ذكاء اصطناعي بلا ثمن… الإمارات تهدي سكانها اشتراك ChatGPT Plus

تخيل أن تستيقظ صباحاً وتجد أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي بين يديك، دون أن تدفع فلساً واحداً؛ هذا بالضبط هو ما سيحدث في الإمارات قريباً. أعلنت حكومة دولة الإمارات عن شراكة واسعة النطاق مع شركة OpenAI، ما سيمكن جميع سكان الدولة، من مواطنين ومقيمين، من استخدام خدمة ChatGPT Plus مجاناً، وهي عادةً خدمة مدفوعة تكلفتها العادية حوالي 20 دولاراً شهرياً.

في الواقع، توفر خدمة ChatGPT Plus عدداً كبيراً من الميزات المتقدمة التي تجعلها مفضلة لدى الكثير من خبراء التقنية وصناع المحتوى؛ فهي تمنح المستخدمين أسبقية الوصول لأحدث الأدوات والتحديثات، وتوفر حدود استخدام أعلى، ناهيك عن جودة استجابة أفضل وأكثر تطوراً. وبفضل هذه الاتفاقية الجديدة، ستكون دولة الإمارات هي الأولى عالمياً التي تطبّق هذا النموذج من الاشتراك المجاني واسع النطاق على كافة أراضيها.

ويرتبط توفير هذه الخدمة المجانية بمبادرة OpenAI المعروفة بـ "OpenAI for Countries"، والتي تهدف إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في دول العالم، ودعمها تقنياً وتكنولوجياً. وبطبيعة الحال، فإن اختيار الإمارات كإحدى أولى الدول المشارِكة في هذه المبادرة منطقي للغاية؛ فالإمارات تتمتع ببنية تحتية قوية وقدرة مالية هائلة، فضلاً عن اتجاه واضح لتعزيز مكانتها كدولة رائدة في مجالات التكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي.

ولن يكون هذا الاستثمار الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي مفيداً فقط لسكان الإمارات، بل سيمثّل نقطة جذب ضخمة للاستثمارات المتعلقة بالتقنية في المنطقة كلها. وبحسب الاتفاقية، ستعمل شركة OpenAI على تأسيس مركز بيانات محلي خاص بخدمات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذا المركز بحلول العام القادم، ما يعزز من سرعة الاستجابة ودقة الخدمة للمستخدمين.

ويمتد الأثر المتوقع لهذه المبادرة إلى ما يتجاوز حدود الإمارات وحدها؛ حيث يشير بعض الخبراء إلى إمكانية استفادة الدول المجاورة كذلك في المستقبل القريب من وجود مثل هذه المراكز الضخمة لخدمات الذكاء الاصطناعي. هذا يعني أن الإمارات لم تتخذ هذه الخطوة الذكية فقط من أجل سكانها بل أيضاً من أجل ترسيخ دورها كمركز إقليمي وعالمي للتكنولوجيا المتقدمة.

في نهاية المطاف، هذه الخطوة الجريئة التي اتخذتها الإمارات قد تشجع دولاً أخرى حول العالم لبناء شراكات مماثلة مع OpenAI وغيرها من الشركات التكنولوجية الرائدة؛ إذ تمثل هذه المبادرة القوية نقطة انطلاق نحو مستقبل يتحالف فيه الذكاء الاصطناعي مع الإنسان لتحسين الإنتاجية والإبداع وجودة الحياة.

ورغم أن توقيت إتاحة الخدمة للجميع ليس واضحاً تماماً حتى الآن، إلا أن الفوائد المتوقعة من هذه الشراكة الواعدة تبدو بديهية ولا تحتاج سوى الانتظار لبعض الوقت قبل أن يرى أهل الإمارات فوائد الاشتراك المميز لخدمات ChatGPT Plus بشكل مجاني.

لعل إضافة جملة أخيرة تربط الخبر بآفاق مستقبلية ممكنة، تؤكد على قوة الرؤية الإماراتية ومكانتها كمركز إشعاع تقني، قد تزيد انجذاب القارئ وتأثير المقال أكثر.