ذكاء اصطناعي

عبقرية شابة تكسر حاجز قرن من الزمن وتحسّن كفاءة التوربينات الهوائية

عبقرية شابة تكسر حاجز قرن من الزمن وتحسّن كفاءة التوربينات الهوائية
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

تمكنت ديفيا تياجي من حل معادلة رياضية مستعصية عمرها قرن.

أدى هذا الحل إلى تحسين كفاءة توربينات الرياح وإنتاج الطاقة النظيفة.

حصلت ديفيا على جائزة علمية مرموقة تقديرًا لأبحاثها الرائدة.

يعتبر حلها إنجازًا يعزز مصادر الطاقة المستدامة للأجيال القادمة.

إصرارها وشغفها يُلهم الجيل الشاب لإعادة إحياء الأفكار القديمة.

هل لك أن تتخيل أن طالبةً شابة تحقق إنجازًا علميًا بارزًا، يحل مشكلةً رياضية مستعصية ظلت تؤرق العلماء لأكثر من مائة عام؟ هذا بالضبط ما فعلته ديفيا تياجي، طالبة الدراسات العليا في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، حيث تمكنت من حل معادلة رياضية عجز العلماء عن فك أسرارها قرناً كاملاً، ما قد يُحدث ثورة كبيرة في تحسين كفاءة توربينات الرياح وإنتاج الطاقة النظيفة.

بدأت القصة مع عالم الديناميكا الهوائية البريطاني هيرمان غلاويرت، الذي وضع في بدايات القرن الماضي إطارًا رياضيًا لتصميم توربينات الرياح بشكل مثالي. ورغم أن نظريته كانت متقدمةً للغاية في ذلك الوقت، إلا أنها أغفلت جوانبَ مهمةً أدت لعدم اكتمال الصورة العلمية الدقيقة لكفاءة التوربينات. وهنا تأتي ديفيا تياجي لتعيد إحياء نظريته وتعمل على تطويرها باستخدام تقنيات رياضية متقدمة، مثل حساب التفاضل والتكامل للمتغيرات، ما مكّنها من إعادة صياغة المعادلة الأصلية وجعلها أكثر دقةً وفاعليةً.

هذا الإنجاز المتطور في مجال الطاقة المتجددة لاقى تقديرًا واسعًا في الأوساط العلمية، حتى أن جامعة بنسلفانيا منحت ديفيا جائزة "أنتوني إي. وولك" المرموقة تكريمًا لأعمالها البحثية الرائدة. فمن خلال تنقيحها وحلها الدقيق للمعادلة الهامة، توصلت ديفيا إلى طرق حسابية مبتكرة، قد تسهم في رفع أداء توربينات الرياح وتحسين إنتاج الطاقة النظيفة بشكل فعال.

لكن الوصول لهذه النتيجة الاستثنائية لم يكن سهلاً بالطبع. حيث أمضت ديفيا من 10 إلى 15 ساعة أسبوعيًا في العمل الجاد لفك شفرة تلك المعادلة المعقدة وتحدياتها الدقيقة. ورغم الصعوبات الرياضية، كانت ديفيا تُصر بشغف كبير على استكمال بحثها؛ إذ أدركت جيدًا أهمية ذلك الاكتشاف وأثره المحتمل على مستقبل قطاع الطاقة المستدامة عالميًا.

ما شجعها على اتخاذ تلك الخطوة الجريئة هي إشراف أستاذها سفين شميدتس، الذي لاحظ فجواتٍ في نظرية غلاويرت الأصلية، ودعا طلابه للعمل على إيجاد إجاباتٍ واضحة لتلك الإشكالات العلمية. لكن ما ميّز خريجة الهندسة الشابة هو إصرارها وعزيمتها الفريدة، التي دفعتها للوصول إلى الحل المنشود، وإبراز إمكاناتٍ هائلةٍ لم يعهدها خبراء الطاقة المتجددة من قبل.

والآن، لا يمكن تجاهل الأثر الكبير الذي قد تتركه هذه الأبحاث في الواقع العملي للطاقة النظيفة. فتخيل أن زيادةً في كفاءة توربينات الرياح بنحو 1% فقط، قد تكون كافية لتوفير الكهرباء اللازمة لحي سكني كامل. هذا يعني أن تطبيق أساليب تياجي الجديدة لمعالجة عوامل مثل إجهاد شفرات الدوران ومرونة هيكل التوربينات قد يكون له مردود بيئي هائل، مع الحفاظ على الموثوقية والإنتاجية المرتفعة.

تأتي أهمية هذا الإنجاز أيضًا من البناء على إرث عظيم خلّفه هيرمان غلاويرت، الذي تُعتبر نظرياته بمثابة اللبنات الأساسية للديناميكيات الهوائية حتى اليوم. إلا أن البحث المتواصل والتطور المستمر الذي حملته رؤية طالبة مجتهدة كديفيا، يُرينا بوضوحٍ كيف يمكن للعقول الشابة أن تعيد إحياء الأفكار القديمة لتصبح منطلقًا لتغيرات مستقبلية مدهشة.

ولا شك أن هذه الاكتشافات تفتح المجال لآفاق واعدة في صناعة توربينات الرياح الأكثر تطورًا وفاعلية للصناعات المستقبلية. لكن السؤال الحقيقي الذي ينبغي أن نطرحه هو: كيف سيكون تجاوب الشركات والمؤسسات في قطاع الطاقة مع هذه الابتكارات؟ إن الاستثمار بشكلٍ واعٍ في مثل هذه الحلول المبتكرة سيمثل عاملاً حاسمًا في تحقيق مستقبل أكثر استدامة للجميع.

ذو صلة

هكذا نجد أن الابتكار، حين يجتمع مع إصرار الشباب ووضوح الرؤية، يصبح محركاً فعالاً للتغيير الإيجابي وتعزيز مصادر الطاقة النظيفة. ولعل التحدي القادم يكون في الاستفادة من تلك الإنجازات العلمية بشكل جاد ومسؤول، ما يمهد لحلول أكثر كفاءة ومتانة في مواجهة التحديات البيئية العالمية، لضمان غد أفضل لأجيال قادمة.

ولتعزيز النص أكثر، يُمكن مثلاً القول "تطوير" عوضًا عن "تحسين" في مواضع محددة، أو إضافة جملة بسيطة تربط بين عمل ديفيا وبين احتياجات البشرية من الطاقة، لتقترب المقالة من لغة القارئ وروحه.

ذو صلة