جيل الأذكياء: مراهقون يستثمرون بثقة في الأسواق بمساعدة ChatGPT

4 د
يدخل شباب الجيل Z الأسواق المالية بجرأة أكبر بفضل التكنولوجيا المتقدمة.
يحذر الخبراء من مخاطر الاستثمار السريع ويوصون بالتخطيط الجيد والصبر.
تتزايد ثقافة الاستثمار بين الطلاب، مما يجعلها نشاطاً شائعاً بينهم.
من كان يتوقع يومًا أن شبابًا في الـ14 والـ15 من عمرهم قد يصبحون خبراءً في أسواق المال والاستثمار؟ يبدو أن الجيل الجديد المعروف بالجيل Z لم يعد ينتظر التخرج من الجامعة أو حتى الحصول على أول وظيفة ليبدأ رحلته الاستثمارية، بل قرّر هؤلاء الشباب دخول سوق الأسهم ومجال العملات الرقمية مبكرًا للغاية، مستعينين في ذلك بأدوات ذكاء اصطناعي متقدمة مثل ChatGPT.
جيل الشباب يدخل عالم الاستثمار مبكرًا
وفقًا لاستطلاع حديث لشركة تشارلز شواب الأمريكية بعنوان "استطلاع الثراء المعاصر لعام 2024"، فإن متوسط عمر المستثمر من الجيل Z أصبح حوالي 19 عامًا فقط، مُقارنةً بـ 25 عامًا للجيل السابق من "الميلينيال" أو جيل الألفية، و32 عامًا للجيل X الذي سبقه.
ماذا يعني هذا؟ ببساطة، الشباب من الجيل الجديد يدخلون الأسواق المالية بوتيرة أسرع وأكثر جرأة من الأجيال السابقة، وذلك بفضل التقنية المتقدمة وتوفر المعلومات وسهولة الوصول إليها.
استثمارات مبكرة تحقق مكاسب مذهلة
خذ مثلًا الشاب الأمريكي ريان سوريل؛ هذا الفتى اليوم بعمر 15 سنة فقط، بدأ رحلته الاستثمارية وعمره لا يتجاوز الثماني سنوات عندما اشترى أول عملة بيتكوين. حاليًا، يعمل سوريل في مطعم ملحق بمركز للمسنين، ويحصل على مرتب شهري يبلغ حوالي 800 دولار، لكنه لا ينفق راتبه الشهري على الألعاب أو الملابس، بل يقوم بتوظيف هذه الأموال في البيتكوين وأسهم شركة MicroStrategy.
وبمساعدة تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، استطاع ريان تحويل مبلغ 6 آلاف دولار إلى أرباح حقيقية. بوضوح تام، يقول ريان: "تطبيقات الذكاء الاصطناعي تساعدني كثيرًا في تصور سيناريوهات مختلفة وما قد يحدث لأموالي بعد عشر سنوات مثلًا". هذه الطريقة غيّرت تمامًا نظرته للمال، فهو اليوم يفضل الاستثمار على إنفاق المال على أشياء استهلاكية عابرة.
تمكين المراهقين من التخطيط لمستقبلهم المالي
أما صوفيا كاستيبلانكو البالغة من العمر 18 عامًا وتدرس حاليًا في السنة الجامعية الأولى، فقد بدأت استثماراتها الخاصة في سن الرابعة عشرة باستخدام دخلها من قناتها على يوتيوب، التي كانت تعرض من خلالها مراجعات لألعاب الأطفال. انتقلت صوفيا من استثمار 300 دولار شهريًا إلى حوالي ثلاثة آلاف دولار شهريًا تُخصصها للاستثمار في شركات مثل أمازون وتسلا ونفيديا.
تعلق صوفيا بثقة تامة قائلةً: "أعتقد أن هذه فترة ممتازة لوضع الأموال في السوق". وتتمنى أيضًا أن يتم إدخال برامج مالية في مراحل الدراسة المبكرة، خصوصًا للفتيات، فهي ترى أن مثل هذه الخطوة قادرة على تمكينهن بصورة أفضل في المستقبل.
منتديات الإنترنت تشجع المراهقين على الاستثمار
بيرين مايرسون (22 عامًا الآن) بدأ رحلته مع الاستثمار عندما كان في سن الرابعة عشرة، وذلك بعد أن تعرف على منتديات مثل "WallStreetBets" في موقع ريديت. افتتح بيرين حسابًا استثماريًا تجريبيًا بمساعدة أبيه، وعندما بدأ يحصل على أجر من عملٍ بدوام جزئي في مطاعم "تاكو بل"، أدرك أنها فرصته للدخول إلى عالم الأسهم. اليوم، يدير بيرين مشروعًا خاصًا بريادة الأعمال ويفخر بتحقيق عائد ممتاز يُقدّر بـ51% على استثماراته الأصلية.
لكنه يحذر الآخرين من أبناء جيله من الاندفاع وراء سبل الربح السريع، ويصرّ على أهمية التخطيط والصبر في مجال الاستثمار.
الاستثمار يصبح ثقافة مدرسية جديدة
حتى طلاب الثانوية العامة مثل إيسايا جونز، الشاب البالغ من العمر 16 عامًا في فرجينيا، يخصص مدخوله من قص العشب لشراء العملات الرقمية وتداولها. بحسب إيسايا، فقد أصبح التداول والاستثمار نشاطًا شائعًا بين زملائه في المدرسة، ويقول:
"إنه لم يعد أمرًا غريبًا أو استثنائيًا كما كان في الماضي"
تحذيرات من المخاطر: إليكم نصائح الخبراء
رغم هذه القصص الناجحة والمشجعة، يوجه المختصون التحذيرات اللازمة؛ حيث يقول الخبير المالي برايان بيلسكي من بنك BMO الكندي:
"أعرف جيدًا أننا نعيش فترة نشاط كبير في أسواق الأسهم والعملات الرقمية، لكن يجب الحذر دائمًا من الدخول في استثمارات قائمة على المضاربات أو العملات المشكوك في مصداقيتها"
ويؤكد بيلسكي على ضرورة الاستثمار فيما نستخدمه ونفهمه جيدًا.
بالمحصلة، بين ابتكارات الذكاء الاصطناعي وسهولة وصول المراهقين للمعلومات المالية، يبدو واضحًا أننا نشهد بداية ظاهرة جديدة بارزة: هي موجة جيل شاب قرّر أن يتعلم بنفسه وأن يغامر مبكرًا في الأسواق المالية، مقدمًا درسًا هامًا في التفكير بالمستقبل وتحقيق الاستقلال المالي، بينما لا يزال معظم أقرانه يحاولون إتقان ركن سياراتهم الموازي للمرة الأولى!