كوالكوم تعلن: 6G قادم… والذكاء الاصطناعي في قلبه

3 د
في قمة "سناب دراغون"، أكدت كوالكوم اقتراب الجيل السادس 6G وتجارب جادة بحلول 2028.
يرتبط 6G بالذكاء الاصطناعي لدعم نقل البيانات الضخم والسلس بين الأجهزة الذكية.
التحديات تشمل تصميم الشرائح الإلكترونية ووحدات المعالجة العصبية لمواكبة الطلب.
توقعت كوالكوم تأخر وصول أجهزة 6G للسوق حتى نهاية العقد الحالي.
الواقع يؤكد أن التقنية تتقدم أسرع من حاجاتنا المتوقعة لعام 2030.
في قمة “سناب دراغون” التي انعقدت في هاواي، حاولت شركة كوالكوم أن تبعث برسالة واضحة: لا تتعلقوا كثيرًا بالجيل الخامس (5G)، لأن الجيل السادس (6G) قادم. الرئيس التنفيذي للشركة، كريستيانو آمون، كشف أن النماذج الأولية للأجهزة الداعمة للتقنية الجديدة قد تظهر خلال ثلاث سنوات، على أن تبدأ التجارب الجادة قرابة عام 2028. وبينما لا يزال العالم يعتمد على شبكات 4G و5G، تعد كوالكوم بأن المستقبل سيجلب سرعات خارقة لدعم ثورة الذكاء الاصطناعي.
وهذا يربط بين إعلان كوالكوم اليوم ومحاولة تخيل شكل التكنولوجيا التي ستقود العقد المقبل.
6G والذكاء الاصطناعي: علاقة لا مفر منها
المثير أن الشركة ربطت بين مستقبل 6G وتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي. فمن المتوقع أن تولد الأجهزة القادمة كمًّا ضخمًا من البيانات التي تحتاج إلى نقل لحظي وسلس، وهو ما يمنح الجيل السادس بعدًا يتجاوز مجرد تصفح أسرع أو تحميل ملفات أكبر. كوالكوم ترى أن هواتفنا الذكية ستصبح مجرد “قوالب ساخنة” تتيح تمرير قدرات الذكاء الاصطناعي نحو نظارات الواقع المعزز والساعات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء.
وهذا يعكس كيف أن شبكات الاتصال لم تعد مجرد خدمة، بل قاعدة تشغيلية لباقي أدواتنا الذكية.
تحديات البنية التحتية والقوة الحاسوبية
حتى يتحقق وعد 6G، تحتاج الشركات إلى إعادة ابتكار تصميم الشرائح الإلكترونية، خصوصًا وحدات المعالجة العصبية (NPUs) وأنظمة الذاكرة. البطء في هذا المجال قد يؤدي إلى اختناق تقني، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التوليدي. شركات مثل إنفيديا وأوبن إيه آي تعلن عن استثمارات بمليارات الدولارات تتطلب طاقة كهربائية هائلة، تعادل في بعض التقديرات قدرة عشر محطات نووية، من أجل تلبية هذه الطموحات.
وهذا يربط بين التوجه العالمي إلى مضاعفة قدرات مراكز البيانات وبين الحاجة إلى شبكات اتصال تعكس هذه القفزة.
2030… الموعد الأكثر واقعية
رغم الحماس الواضح، تعترف كوالكوم أن أجهزة المستهلكين المتوافقة مع 6G قد لا تصل للأسواق قبل نهاية العقد الحالي. فحتى الآن لا أحد يعرف بالضبط ما سيكون “التطبيق القاتل” الذي سيدفع المستخدم العادي لتبني هذه التقنية. قد تكون نظارات الواقع الممتد، الخواتم الذكية، أو ربما شيء لم نتصوره بعد. وفي الوقت ذاته، يطغى الضجيج الدعائي حول الذكاء الاصطناعي على قدرات الأجهزة الحالية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل الاستخدامات العملية.
وهذا يكشف أن وعود 6G ليست مسألة تقنية فقط، بل رهينة بالتصورات الاجتماعية والحاجات اليومية للمستخدمين.
بينما تواصل شركات التكنولوجيا إسقاط تطلعاتها على العام 2028 وما بعده، يظل الواقع أكثر تعقيدًا. صحيح أن كوالكوم تتحدث بثقة عن سرعة خارقة واتصال سلس يفتح المجال أمام جيل جديد من الأجهزة الذكية، لكن الطريق ما زال مليئًا بعقبات الطاقة، البنية التحتية، وتوقعات الجمهور. في النهاية، قد يكون أهم درس هو أن التقنية تركض أسرع من حاجاتنا الفعلية، وأننا مع حلول 2030 ربما ننشغل بأسئلة أعمق من مجرد سرعة الإنترنت.