استثمر بثقة على المدى الطويل: لماذا هذين السوقين هما الأفضل للأعوام القادمة؟

يعتبر التفكير على المدى الطويل أحد أفضل العقول الاستثمارية في سوق الأسهم. وعند النظر إلى الأسهم التي سيكون لديها القدرة على الاستمرار والنمو في المستقبل، فإن اختيار الشركات التي تتمتع بموقع قوي في صناعاتها يعد أمرًا أساسيًا. من هنا، يظهر جليًا أن صناعة التكنولوجيا والمواد الغذائية ستكون في صدارة الطلب على المدى الطويل. وفي هذا المقال، نركز على اثنين من الأسهم البارزة التي ستظل تحافظ على قوتها لعقود قادمة، وهما مايكروسوفت (Microsoft) وول مارت (Walmart).

على المدى الطويل، من الصعب أن تخطئ في الاستثمار في أسهم مايكروسوفت (MSFT). تواصل الشركة التوسع في مجالات متعددة مثل الألعاب، الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وقد أثبتت نتائجها على مدار السنوات الخمس الماضية، حيث حققت عائدًا بلغ حوالي 160%. ومع ذلك، يعتبر تقييم أسهم مايكروسوفت أكثر عدلاً مقارنة بشركات أخرى مثل إنفيديا.

أنهت مايكروسوفت السنة المالية 2024 بزيادة في الإيرادات بنسبة 16%، وزيادة في الدخل التشغيلي بنسبة 24%، وزيادة في صافي الدخل بنسبة 22%. ومنذ عام 2020، شهدت الشركة نموًا قويًا في الإيرادات من 143 مليار دولار إلى 245 مليار دولار. في الربع الأول من السنة المالية 2025 (المنتهي في 30 سبتمبر 2024)، ارتفعت الإيرادات بنسبة 16% على أساس سنوي لتصل إلى 65.6 مليار دولار، مع زيادة في صافي الدخل بنسبة 11%.

ما يعجبني في مايكروسوفت هو تنوع محفظتها من المنتجات، حيث تتحقق الإيرادات من عدة مجالات تشمل مايكروسوفت كلاود، الذكاء الاصطناعي، مايكروسوفت 365، لينكدإن، الخوادم والمنتجات التابعة، أنظمة تشغيل ويندوز، والإعلانات من محرك البحث، إلى جانب وحدة تحكم إكس بوكس والخدمات المصاحبة لها التي شهدت زيادة ضخمة في مبيعاتها بلغت 61%. في الآونة الأخيرة، كانت مايكروسوفت تفاجئ السوق بتحقيق أرباح تفوق التوقعات، وتقديرات المحللين تشير إلى أرباح للسهم لعام 2025 تبلغ 13.09 دولارًا، مما يعطي السهم مكرر ربحية للأرباح المستقبلية بمقدار 33 مرة، وهو تقييم معقول مقارنة مع بعض أسهم التكنولوجيا الأخرى التي تتمتع بمدفوعات عالية.

من المؤكد أن وال مارت ليست من الشركات التي تجذب الأضواء بشكل مستمر، لكن على المدى الطويل، تواصل الشركة الأداء بثبات. صحيح أنه قد تكون هناك بعض الفترات الضعيفة هنا وهناك، إلا أن وال مارت أثبتت قدرتها على تقديم أداء قوي للمساهمين عبر الزمن. وفقًا لبيانات YCharts، كانت وال مارت ثاني أفضل الأسهم أداءً في مؤشر داو جونز الصناعي لعام 2024، حيث سجلت ارتفاعًا بنحو 72%.

يتمثل سر نجاح وال مارت في تنوع استراتيجياتها لتوزيع السلع على المستهلكين، سواء عبر متاجرها التقليدية أو من خلال التجارة الإلكترونية. ذلك التنوع يجعل من السهل عليها التكيف مع أي تغييرات قد تطرأ في سلوك المستهلكين أو في الاقتصاد بشكل عام، مما يضمن استمرارية قوتها المالية على مدار السنوات القادمة. ومع تزايد الطلب على السلع الاستهلاكية الأساسية، أعتقد أن وال مارت ستظل واحدة من الشركات المهيمنة في مجال البيع بالتجزئة في العقدين القادمين.

في الختام، تظل أسهم مايكروسوفت ووال مارت من أبرز الخيارات للمستثمرين الذين يتطلعون للاستثمار على المدى الطويل. تتمتع الشركتان بمكانة قوية في الصناعات التي لن تشهد تراجعًا كبيرًا، حيث يستمر الطلب على التكنولوجيا والمنتجات الاستهلاكية الأساسية في النمو. على الرغم من التحديات التي قد تواجههما في بعض الأحيان، فإن الأداء المالي والتنوع الاستثماري يجعل من هاتين الشركتين خيارات موثوقة لمستقبل طويل ومستدام.