ذكاء اصطناعي

“وُلد لهذا العصر”: السيرة التي تكشف سرّ عبقريّة سام ألتمان

"وُلد لهذا العصر": السيرة التي تكشف سرّ عبقريّة سام ألتمان
فريق العمل
فريق العمل

4 د

يرصد كتاب هيغي رحلة ألتمان من الطفولة إلى قمة الذكاء الاصطناعي عبر سرد سردي وتحليلي موسّع.

تبرز السيرة تركيبة OpenAI الإدارية كمصدر قلق متكرر للمستثمرين.

قدرة ألتمان على إبرام صفقات ضخمة جعلته فاعلًا محوريًا حتى في عهد ترامب رغم تناقض التوجهات السياسية.

شكّلت تجارب ألتمان الشخصية والعائلية رؤيته الأخلاقية المتفائلة تجاه الذكاء الاصطناعي والمجتمع.

.

في كتابها الجديد "المتفائل: سام ألتمان، أوبن إيه آي، وسباق اختراع المستقبل"، تبحر الصحفية كيتش هيغي من صحيفة وول ستريت جورنال في سيرة أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في عالم الذكاء الاصطناعي اليوم، وهو سام ألتمان، الرئيس التنفيذي والمؤسِّس الشريك لشركة OpenAI. من طفولته في الغرب الأوسط الأمريكي إلى مشاريعه الريادية في Loopt وY Combinator، وصولاً إلى صدارة مشهد الذكاء الاصطناعي، تسلط هيغي الضوء على التوترات والقرارات التي شكلت هذا الرجل والمرحلة التي يمثلها.


صعود مبكر وشخصية استثنائية

بدأ ألتمان مسيرته التقنية في سن مبكرة، حيث أسس أول شركة ناشئة له وهو في التاسعة عشرة من عمره. كانت تلك الانطلاقة دليلاً على موهبة نادرة في جمع التمويل وسرد الرؤى، وهي صفات تقول هيغي إنها أهلته ليكون على رأس أكثر شركات الذكاء الاصطناعي نفوذاً. وتصفه بأنه "موهبة فريدة في سرد القصص والإقناع"، حيث يجيد إشراك المستثمرين في رؤيته المستقبلية حتى لو لم تكن واقعية بالكامل.


لحظة الخلل: الإقالة المثيرة ثم العودة

تعود هيغي إلى ما يسميه موظفو OpenAI الآن بـ"الخلل" (The Blip)، في إشارة إلى إقالة ألتمان المفاجئة من منصبه كرئيس تنفيذي ثم إعادته سريعاً بعد ضغوط داخلية وخارجية. تقول الكاتبة إن تلك الحادثة كشفت هشاشة البنية التنظيمية في الشركة، التي تتمثل في إدارة غير ربحية تتحكم بشركة هادفة للربح، وهو ما وصفته بـ"ترتيب غير مستقر من الناحية الجوهرية".


نموذج الحوكمة المربك وتأثيره على الاستثمارات

توضح هيغي أن هذا النموذج المختلط للحوكمة يثير قلق المستثمرين، لكونه يمنحهم نفوذاً ضئيلاً رغم استثماراتهم الضخمة. في حادثة الإقالة، عندما أصبح من الواضح أن معظم موظفي OpenAI كانوا سيغادرون إلى مايكروسوفت إذا لم يُعَد ألتمان، رضخ مجلس الإدارة للضغوط وأعاده إلى منصبه. وترى هيغي أن هذه الحادثة ستبقى نقطة توتر في العلاقة بين الشركة ومستثمريها.


السياسة، الصفات الشخصية، والرؤية الأخلاقية

تكشف هيغي عن جانب سياسي في شخصية ألتمان، مشيرة إلى أنه رغم ميوله التقدمية التقليدية، فقد نجح في إقامة علاقات متينة مع إدارة ترامب من خلال التوافق على بناء مراكز بيانات ضخمة، وهو ما تعتبره امتدادًا لقدرته الاستثنائية على إبرام الصفقات. تقول:


"ترامب يحترم الصفقات الكبيرة، وسام ألتمان بارع فيها"

كما تسلط الضوء على صراعات شخصية مبكرة في حياة ألتمان، منها قلقه المزمن ونشأته كمراهق مثلي في بيئة محافظة، وهي تجارب ترى أنها صقلته كشخص طموح ومتفائل قادر على مواجهة التحديات.


الرؤية المستقبلية للذكاء الاصطناعي

يرى ألتمان أن الذكاء الاصطناعي مشروع أخلاقي بامتياز، وأن على الحكومات تمويله وتنظيمه في آن. لكنه يلاحظ، وفقًا لهيغي، أن المسار الحالي يركّز على التمويل الحكومي دون الضوابط التنظيمية الكافية. وتشير إلى أن رؤيته تستلهم نماذج من القرن العشرين مثل Bell Labs، حيث امتزجت الاستثمارات العامة مع البحث الخاص.

وتعترف هيغي بأن ألتمان يُنظر إليه أحيانًا بشك من قبل زملائه، نظراً لكونه يُجيد قول ما يريد الآخرون سماعه، وهي صفة سبّبت توترات في شركات سابقة مثل Loopt وY Combinator، وأثرت لاحقًا على إدارته لـ OpenAI. لكنها تشير إلى أن هذا السلوك لا يعكس بالضرورة نقصاً في المصداقية، بل هو جزء من شخصية القائد البائع.


تجربة شخصية تُلهم رؤيته

تعمّقت هيغي في الخلفية العائلية لألتمان، فوجدت أن والده، جيري ألتمان، كان رجلاً مثاليًا له مساهمات في سياسات الإسكان، بينما كانت والدته طبيبة جلدية ناجحة. جمع سام بين مثاليات والده وطموح والدته، ويبدو أن تلك التربية الثنائية زرعت فيه إيمانًا بالتقدم التدريجي.

تقول الكاتبة:


إن تجربة ألتمان كشاب مثلي الجنس في التسعينيات جعلته يلاحظ كيف يمكن للمجتمع أن يتغير فعلاً، وهو ما عزّز تفاؤله بإمكانيات التقدم الاجتماعي والتقني على حد سواء.


أين يقف ألتمان وسط ضجيج الذكاء الاصطناعي؟

ذو صلة

ترى هيغي أن الجدل الدائر بين دعاة التفاؤل والقلقين من نهاية العالم بسبب الذكاء الاصطناعي ما هو إلا وجهان لعملة واحدة: قناعة بأن الذكاء الاصطناعي سيغير كل شيء. وتضيف أن هناك احتمالًا ثالثًا لا يطرحه أحد: أن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة جديدة ليست ثورية تمامًا.

أما موقفها الشخصي، فتقول إنها أصبحت أكثر اقتناعًا بقدرة الذكاء الاصطناعي على التغيير مع تطور أدواته، مشيرة إلى استخدامها الشخصي المتزايد لها خلال العام الماضي.

ذو صلة