الذكاء الاصطناعي مجددًا.. كيف استُخدمت وريثة العرش الإسباني كطُعم؟
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FEnglish-TemplatesDriss-Jabar-2025-01-21T124602.875.png&w=3840&q=75)
3 د
محتالون يستخدمون اسم الأميرة الإسبانية ليونور لإقامة حسابات مزيفة على وسائل التواصل.
وعود بجوائز مالية ضخمة تستدرج الضحايا لدفع رسوم متزايدة.
استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت الأميرة وتعزيز مصداقية الخدعة.
الأميرة الحقيقية بعيدة عن الأحداث، في رحلة تدريبية مع البحرية الإسبانية.
في حادثة تسلط الضوء على الجانب المظلم للذكاء الاصطناعي، استغل محتالون اسم وصورة وريثة العرش الإسباني، الأميرة ليونور، البالغة من العمر 19 عامًا، لإقامة شبكة من الحسابات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما على منصة TikTok، وفق ما نشره تقرير لقناة العربية، ورغم أن الأميرة الحقيقية لا تملك أي حسابات رسمية على المنصات الرقمية، إلا أن هذه الحسابات المزيفة تمكنت من خداع مئات الآلاف من المتابعين، خاصة في أمريكا اللاتينية.
وعود بجوائز مالية كبيرة تنتهي بخسائر مالية
اعتمد المحتالون على تقديم وعود بجوائز مالية ضخمة في مقابل تبرعات صغيرة لمساعدة المحتاجين. كان الأسلوب بسيطًا لكنه فعال؛ إذ يدّعون أن التبرعات ستمنح المساهمين فرصة للفوز بجوائز مالية تفوق أضعاف ما دفعوه. لكن ما كان ينتظر الضحايا هو مطالب متزايدة بدفع رسوم إدارية أو ضرائب أو حتى تكاليف قانونية، مما أغرق الضحايا في خسائر مالية.
على سبيل المثال، كانت هناك امرأة غواتيمالية تدعى خوانا كوبو، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 39 عامًا. تحدثت كوبو عن تجربتها لصحيفة "إل بايس" الإسبانية، حيث ذكرت أنها دفعت ما مجموعه 800 دولار، بعضها اقترضته، بعدما تم إيهامها بأنها فازت بجائزة قدرها 100,000 دولار. لكن الطلبات المالية لم تتوقف، ما جعلها تدرك أنها وقعت ضحية لعملية احتيال.
استخدام التكنولوجيا لتعزيز الخداع
المثير في القضية هو كيف تمكن المحتالون من استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت الأميرة ليونور الحقيقي، مما زاد من مصداقية الخدعة لدى الضحايا. حتى أن هناك من تواصل مع ضحايا مستخدمًا شخصيات وهمية مثل "محامٍ" أو "سكرتيرة" للأميرة، ليؤكدوا لهم أن أموالهم ستصل قريبًا بمجرد دفع رسوم إضافية.
ضحايا من مختلف الجنسيات
لم تقتصر عمليات الاحتيال على الغواتيماليين فحسب؛ بل طالت أفرادًا من جنسيات مختلفة. إحدى الضحايا كانت امرأة فرنسية تبلغ من العمر 53 عامًا، تعرفت على محتال زعم أنه الممثل الأمريكي براد بيت، وأقام معها علاقة افتراضية انتهت بسرقة 830 ألف يورو منها.
الحذر أنقذ البعض
على الجانب الآخر، كان هناك من أدرك عملية الاحتيال قبل وقوعها، مثل شاب إسباني يُدعى كارلوس أغيلار. عندما تلقى مكالمة تطلب منه دفع رسوم لتحصيل "منحة" بقيمة 100,000 دولار، شكك في العملية عندما طُلب منه تحويل المبلغ إلى حساب في جمهورية الدومينيكان.
الأميرة الحقيقية بعيدة عن العالم الرقمي
تتزامن هذه الأحداث مع انطلاق الأميرة الحقيقية في رحلة تدريبية مع البحرية الإسبانية، تستمر لستة أشهر على متن سفينة شراعية. ومن المثير للسخرية أن الرحلة تشمل زيارة إلى جمهورية الدومينيكان، حيث كان يتم توجيه الأموال المسروقة.
ختامًا، تظهر هذه الحادثة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح أداة قوية في أيدي المحتالين إذا لم يتم استخدامه بحذر. كما تسلط الضوء على الحاجة الملحة لزيادة التوعية حول مخاطر الاحتيال الرقمي. يظل الحذر والوعي هما السبيل الأمثل لتجنب الوقوع في مثل هذه المصائد الرقمية.