ذكاء اصطناعي

من التنظيف للطبطبة… الصين تختبر روبوتات ترعى كبار السن كالبشر بجاذبية وذكاء

من التنظيف للطبطبة… الصين تختبر روبوتات ترعى كبار السن كالبشر بجاذبية وذكاء
دعاء رمزي
دعاء رمزي

3 د

الصين تطلق تجارب لاستخدام الروبوتات لرعاية المسنين بسبب نقص الكفاءات البشرية.

تشمل مهام الروبوتات إعداد الطعام، التنظيف، والدعم النفسي للمسنين.

انتقاء شركات صينية لتصنيع 200 روبوت وتجربتها في 20 موقعًا بأنحاء الدولة.

ستتعامل الروبوتات مع الخرف والزهايمر وتوفّر محادثات شخصية للحد من العزلة.

الخطوة مشابهة لتجارب اليابان، وتُثير اهتمام المراقبين لنجاحها الاجتماعي والتقني.

مع استمرار ارتفاع نسبة كبار السن وعدم توفر عدد كافٍ من العاملين في مجال الرعاية المنزلية في الصين، بدأت البلاد تجربة مثيرة وغير مسبوقة في محاولة منها لمواجهة هذا التحدي الاجتماعي المهم. فقد قررت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية مؤخرًا إطلاق تجارب موسعة توظّف روبوتات ذكية متخصصة لرعاية المسنين، بإمكانها أداء مهام متعددة كإعداد الطعام، والتنظيف، وحتى توفير الدعم النفسي والعاطفي للمسنين.

في إعلان رسمي نُشر أخيرًا، أكدت الوزارة حرصها على إيجاد حلول تكنولوجية لتلبية الحاجات المتزايدة لكبار السن عبر توظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وتأتي هذه الخطوة كمحاولة لمواجهة نقص الكفاءات في قطاع الرعاية الاجتماعية، حيث ستختار الوزارة شركات صينية ذات خبرة مثبتة ورصيد حسن في مجال رعاية المسنين، على أن تكون هذه الشركات قادرة على إنتاج ما لا يقل عن مئتي روبوت ذكي وتجربتها في عشرين موقعًا مختلفًا بأنحاء الدولة.

ولا تقف مهام هذه الروبوتات عند الدعم الأساسي فقط، حيث حددت الوزارة مجموعة واسعة من السيناريوهات التي يُتوقع من هذه الأجهزة إتقانها. من بينها مساعدات يومية مثل تحضير الوجبات والقيام بالواجبات المنزلية الاعتيادية كالتنظيف، ومساعدة الأشخاص عند التجوال خارج المنازل والتنقل في مناطق متنوعة دون التعرض لخطر السقوط أو الإصابة. كما تشمل المهام رفع كبار السن أو مساعدتهم خلال استخدام دورة المياه، بالإضافة إلى الروبوتات التي توفر دعمًا مباشرًا لتناول الطعام للأشخاص الذين لا يستطيعون الأكل بمفردهم.

ومع تصاعد القلق بشأن صحة العقل لكبار السن، طلبت الوزارة أيضًا إدماج خواص طبية في الروبوتات تساعد في اكتشاف العلامات المبكرة للخرف والزهايمر، فضلاً عن تزويدها بقدرات منع التجول العشوائي لتجنب المخاطر التي تنجم عن ذلك. ولم تتوقف الوزارة هنا، إذ وضعت سيناريوهات توفر الجانب النفسي أيضًا، مثل روبوتات الدردشة الذكية التي يمكنها إجراء محادثات شخصية بلغات ولهجات صينية متعددة، وقراءة الكتب أو الصحف وحتى إجراء مكالمات الفيديو بهدف الحد من الشعور بالوحدة والانعزال. وفاجأت الوزارة الجميع حين أشارت إلى إمكانية تصميم روبوتات قادرة على تقديم رفقة مشابهة لرفقة الحيوانات الأليفة.

ذو صلة

وتجدر الإشارة إلى أن الفكرة ليست حصرية بالصين؛ فقد سبق لدول أخرى خاصة اليابان، المعروفة بنسبة مسنين مرتفعة فيها، أن اختبرت تجارب مشابهة معتمدة الروبوتات لمواجهة نقص الكوادر البشرية في قطاع رعاية المسنين. وحتى داخل الصين نفسها، كانت مسألة استخدام الروبوتات لرعاية المسنين قد تم تناولها منذ مدة، حيث سبق لرائد الأعمال الشهير إيلون ماسك أن اقترح شيئًا مشابهًا في مقال نشره عام 2022 في إحدى المجلات الرسمية التابعة لإدارة الفضاء الإلكتروني الصينية.

وفي النهاية، يتطلع المراقبون بحذر واهتمام إلى نتائج هذه الخطوة، إذ يمكن أن تكون خطوة فعّالة ومفيدة اجتماعيًا وتقنيًا إذا ثبت نجاحها ميدانيًا خلال العامين المقبلين. وربما من المفيد، في مقالات تالية، التركيز بشكل أكبر على ردود فعل المواطنين الصينيين أنفسهم، وتقييمهم لهذه الروبوتات الواعدة من الناحية العملية والعاطفية، كي نضيف مزيدًا من العمق والتفاعل إلى سياق الموضوع، ونلامس بدقة آمال وتحديات حياتهم اليومية.

ذو صلة