الذكي" (AI Mode)، وهي ميزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل محرك البحث الشهير.

وتتيح هذه الميزة للمستخدمين طرح أسئلة معقدة وتلقّي إجابات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، تتبعها اقتراحات متابعة وروابط لمواقع إلكترونية. الجديد هو أن الإعلانات ستُدرج الآن "عند الحاجة" أسفل الردود أو ضمنها مباشرة، بحسب بيان رسمي من غوغل.

أوضحت غوغل في منشور رسمي حصلت عليه TechCrunch:

غوغل، التي تعتمد على الإعلانات كمصدر رئيسي لإيراداتها، سجّلت 66.89 مليار دولار من العائدات الإعلانية في الربع الأول من 2025 فقط. ولذا، لم يكن مفاجئًا أن تجد الشركة طريقة لإدماج هذا المصدر المربح في مستقبل البحث الذي بات مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي.

لكن في المقابل، لا يبدو أن جميع المستخدمين يرحبون بهذه الخطوة. إذ أظهر استطلاع أجرته CivicScience أن 36% من البالغين في الولايات المتحدة يتشككون في استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلانات، ويبدون أقل استعدادًا للشراء من علامات تجارية تستخدمه.

وفقًا لغوغل، فإن المعلنين الذين يستخدمون حملات Performance Max أو Shopping أو Search باستخدام "المطابقة الواسعة" سيكونون مؤهلين لعرض إعلاناتهم داخل "الوضع الذكي". في المرحلة الحالية، ستظهر هذه الإعلانات لمستخدمي الولايات المتحدة فقط، على كل من أجهزة الكمبيوتر المكتبية والهواتف الذكية.

وفي تطوّر موازٍ، أعلنت غوغل عن توسيع نطاق الإعلانات داخل ميزة AI Overviews، وهي أداة تولّد ملخصات تلقائية للإجابات على استفسارات البحث. وابتداءً من هذا الشهر، ستظهر إعلانات البحث والتسوّق داخل هذه الميزة على أجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة، على أن تصل لاحقاً إلى دول محددة بالإنجليزية.

جميع الإعلانات ضمن هذه الميزات ستكون موسومة بوضوح على أنها "برعاية" (Sponsored)، وفقاً لما أعلنته الشركة.

في ظل هذا الاتجاه، تتجه شركات أخرى لتجربة الإعلانات داخل أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. محرك البحث Perplexity المدعوم بالذكاء الاصطناعي أطلق الإعلانات بالفعل منذ نوفمبر الماضي. أما مايكروسوفت، فقد اختبرت هذا المفهوم لفترة قصيرة داخل مساعد Copilot الخاص بها. وحتى OpenAI لم تستبعد لاحقاً إمكانية اللجوء إلى نموذج مدعوم بالإعلانات.

ومع أن غوغل تؤكد أنها تأخذ مخاوف الناشرين في الاعتبار أثناء تصميم تجارب البحث الجديدة، إلا أن كثيراً من الناشرين يرون في هذه الخطوات تهديداً محتملاً لمصدر دخلهم الأساسي، في ظل تحول المستخدمين إلى قراءة الإجابات المختصرة بدلاً من زيارة المواقع.

من الواضح أن غوغل تمضي قدماً في تحويل مستقبل البحث إلى تجربة تفاعلية ذكية ومدرّة للربح في آن واحد. لكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على ثقة المستخدمين، ودعم الناشرين، وتجنب تحويل تجربة البحث إلى سوق دعائية مزعجة تُقوّض الغاية الأساسية من الذكاء الاصطناعي: تقديم المعرفة بسرعة وموثوقية.