وجوه مألوفة… لكن مزيفة؟ يوتيوب يعزّز دفاعاته بتقنية “كشف الشبه” لحماية كبار المؤثرين

3 د
تختبر يوتيوب تقنية جديدة للكشف عن محتوى الذكاء الاصطناعي الذي يحاكي المشاهير.
تعاونت يوتيوب مع وكالة Creative Artists Agency لمواجهة الفيديوهات المصنوعة بالذكاء الاصطناعي.
أعلنت يوتيوب دعمها لمشروع قانون "NO FAKES ACT" لمكافحة المحتوى المفبرك.
تعمل التقنية الجديدة تلقائيًا لرصد التقليد واختارت يوتيوب نجومًا للمشاركة في التجارب الأولية.
تركز يوتيوب على حماية المستخدمين مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الابتكار.
بدأت منصة يوتيوب هذا الأسبوع مرحلة جديدة وطموحة من اختبار تقنيتها الجديدة للكشف عن المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي، تحديدًا المحتوى الذي يحاكي وجوه أو أصوات مشاهير الإنترنت والفنانين والمؤثرين. وتأتي هذه الخطوة كجزء من جهود المنصة لمواجهة التحديات التي فرضتها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تمكّن البعض من إنتاج فيديوهات تبدو واقعية للغاية، لدرجة يصعب معها التمييز بينها وبين الواقع.
تقنية لرصد "شبيهات المشاهير" الافتراضية
ربما سمعتم مؤخرًا عن انتشار مقاطع مفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يثير مخاوف كبيرة حول مصداقية المحتوى على منصات التواصل والمنصات الرقمية بشكل عام. ولهذا السبب، أطلقت يوتيوب مشروعًا تجريبيًا بالتعاون مع وكالة المواهب العالمية Creative Artists Agency، يهدف للكشف عن الفيديوهات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمحاكاة وجوه أو أصوات المشاهير.
وتعتمد هذه التقنية الجديدة بشكل أساسي على نظام مشابه لتقنية معرف المحتوى Content ID الذي تستخدمه يوتيوب لرصد مقاطع الحقوق المحمية. التقنية تعمل بشكل آلي، حيث تفحص الفيديوهات التي يتم تحميلها إلى الموقع، للكشف تلقائيًا عن عمليات التقليد التي تتم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ثم التواصل مع المبدعين المعنيين لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
أبرز النجوم والمؤثرين يشاركون في المرحلة التجريبية
في خطوة جريئة ولافتة، كشفت يوتيوب عن أسماء عدد من أبرز المبدعين الذين انضموا للبرنامج التجريبي الجديد. تضم هذه الأسماء اللامعة في عالم المحتوى الرقمي يوتيوبرز عالميين مثل مستر بيست (MrBeast)، مارك روبر (Mark Rober)، الدكتور مايك (Doctor Mike)، ماركيس براونلي وغيرهم. هؤلاء النجوم، المعروفون بالمصداقية والمتابعة الضخمة، سيعملون مع المنصة للمساعدة في تقييم وتحسين أداء التقنية في تحديد المحتوى المزيف.
قانون "NO FAKES ACT" يحظى بدعم يوتيوب
تزامنًا مع تلك الخطوة، أعلنت يوتيوب دعمها العلني والتام لمشروع القانون المطروح بـاسم "NO FAKES ACT"، وهو قانون أمريكي يهدف للحد من انتشار المحتوى المفبرك باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأكدت يوتيوب أنها تعاونت بالفعل في صياغة هذا المشروع مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي وجهات أخرى مثل رابطة صناعة التسجيلات وجمعية الصور المتحركة.
يركز هذا القانون المقترح على إعطاء المستخدم الحق في إخطار المنصات الرقمية عند اكتشاف محتوى يستخدم صورته أو صوته دون إذنه أو بطريقة مضللة. وترى يوتيوب في ذلك الحل الأفضل، لأنه يسمح بإجراء تقييم للمحتوى بوضوح، وفصل المحتوى المشروع المرخص عن المحتوى المزيف أو الضار.
إجراءات مستمرة لحماية المستخدمين من المحتوى المزيف
تؤكد يوتيوب أن إطلاق هذه التقنية لا يعني أنها ضد استخدام الذكاء الاصطناعي تمامًا، بل إنها تدرك جيدًا الإمكانيات التي تتيحها هذه التكنولوجيا في خدمة الإبداع والابتكار. ولكنها تقول بشكل واضح إنه ينبغي أن يكون هناك حماية أكبر للمستخدمين، خصوصًا من خلال توفير أدوات تساهم في التحكم بالكشف عن الطريقة التي يستخدم بها الذكاء الاصطناعي ومحاولات التلاعب بالصور والفيديوهات.
المرحلة الاختبارية الحالية هي مرحلة البداية فقط، إضافة إلى كونها بوابة لتوسيع البرنامج ليشمل المزيد من نجوم يوتيوب في الأشهر القادمة. لم تحدد يوتيوب بعد متى سيتم إطلاق التقنية للجمهور بشكل كامل ورسمي، لكنها تعد باستمرار الاختبارات لتحسين الأداء والاستجابة مع المشاهير والمؤثرين المشاركين.
ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الجهود بالفعل في كبح انتشار الفيديوهات المزيفة، والحفاظ على مصداقية المنصات الرقمية مع تزايد تطور أدوات الذكاء الاصطناعي؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن ذلك، لكن المؤكد الآن هو أن إجراءات يوتيوب الجديدة هي خطوة حاسمة ومهمة في الطريق الصحيح.