ذكاء اصطناعي

نصب أثري يتحرك عبر الزمن ⏳: لغز علمي يحير الباحثين!

فريق العمل
فريق العمل

4 د

كشف الباحثون عن نصب حجري شبيه بستونهينج يتحرك تدريجياً منذ آلاف السنين، وهو أمر غير مسبوق في المواقع الأثرية المعروفة.

اقترح العلماء عدة تفسيرات لهذه الظاهرة، منها النشاط الجيولوجي، تآكل التربة والمياه الجوفية، أو تأثيرات مغناطيسية غير مكتشفة.

قد يغيّر هذا الاكتشاف فهمنا للهندسة المعمارية القديمة، ويشير إلى أن بعض الحضارات ربما كانت تمتلك معرفة أعمق بالتفاعلات البيئية.

يستخدم الباحثون تقنيات حديثة مثل LIDAR والتصوير بالأقمار الصناعية لكشف أسباب هذه الظاهرة، وقد يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم العديد من المواقع الأثرية حول العالم.

في ظاهرة تحيّر العلماء وعلماء الآثار، كشفت الدراسات الحديثة عن نصب حجري عملاق شبيه بستونهينج، يتحرك تدريجياً منذ آلاف السنين. على عكس المعالم الأثرية القديمة الأخرى التي تبقى راسخة في مكانها عبر العصور، فإن هذا النصب يبدو وكأنه يتغير موقعه ببطء، مما يثير تساؤلات حول العوامل التي تدفعه لهذا التحرك الغامض.


نصب حجري يتحدى التوقعات

يتكوّن هذا الموقع الأثري من أحجار ضخمة منتصبة، مشابهة لترتيب أحجار ستونهنج الشهيرة، لكنه يتميز بصفة غير مألوفة؛ فقد أظهرت التحليلات الحديثة باستخدام صور الأقمار الصناعية والدراسات الجيولوجية أن هذه الأحجار تحركت بمرور الزمن، الأمر الذي أكّد ما كانت تشير إليه الأساطير المحلية منذ قرون.

عادةً ما يُفترض أن الهياكل الحجرية الضخمة لا يمكن أن تتحرك نظراً لوزنها الهائل أو بسبب الدقة الهندسية في بنائها. ومع ذلك، فإن هذا النصب يكسر هذه القاعدة، إذ يبدو أنه خضع لتحولات تدريجية على مدار آلاف السنين، مما يدفع الباحثين لإعادة النظر في فهمهم لثبات المعالم الأثرية.


ما الأسباب المحتملة لهذا التحرك؟

طرح الباحثون عدة نظريات لمحاولة تفسير هذا اللغز الغريب، وكان من أبرزها:

  • النشاط الجيولوجي: قد يكون الموقع مقاماً فوق صدع جيولوجي يتحرك ببطء، أو في منطقة تتأثر بتغيرات في الطبقات الأرضية العميقة، مما يؤدي إلى زحزحة الأحجار بمرور الزمن.
  • تآكل التربة والمياه الجوفية: تشير بعض الفرضيات إلى أن تدفق المياه الجوفية أو الفيضانات الموسمية ربما تكون قد غيّرت تدريجياً من استقرار التربة، مما ساهم في إزاحة الأحجار بشكل طفيف على مدى القرون.
  • قوى كهرومغناطيسية غامضة: يذهب بعض الباحثين إلى طرح نظرية أكثر غرابة، وهي أن المعادن الموجودة في الأحجار قد تتفاعل مع الحقول المغناطيسية للأرض، مما يؤثر على موقعها بمرور الزمن.

مقارنة مع مواقع أثرية أخرى

رغم أن مواقع حجرية مثل ستونهينج في بريطانيا، وغوبكلي تبه في تركيا، وكارنَك في فرنسا قد صمدت في أماكنها لآلاف السنين دون تسجيل تحركات، فإن هذا النصب يُعدّ استثناءً فريداً، حيث لم يسبق أن تم توثيق تغيرات مماثلة في مواقع ميغاليثية أخرى.

إذا تبيّن أن هذه الحركة كانت نتيجة تصميم متعمد من قبل الحضارات القديمة، فقد يكون ذلك اكتشافاً ثورياً، يشير إلى أن المجتمعات القديمة ربما كانت تمتلك معرفة متقدمة بالظواهر الطبيعية واستخدمتها بطرق غير متوقعة في الهندسة المعمارية.


تداعيات الاكتشاف على علم الآثار

يمثل هذا الاكتشاف تحدياً كبيراً للتصورات التقليدية حول استقرار المعالم الأثرية. فإذا كان السبب وراء حركة هذا النصب طبيعياً، فقد يسلط ذلك الضوء على تأثيرات بيئية كانت غير معروفة سابقاً على الأبنية الحجرية القديمة.

أما إذا كان للبشر دور في هذه التغيرات، فقد يكون ذلك مؤشراً على أن الحضارات القديمة كانت أكثر تقدماً مما كان يُعتقد، وأنها ربما صممت هذه الهياكل لتتفاعل ديناميكياً مع البيئة المحيطة بها.

علاوة على ذلك، يطرح هذا الاكتشاف تساؤلات حول إمكانية أن تكون مواقع أثرية أخرى قد شهدت تغيّرات مماثلة لم يتم رصدها بعد. وهنا يأتي دور التكنولوجيا الحديثة مثل تقنيات LIDAR والتصوير بالأقمار الصناعية والرادارات المخترقة للأرض، والتي قد تساعد في الكشف عن أنماط جديدة للحركة في مواقع قديمة أخرى.


استكشاف اللغز: إلى أين ستقودنا الأبحاث؟

للوصول إلى تفسير دقيق لهذه الظاهرة، يعتمد الباحثون على أحدث وسائل التحليل العلمي، بما في ذلك:

  • التصوير ثلاثي الأبعاد والمراقبة عبر الأقمار الصناعية لمتابعة أي تحركات مستقبلية في الموقع.
  • الدراسات الجيولوجية لفحص العوامل الأرضية المؤثرة على استقرار الأحجار.
  • تحليل تركيبة المواد لمعرفة ما إذا كانت المعادن الموجودة في الأحجار تلعب دوراً في هذه التحركات.

إذا كشفت الأبحاث أن هناك تخطيطاً متعمداً وراء هذه الظاهرة، فقد يوفر ذلك رؤى غير مسبوقة حول كيفية تفاعل الحضارات القديمة مع الطبيعة، بأساليب تتجاوز ما كنا نظن أنه ممكن في العصور القديمة.


لغز يمتد عبر آلاف السنين

سواء كان السبب وراء هذه الحركة الظواهر الجيولوجية، أو التغيرات البيئية، أو حتى تقنيات هندسية مفقودة من العصور القديمة، فإن هذا الاكتشاف يطرح تساؤلات عميقة حول فهمنا للهندسة المعمارية القديمة.

ذو صلة

ومع استمرار الباحثين في تحليل هذا اللغز، قد يؤدي ما يكتشفونه إلى إعادة صياغة الطريقة التي ننظر بها إلى المعالم الأثرية القديمة وعلاقتها بالقوى الديناميكية للطبيعة.


ذو صلة